مرض السمنة من أخطر المشاكل الصحية التي تتعرض لها المرأة والرجل على حد سواء، وتهدد حياتهما الصحية والجمالية، والسمنة من أهم العوامل الرئيسية في إصابة الجسم بالعديد من الأمراض الخطيرة، نتيجة لتراكم الدهون في مناطق كثيرة من الجسم مثل البطن والخصر والأرداف، وتؤثر بشكل كبير على جميع مراحل حياة الشخص بداية من مرحلة الطفولة مرورًا بالمراهقة وكذلك في جميع المراحل العمرية. وقال الدكتور محمد خيري استشاري علاج أمراض السمنة والنحافة والتغذية العلاجية، إن "السمنة" تتسبب في سوء الحالة النفسية والمزاجية، مع الشعور بالكسل وعدم النشاط والإحباط وكذلك الانطواء، ولا يستثني تأثر جميع أجهزة الجسم سلبا نتيجة لزيادة الوزن ويمتد تأثيرها السلبي إلى تشحم الكبد أو الكبد الدهني، وكذلك الإصابة بارتفاع نسب دهون الدم والكوليستيرول والدهون الثلاثية امتدادًا إلى تصلب الشرايين والإصابة بجلطات القلب والمخ. وأضاف دكتور خيري، في تصريحات ل"بوابة الأهرام"، أن خطورة السمنة قد تؤدي الوصول إلي الوفاة المبكرة. وأوضح استشاري علاج أمراض السمنة، أن منظمة الصحة العالمية، أعلنت أن زيادة الوزن والسمنة عاملان خطران قويان للأمراض القلبية الوعائية ولمرض السكر من النوع الثاني، وهما مساهمان رئيسيان في الوفيات المبكرة. وأضاف الدكتور خيري، أنه طبقًا لبيانات منظمة الصحة العالمية WHO، فإن أعمار المعرضين للإصابة بمرض السمنة، من 15 عامًا فما فوق، وأن أعلى مستويات زيادة الوزن والسمنة في الإقليم تظهر في مصر والبحرين والأردن والكويت والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، حيث يتراوح انتشار السمنة في هذه البلدان من 74% - 86% لدى النساء ومن 69% - 77% لدى الرجال. وتشير هذه البيانات، إلى انتشار نسب السمنة بين النساء البالغات، في حين إن زيادة الوزن أكثر وضوحاً لدى البالغين من الرجال، وإن المستويات المتصاعدة من السمنة بين الأطفال والمراهقين تشكل مصدر قلق خاص، نظراً للأدلة الحديثة التي تربط السمنة في مرحلة الطفولة والمراهقة بزيادة خطر السمنة وانتشار الأمراض المزمنة في مرحلة البلوغ. واستطرد استشاري علاج أمراض السمنة، أن الاتجاة العالمي إلي علاج السمنة في مراحلها المبكرة والوقاية من الأمراض المزمنة والتي تشكل خطورة بالغة علي الشباب في مرحلة الإنتاج والعمل والتي بدورها تؤثر على اقتصاد الدول. وأشار دكتور محمد خيري، إلى أن علاج السمنة يعد ممكنًا ولا يوجد مستحيل في إنقاص الوزن، فبعد التقييم الصحي للحالات المختلفة توضع البروتوكولات العلاجية المناسبة لكل حالة ويتم العلاج على مراحل من تعديل السلوك الغذائي والاهتمام بالنشاط الحركي واكتساب عادات غذائية صحية وصولا إلى مرحلة تحقيق الوزن المثالي والتمتع بصحة جيدة وقوام رشيق.