متحدث الخارجية مهنئًا المصريين بعيد تحرير سيناء: الدبلوماسية استعادت آخر شبر من أرضنا    شوشة: كل الخدمات في رفح الجديدة بالمجان ولا يشملها سعر الوحدة السكنية    انعقاد النسخة الخامسة لمؤتمر المصريين بالخارج 4 أغسطس المقبل    انطلاق فعاليات البطولة العربية العسكرية للفروسية بمدينة مصر للألعاب    محافظ الجيزة يهنئ الرئيس السيسي بذكرى عيد تحرير سيناء    نقيب المحامين يهنئ رئيس الجمهورية والشعب المصري بذكرى تحرير سيناء    أسعار الذهب في مصر بمستهل تعاملات اليوم الخميس 25-4-2024    عيد تحرير سيناء، بالأرقام جهود التنمية الزراعية والثروة السمكية في أرض الفيروز ومدن القناة    ارتفاع الطماطم والفاصوليا بسوق العبور اليوم الخميس    40 سنة تجارب.. ما حقيقة نجاح زراعة البن لأول مرة في مصر؟    28 أبريل، نظر دعوى تدبير العلاوات الخمس لأصحاب المعاشات    عاجل: أسعار الذهب اليوم الخميس 25-4-2024 في مصر    الإسكان: استرداد 9587 م2 بالسويس الجديدة وإزالة مخالفات بناء بالشروق وزايد وبني سويف    الطائرات الحربية الإسرائيلية تستهدف منزلا في مخيم البريج بغزة    اعتقال أكثر من 8 آلاف و455 فلسطينيا منذ 7 أكتوبر    أمريكا تطالب إسرائيل بتقديم تفاصيل حول تقارير المقابر الجماعية بغزة    بعد شهور من التوقف والخلافات السياسية.. واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا    عاجل| الدفاع المدني بغزة يطالب بفتح تحقيق دولي في إعدامات ميدانية ارتكبها الاحتلال    بيلاروسيا.. الرئيس لوكاشينكو يعلن نشر أسلحة نووية روسية في البلاد    بيراميدز يفتقد رمضان صبحي بمواجهة إنبي في الدوري    سبورت الإسبانية تفجر مفاجأة حول موقف ديكو من رحيل تشافي عن برشلونة    الزمالك: سنقدم للجهات الإدارية كل ما يتعلق بأزمة خالد بو طيب    الترجي يتقدم بطلب رسمي لصن داونز قبل موقعة الحسم بنصف نهائي دوري أبطال أفريقيا    أبورجيلة: فوجئت بتكريم النادي الأهلي.. ومتفائل بقدرة الزمالك على تخطي عقبة دريمز    ضبط تشكيلين عصابيين ارتكبا 20 حادث سرقة دراجات نارية في الفيوم والجيزة    القبض على مسن أنهى حياة زوجته بالمنيا    ننشر الجداول الجديدة للنقل الثانوي بالأزهر بعد استبعاد أيام الإجازات    بالصور.. ضبط المتهمين بارتكاب جرائم سرقة بالقاهرة    محافظة الجيزة تشن حملاتها بشوارع الطوابق وكعابيش والمشربية لمنع التعديات على الطريق العام    رحلة 404 أفضل فيلم مصري، قائمة جوائز مهرجان أسوان لأفلام المرأة بدورته الثامنة    توقعات علم الفلك اليوم الخميس 25 أبريل 2024    أمين الفتوى لزوجة: اطلقى لو زوجك لم يبطل مخدرات    التنسيق مع الصحة.. أبرز قرارات اجتماع المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية    علماء: البعوض يهدد نصف سكان العالم بحلول نهاية القرن    هل تناول الأسبرين يوميًا يقلل خطر الإصابة بالسرطان؟    انطلاق القافلة الطبية المجانية حياة كريمة بقرى الخير والنماء بمركز الفرافرة    مصرع وإصابة 10 أشخاص إثر تصادم سيارتين في البحيرة    الأهلي يصطدم بالترجي التونسي في نصف نهائي كأس الكؤوس لليد    «التعليم» تستعرض تجربة تطوير التعليم بالمؤتمر الإقليمي للإنتاج المعرفي    حمزة العيلى عن تكريم الراحل أشرف عبد الغفور: ليلة في غاية الرقي    الليلة.. أنغام وتامر حسني يحيان حفلا غنائيا بالعاصمة الإدارية    أمر عجيب يحدث عندما تردد "لا إله إلا الله" في الصباح والمساء    الشواطئ العامة تجذب العائلات في الغردقة هربا من الحر.. والدخول ب20 جنيها    