نفذت حيل الفتاة العشرينية لإتمام زواجها من حبيبها العاطل، في ظل ظروفهما المادية الصعبة، لكنها قررت أن تسلك دربا آخر غير الصبر والعمل لنيل مرادها، استعانت بالشيطان، واستحضرت أفكاره الإبليسية في مواجهة أزمتها، فتشت حولها فلم تجد أنسب من السطو علي شقة مخدومتها العجوز السبعينية، وقتلها إن تطلب الأمر. "البنت خططت كويس لكل التفاصيل"، تقول "أ. د" ربة منزل، وهي تصف جريمة قتل جارتها "عواطف. أ"، (76 سنة)، موظفة علي المعاش، علي يد خادمتها وخطيبها وآخرين، وتتابع أن المتهمة كانت تتردد شهريا علي منزل جارتها، فهي تجمع إيجارات 4 شقق مملوكة للعجوز، وتسلمها لها مطلع كل شهر في مقابل مبلغ مالي تتقاضاه. تضيف جارة العجوز، أن المتهمة درست أجواء المنطقة لعدة أشهر، وتعرفت خلال تلك المدة علي كل عادات "الحاجة"-كما تطلق عليها جارتها- فهي مسنة بطيئة الحركة، تسير علي عكاز، عادتها تقريبا لا تتغير، درست المتهمة كافة المداخل والمخارج جيدا، ووضعت خطة محكمة للسرقة، وفي يوم الحادث طرقت الباب كعادتها، وفتحت "الحاجة" لتجد وجه خادمتها المألوف، استدارت صاحبة الشقة لتدخل، وظلت الفتاة لحظات أمام الباب لتسمح لخطيبها بالدخول خلسة إلي الشقة. "المتهم انتظر الفرصة المناسبة عشان يقتل الحاجة من غير ما تشوفه"، هكذا تقول الجارة، وتتابع، إنه بعد دخول خطيب الخادمة اختبأ خلف ستارة بالمنزل، وظل قابعًا خلفها في انتظار اللحظة المناسبة، وحينما واتته الفرصة هجم عليها من الخلف، وخنقها باستخدام "إيشارب"، وكبل يديها وقدميها وكمم فمها بشريط لاصق، واستولي وخطيبته علي الأموال الموجودة بالشقة، بالإضافة إلي المصوغات الذهبية التي ترتديها "الحاجة" وفرا هاربين. عن علاقة "الحاجة عواطف" بباقي سكان العقار تقول جارتها، إنها علي قدر كبير من الاحترام، وعلاقتها جيدة بالجميع، حتي أنها رأتها ليلة مقتلها، فقبل الحادث بعدة ساعات طرقت "الحاجة" بابها وطلبت منها بعض الأشياء، ومما علمته الجارة من تفاصيل لاحقًا، فقد كان المتهمون في شقة العجوز في ذات الوقت، وفي اليوم التالي، حاولت الجارة الاطمئنان علي السيدة العجوز لكنها لم ترد أبدا، ما أثار قلقها فاتصلت بشقيقتها المقيمة بأسيوط، وهي بدورها اتصلت بابنتها، دكتورة بجامعة حلوان، والتي حضرت من فورها، لتفاجأ بجثة والدتها، واتصلت بالشرطة بعدها. تقول "ج" ربة منزل، وإحدى جيران المجني عليها، "أنا شوفت البنت اللي قتلت الحاجة، وهي داخلة الشقة، كنت لسة خارجة من عندها"، وتتابع، أنها كانت معها في شقتها للاطمئنان عليها، وبعده همت بالمغادرة، وأثناء نزولها شاهدت المتهمة، لكنها لم تتخيل أن ذلك سيحدث حقا. تقول جارة "الحاجة عواطف" إنها مقيمة بذات العقار من أكثر من 20 سنة، بعد زواج بناتها الثلاث، الأولي تزوجت وسافرت للسعودية، والثانية لدولة البحرين والأخيرة دكتورة في كلية طب بجامعة حلوان، ولا تتلقي "الحاجة" الكثير من الزيارات، كما أنها كتومة جدا، فلا أحد يعرف بأمر المتهمة، وأنها كانت تحضر لها الإيجار، حتي