فن التهنئة: استقبال شم النسيم 2024 بعبارات تمزج بين الفرح والتواصل    توقيع عقد تنفيذ أعمال البنية الفوقية لمشروع محطة الحاويات بميناء دمياط    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس25-4-2024    هيئة الرعاية بالأقصر تعلن رفع درجة الاستعداد تزامنا مع خطة تأمين ذكرى تحرير سيناء    مشاجرات خلال اعتقال الشرطة الأمريكية لبعض طلاب الجامعة بتكساس الرافضين عدوان الاحتلال    هل ترك جنش مودرن فيوتشر غضبًا من قرار استبعاده؟.. هيثم عرابي يوضح    المنيا.. السيطرة على حريق بمخزن أجهزة كهربائية بملوى دون خسائر في الأرواح    الفندق عاوز يقولكم حاجة.. أبرز لقطات الحلقة الثانية من مسلسل البيت بيتي الجزء الثاني    الاحتفال بأعياد تحرير سيناء.. نهضة في قطاع التعليم بجنوب سيناء    هل يجوز قضاء صلاة الفجر مع الظهر؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    أحمد موسى: مطار العريش أصبح قبلة للعالم وجاهز لاستقبال جميع الوفود    مش بيصرف عليه ورفض يعالجه.. محامي طليقة مطرب مهرجانات شهير يكشف مفاجأة    مدحت العدل يكشف نصيحة جماهير ريال المدريد بإسبانيا للإعلامي إبراهيم عيسى ونجله    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    اختيارات النقاد.. بعد سيطرة الكوميديا ما هى الأفلام الأنسب لموسم العيد؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الصحة العالمية" تُحيي يوم 28 سبتمبر "اليوم العالمي لداء الكلب"
نشر في بوابة الأهرام يوم 25 - 09 - 2017

تحيي منظمة الصحة العالمية يوم 28 سبتمبر الجاري اليوم العالمي لداء الكلب 2017 تحت شعار "داء الكلب: صفر بحلول عام 2030"، حيث يهدف الاحتفال هذا العام إلى دعم الهدف العالمي المتمثل في الوصول إلى وفيات البشر إلى صفر من داء الكلب الذي يتسبب فيه الكلاب بحلول عام 2030.
ويعد داء الكلب واحدا من الأمراض الفيروسية الفتاكة التي عرفها الإنسان، فهو يقتل ضحاياه ممن لا يخضعون للقاح، بنسبة 100%. وعلى الرغم من توفر جميع الوسائل العلمية للقضاء على هذا المرض، فإنه ما يزال يسبب 69 ألف حالة وفاة في جميع أنحاء العالم كل عام، مما يعادل وفاة 189 شخصا يوميا.
وكان المؤتمر العالمي للقضاء على داء الكلب الذي عقد في عام 2015، حيث حددت منظمة الصحة العالمية WHO) ، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان OIE، ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة FAO ، والتحالف العالمي لمكافحة داء الكلب غاية عالمية تتمثل في تحقيق انعدام حالات الوفاة الناجمة عن داء الكلب لدى الإنسان بحلول عام 2030.
كانت منظمة الصحة العالمية والمنظمة العالمية للصحة الحيوانية ، قد أقرتا الاحتفال يوم 28 سبتمبر عام 2006 وذلك للتوعية بمسألة الوقاية من داء الكلب وإبراز التقدم المحرز في دحر هذا المرض المرعب. ويصادف يوم 28 سبتمبر تخليد ذكرى وفاة العلامة الفرنسي لويس باستور المتخصص في الكيمياء وعلم الأحياء الدقيقة، الذي طور أول لقاح مضاد للداء.
داء الكلب مرض فيروسي معد يسبب الوفاة بصورة شبه دائمة في أعقاب ظهور الأعراض السريرية. وتنتقل العدوى بفيروس داء الكلب إلى الإنسان عن طريق الكلاب الداجنة في نسبة تصل إلى 99% من الحالات إلا أن داء الكلب يمكن أن يصيب الحيوانات الداجنة والبرية على حد سواء. وينتشر داء الكلب لدى الإنسان بعد التعرض للعضّ أو الخدش عن طريق اللعاب عادة. وينتشر داء الكلب في جميع القارات باستثناء أنتاركتيكا ويسجَّل أكثر من 95% من حالات الوفاة البشرية في آسيا وأفريقيا.
ويعد داء الكلب من أمراض المناطق المدارية المهملة التي تصيب أساساً الفئات السكانية الفقيرة والمستضعفة المقيمة في المناطق الريفية النائية. وتوجد لقاحات مناعية بشرية ناجعة مضادة لداء الكلب غير أنها لا تتوفر أو لا يتاح الحصول عليها بسهولة للأشخاص المحتاجين إليها. ونادراً ما يبلغ عن حالات الوفاة الناجمة عن داء الكلب وغالباً ما يكون الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات و14 سنة من ضحايا هذا المرض على الصعيد العالمي.
وإذ تبلغ تكلفة العلاج الوقائي بعد التعرض لداء الكلب في المتوسط 40 دولاراً أمريكياً في إفريقيا و49 دولاراً أمريكياً في آسيا، يمكن أن يمثل علاج التعرض لداء الكلب عبئا مالياً هائلاً تتحمله الأسر المتضررة التي يتراوح متوسط الدخل اليومي بين دولار واحد ودولارين أمريكيين للفرد تقريباً. ويطعم أكثر من 15 مليون شخص في العالم سنوياً بعد التعرض لعضة. ومن المقدر أن يقي ذلك من مئات الآلاف من حالات الوفاة الناجمة عن داء الكلب كل سنة.
وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلي أعراض المرض ، حيث تتراوح فترة حضانة داء الكلب عادة بين شهر واحد و 3 أشهر لكنها قد تتراوح أيضاً بين أسبوع واحد وسنة واحدة حسب العوامل مثل موضع دخول الفيروس والعبء الفيروسي . وتشمل الأعراض الأولية لداء الكلب الحمى المصحوبة بألم وشعور غير عادي أو غير مبرر بالنخز أو الوخز أو الحرق في موضع الجرح.
وإذ ينتشر الفيروس في الجهاز العصبي المركزي، ويظهر التهاب تدريجي ومميت في الدماغ والحبل النخاعي. ويظهر المرض في الشكلين التاليين: داء الكلب الهياجي الذي يظهر الأشخاص المصابين به علامات فرط النشاط وسلوكاً قابلاً للاستثارة ورهاب الماء (الخوف من المياه) إضافة إلى رهاب الهواء (الخوف من التيارات الهوائية أو الهواء الطلق) أحياناً، وتحدث الوفاة نتيجة لتوقف قلبي وتنفسي بعد مضي بضعة أيام .
وداء الكلب الشللي الذي يمثل حوالي 30% من مجموع الحالات البشرية . ويتطور هذا الشكل لداء الكلب تطوراً أقل من حيث ملاحظته ، وأطول أمداً بصفة عامة من شكله الهياجي. وتصاب العضلات تدريجياً بالشلل انطلاقاً من موضع العضة أو الخدش.
وتتطور ببطء حالة غيبوبة ويلقى المريض حتفه في نهاية المطاف. وكثيراً ما يساء تشخيص الشكل الشللي لداء الكلب مما يسهم في نقص التبليغ عن المرض.
وعن كيفية تشخيص المرض ، يشير تقرير المنظمة إلي أن الأدوات التشخيصية الحالية غير ملائمة للكشف عن العدوى بداء الكلب قبل ظهور أعراض المرض السريرية وقد يصعب التشخيص السريري لداء الكلب ما لم توجد علامات رهاب الماء أو رهاب الهواء الخاصة بالداء. ويمكن تأكيد إصابة الإنسان بداء الكلب أثناء حياته وعقب مماته عن طريق مختلف تقنيات التشخيص التي تكشف عن الفيروسات ككل أو المستضدات الفيروسية أو الأحماض النووية الموجودة في الأنسجة المصابة بالعدوى (الدماغ أو الجلد أو البول أو اللعاب).
ويصاب الإنسان عادة بالعدوى بعد تعرضه لعضات أو خدوش عميقة من جانب حيوان مصاب بداء الكلب وتمثل حالات العدوى المنقولة من الكلاب المصابة بداء الكلب إلى الإنسان 99% من الحالات . وتتحمل إفريقيا وآسيا أكبر عبء لداء الكلب لدى الإنسان وتسجَّل فيهما 95% من حالات الوفاة الناجمة عن داء الكلب على نطاق العالم .وفي الأمريكتين، تعتبر الخفافيش الآن السبب الرئيسي لحالات الوفاة الناجمة عن داء الكلب البشري إذ تم وقف معظم حالات العدوى المنقولة عن طريق الكلاب في هذا الإقليم.