ابنتها رغم أنها كانت دائمة الشكوي من مكاتب العقارات، وهو ما دفع الخادمة للتخطيط لقتلها؛ وتنهي حديثها قائلة "إحنا عايشين في رعب من ساعة الحادث، مش متخيلين إن في ناس كده". فوجئ محرر "بوابة الأهرام" عند مغادرته للعقار الكائن بشارع العمدة في الطالبية، بأحد سكان المنطقة، ويدعي محمد طه، يستوقفه ويسأله عن هويته، وبالإفصاح عنها، اعتذر الساكن، وأكد أن أحوال المنطقة تغيرت طوال أسبوع، فهي منطقة هادئة جدا، وسكانها معروفون لبعضهم، وبعد حادث مقتل السيدة "عواطف. أ" أصبح رؤية أي شخص غريب تثير الريبة في أنفس السكان. ويواصل "طه" حديثه قائلا، إن خادمة السيدة العجوز استغلت ثقتها، واستعانت بخطيبها، والذي بدوره استعان ب4 من أصدقائه، ونفذوا جريمتهم، قتلوها وأصابوها، واستولوا علي آلاف الجنيهات منها، ومصوغاتها الذهبية، وفروا هاربين، ويضيف "علي حسب علمي، إنها كانت بتحوش الفلوس دي عشان تعمل بيهم مشروع خيري"، ينهي "طه" حديثه بأن الجيران في حالة صدمة من الحادث، ومازالت آثاره الحزينة تخيم علي المنطقة. ومن جانبها، أمرت نيابة حوادث الطالبية والعمرانية، برئاسة هشام دبوس، وكيل أول النيابة، بحبس المتهمة الرئيسية "خادمة المجني عليها" وخطيبها و4 من أصدقائه، بعدما ألقت قوات الأمن القبض عليهم. وجاء في التحقيقات، أن دكتورة جامعية أبلغت الشرطة عن عثورها علي والدتها قتيلة بشقتها في العقار رقم 3 بشارع العمدة بالكوم الأخضر، دائرة قسم الطالبية، وانتقلت قوات الأمن لفحص البلاغ، وتبين أن صاحبة الجثة "عواطف. أ. ك"، 75 سنة، موظفة بالمعاش، مسجاة على ظهرها بغرفة المعيشة، ومكممة بشريط لاصق ومقيدة اليدين والقدمين، كما تبين وجود آثار خنق حول الرقبة، باستخدام إيشارب عثر عليه بجوار الجثة، وعُثر على آثار دماء بالصالة، وبعثرة بمحتويات الشقة. وأضافت التحقيقات، أن تحريات المباحث أفادت بأن خادمة المجني عليها "إيمان. ص" 24 سنة، خلف ارتكاب الجريمة بمساعدة خطيبها "حسام. ع"، 21 سنة، و4 من أصدقائه، وألقت قوات الأمن القبض عليهم. وأقرت المتهمة في التحقيقات، أنها تتولى تحصيل قيمة إيجارية ل 4 شقق ملك القتيلة بالعجوزة، وأنها على علم باحتفاظها بمبالغ مالية كبيرة داخل شقتها، وفكرت في سرقتها لاتمام زواجها من خطيبها، وخططا سويا للجريمة، واستعان المتهم الثاني استعان ب4 من أصدقائه. أضافت المتهمة، أنها اشترت شريطًا طبيًا لاصقًا وأربطة بلاستيكية؛ لتقييد المجني عليها، وتوجهت لشقة العجوز، وبعدما فتحت لها القتيلة الباب، سهلت دخول 2 من المتهمين خلسة للشقة، وبقي 2 من أصدقائه لمراقبة الطريق أسفل العقار، فيما انتظر خطيبها أسفل العقار، واختبأ المتهمان داخل الشقة، وفور انصراف المتهمة أجهزا على المجني عليها، وقاما بتقييدها وخنقها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، وتمكنوا من سرقة 30 ألف جنيه، وألف يورو، وغويشة ذهبية، وخاتمين ذهبيين، ثم توجها في اليوم التالي لشركة صرافة، وقاموا بتحويل ألف يورو إلى 21 ألف جنيه.