ويمثل داء كلب الخفافيش أيضاً خطراً مستجداً يهدد الصحة العمومية في أستراليا وأوروبا الغربية. ومن النادر جداً أن تسجل حالات الوفاة لدى الإنسان من جراء التعرض للثعالب وحيوانات الراكون والظرابين وبنات آوى والأنماس وغيرها من أنواع آكلات اللحوم البرية المضيفة وليست هناك حالات معروفة للعدوى بداء الكلب المنقولة عن طريق عضات القوارض.
ويمكن أن تنتقل العدوى أيضاً عندما تخالط مادة ملوثة أي اللعاب عادة مخالطة مباشرة الغشاء المخاطي البشري أو الجروح الجلدية الحديثة. وإن انتقال العدوى بين الأشخاص عن طريق العض أمر ممكن من الناحية النظرية غير أنه لم يؤكد قط. ونادراً ما يصاب المرء بداء الكلب عن طريق استنشاق الرذاذ المحتوي على الفيروس أو زرع أعضاء ملوثة. ولم تؤكد قط حالات العدوى بداء الكلب من خلال استهلاك اللحم النيء أو الأنسجة الحيوانية لدى الإنسان.
وتشير إحصائيات التحالف العالمي لمكافحة داء الكلب لعام 2017، أن داء الكلب يقتل المصابين من البلدان النامية على وجه الحصر، بسبب افتقارها للرقابة الجيدة، مما يعني أنه ليس مرضا ذا أولوية بالنسبة للغرب، حيث تمكنت معظم الدول المتقدمة من القضاء على هذا المرض في الكلاب لديها.
وأثبتت العديد من التقارير أن الهند التي يعيش فيها خمس سكان العالم، تتصدر دول العالم من حيث الوفيات بسبب داء الكلب، إذ سجلت بمفردها 35 % من الوفيات البشرية بسبب المرض، بينما سجلت إفريقيا 36 % .
وفي اليمن حذر أطباء من انتشار متسارع لداء الكلاب في العاصمة صنعاء بالتزامن مع تزايد الكلاب الضالة في الشوارع المصابة بالمرض ، وتشير تقارير وزارة الصحة اليمنية أنه بعد انتشار الكوليرا ، بدء ظهور فيروس داء الكلب ينتشر في كل أنحاء اليمن ، وأشار الدكتور عبده صالح غراب مسئول وحدة مكافحة داء الكلب بالمستشفى الجمهوري بصنعاء أن الوحدة تستقبل يومياً مابين 30 إلى 40 حالة من أمانة العاصمة ومحافظات أخرى مجاورة لها.
وبلغ عدد الحالات المقيدة في سجلات الوحدة خلال شهر يوليو الحالي فقط 248 حالة، منها 16 حالة وفاة بداء الكلب للنصف الأول من العام الجاري 2017.
وفي ماليزيا ، أصيب أكثر من 200 شخص بعضات كلاب في ضاحية سيريان، وذلك وفقا لما رصده 11 فريقا نشرتهم الإدارة الصحية بولاية سراواك شمال شرق ماليزيا. وقالت أمانة لجنة إدارة الكوارث في ماليزيا إنه جرى رصد الحالات في المناطق السكنية الكائنة على بعد 10 كيلومترات من 6 قرى أعلنت أنها مناطق مصابة بداء الكلب ، في حين تنشئ السلطات حاليا منطقة عازلة حول الأماكن المعلنة أنها مصابة بمرض داء الكلب لاحتواء الفيروس.
وأضافت الأمانة في بيان لها إنه جرى تطعيم معظم الحالات، بينما تمكنت الفرق الطبية من التحدث إلى نحو 22 ألفا من سكان القرى الواقعة بمنطقة سيريان. وأشار البيان، إلى أن التطعيم شمل أكثر من 1500 من الحيوانات الأليفة من القطط والكلاب وحيوانات أخرى في 11 قرية. وتشير التقارير إلى أن الكلاب التي جرى تطعيمها في جميع الدول في إفريقيا وآسيا لا تزال أقل بكثير من النسبة المطلوبة للسيطرة على المرض.
وأظهرت الدراسات أن القضاء على داء الكلب سيكون مربحا باعتبار أن هذا المرض يسبب خسائر اقتصادية سنوية تقدر ب 8.6 مليار دولار. وتبين التجارب أن القضاء على داء الكلب بسيط للغاية، إذ أن تطعيم 70% من الكلاب في المناطق التي يتواجد فيها داء الكلب يساهم في اختفاء المرض.
إن داء الكلب مرض يمكن الوقاية منه باللقاحات. ويعتبر تطعيم الكلاب الاستراتيجية الأعلى مردوداً للوقاية من إصابة الناس بداء الكلب. ويحد تطعيم الكلاب من عدد حالات الوفاة الناجمة عن داء الكلب ومن الحاجة إلى العلاج الوقائي بعد التعرض للداء في إطار رعاية المرضى الذين يتعرضون لعضات الكلاب.
وتوجد لقاحات مضادة لداء الكلب البشري من أجل استخدامها قبل التعرض للداء. ويوصى باستخدام هذه اللقاحات لدى الأشخاص الذين يمارسون بعض المهن شديدة التعرض لخطر الإصابة بالداء مثل العاملين في المختبرات الذين يناولون فيروسات حية من فيروسات داء الكلب والفيروسات المرتبطة بداء الكلب(الفيروسة الكلبية)؛ والأشخاص (مثل الأشخاص المعنيين بمكافحة الأمراض الحيوانية وبحراسة الأحراج) الذين قد تؤدي بهم أنشطتهم المهنية أو الشخصية إلى الاحتكاك المباشر بالخفافيش أو الحيوانات آكلات اللحوم أو غيرها من الثدييات التي يحتمل إصابتها بالعدوى.
ويوصى أيضاً بالتطعيم قبل التعرض لداء الكلب لدى المسافرين الذين يقصدون المناطق النائية الموبوءة بالداء ويعتزمون قضاء فترة طويلة في الخلاء لممارسة أنشطة مثل استكشاف الكهوف أو تسلق الجبال. وينبغي تمنيع المغتربين والأشخاص المسافرين لفترات طويلة الذين يقصدون المناطق الشديدة التعرض لخطر الإصابة بداء الكلب إذا كانت فرص الحصول على المنتجات البيولوجية المضادة لداء الكلب محدودة. وأخيراً، ينبغي أيضاً أن يؤخذ في الاعتبار تمنيع الأطفال الذين يقيمون في المناطق النائية الشديدة التعرض لخطر الإصابة بالداء أو يزورون هذه المناطق. فقد يتعرض هؤلاء الأطفال لعضات أكثر وخامة أو قد لا يبلغون عن هذه العضات عندما يلعبون مع الحيوانات.
أما العلاج الوقائي بعد التعرض لداء الكلب هو العلاج الفوري المتاح لشخص بعد تعرضه لداء الكلب بسبب عضة. ويقي هذا العلاج من دخول الفيروس إلى الجهاز العصبي المركزي مما يسبب الموت الوشيك. ويتمثل العلاج عن طريق : الغسل الجيد والعلاج الموضعي للجرح في أسرع وقت ممكن بعد التعرض للداء؛ إعطاء سلسلة من جرعات لقاح فاعل وناجع مضاد لداء الكلب يفي بمعايير المنظمة ؛ إعطاء الجلوبولين المناعي المضاد لداء الكلب في حال التوصية بذلك. وإن توفير علاج ناجع بعيد التعرض لداء الكلب أمر يسمح بالحيلولة دون ظهور الأعراض وحدوث الوفاة.
وتواصل المنظمة تعزيز الوقاية من داء الكلب البشري من خلال القضاء على داء الكلب لدى الكلاب واعتماد استراتيجيات الوقاية من عضات الكلاب والاستخدام الأوسع نطاقاً للعلاج الوقائي داخل الجلد بعد التعرض لداء الكلب مما يخفض حجم اللقاح القائم على مزرعة خلوية وتكلفته نتيجة لذلك بنسبة تتراوح بين 60% و80% .
ومنذ عام 2012، وهوتاريخ إنشاء المنظمة العالمية لصحة الحيوان ( OIE ) تم إنشاء بنك لقاحات داء الكلب بمعونة مالية من قبل جهات دولية مانحة هي استراليا وفرنسا والاتحاد الأوروبي وألمانيا( حتى تاريخ أغسطس 2016). ويؤمن هذا المصرف إنتاج وتسليم لقاحات عالية الجودة تتوافق مع المعايير الدولية لمنظمة صحة الحيوان. وتسلم اللقاحات عادة بسرعة وبأسعار رخيصة إذ يتوجب على الموزعين المحتملين للقاح أن يتنافسوا فيما بينهم للفوز بالتزام المشروع وفق مناقصة دولية.
وقد سلم البنك خلال 4 سنوات 12,5 مليون جرعة لقاح لأكثر من 22 دولة في القارتين آسيا وأفريقيا. كما ساهم البنك في استئصال هذا المرض من البلدان الأعضاء بتوفير لقاحات عالية الجودة وبسعر معقول وفي الوقت المناسب. وتلعب هذه اللقاحات دوراً محفزاً للقيام بعمليات التحصين الجماعية الضرورية لتنفيذ أية استراتيجية ناجحة لاستئصال داء الكلب.
ولما كان أكثر من 95% من الإصابات البشرية تحدث بسبب عضة كلب فليس علينا سوى تحصين 70% فقط من مجموع أعداد الكلاب في المناطق الشديدة الخطورة لتخفيض نسبة الإصابات هذه حتى الصفر تقريباً. والواقع أن تحصين الكلاب المنتظم يعتبر اليوم أفضل طريقة لكسر دورة المرض والتوصل إلى استئصال نهائي لداء الكلب. وتجري بلدان مختارة في إفريقيا وآسيا بدعم من المنظمة دراسات استباقية واسترجاعية لجمع البيانات عن عضات الكلاب وحالات الإصابة بداء الكلب والعلاج الوقائي بعد التعرض لداء الكلب والمتابعة والاحتياجات من اللقاحات والخيارات لتنفيذ البرنامج. وستوفر هذه المعلومات بيّنات إضافية لدعم الحاجة إلى الاستثمار في برامج مكافحة داء الكلب وتوجه استراتيجية التحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع للاستثمار في اللقاحات في عام 2018.
وتشيرتقارير منظمة الصحة العالمية ، أن البلدان في إقليم الأمريكتين خفضت معدلات الإصابة بداء الكلب بنسبة تزيد على 95% لدى الإنسان ، وبنسبة 98% لدى الكلاب منذ عام 1983. وتحقَق هذا النجاح أساساً بفضل تنفيذ سياسات وبرامج فعالة تركز على شن حملات منسقة على الصعيد الإقليمي لتطعيم الكلاب وعلى إذكاء وعي الجمهور وإتاحة العلاج الوقائي بعد التعرض لداء الكلب على نطاق واسع. وشرعت عدة بلدان في إقليم جنوب شرق آسيا التابع للمنظمة في شن حملات للقضاء على داء الكلب تمشياً مع الغاية المتمثلة في القضاء على المرض على الصعيد الإقليمي بحلول عام 2020.
واستهلت بنجلاديش برنامجاً للقضاء على المرض في عام 2010 وانخفضت حالات الوفاة الناجمة عن داء الكلب البشري بنسبة 50% بين عامي 2010 و2013 نتيجة للتدبير العلاجي لعضات الكلاب وتطعيم الكلاب على نطاق واسع وزيادة توافر اللقاحات المجانية. وقد أحرز أيضاً تقدم ملحوظ في الفلبين وجنوب إفريقيا وتنزانيا حيث بينت مؤخراً مشاريع إثبات جدوى المفاهيم في إطار مشروع مؤسسة بيل وميليندا غيتس الذي تقوده المنظمة أنه يمكن خفض حالات الإصابة بداء الكلب البشري بفضل مجموعة من التدخلات المنطوية على تطعيم الكلاب على نطاق واسع وتحسين إتاحة العلاج الوقائي بعد التعرض لداء الكلب وزيادة الترصد وإذكاء وعي الجمهور.
وسعياً إلى ضمان استدامة برامج مكافحة داء الكلب وتوسيع نطاقها لتشمل مناطق جغرافية مجاورة كان من الأساسي البدء على نطاق ضيق وتحفيز البرامج المحلية لمكافحة داء الكلب من خلال مجموعة من الحوافز وإثبات النجاح والفعالية من حيث التكاليف وضمان مشاركة الحكومة والمجتمعات المحلية المتضررة. وتعمل المنظمة مع الجهات الشريكة لها ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة والمنظمة العالمية لصحة الحيوان والتحالف العالمي لمكافحة داء الكلب على وضع خطة عمل محسوبة التكاليف لتحقيق انعدام حالات الوفاة لدى الإنسان بحلول عام 2030. وتشمل هذه الخطة السياسة والتدخلات المتصلة بالإنسان والحيوان وأنشطة إذكاء الوعي والدعوة وبناء القدرات والموارد الخاصة اللازمة للقضاء على المرض في البلدان التي ما زالت تعاني من داء الكلب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.