محافظ شمال سيناء: طرح رفح الجديدة وقرى الصيادين والتجمعات التنموية أمام المنتفعين    عيد القمح    نائب محافظ البحيرة تبحث مع الصيادين وتجار السمك دراسة إدارة تشغيل ميناء الصيد برشيد    مقترح أمريكي لاستخدام عوائد الأصول الروسية المجمدة لدعم أوكرانيا    المغرب يستنكر بشدة ويشجب اقتحام متطرفين باحات المسجد الأقصى    الصين ترسل طاقما مكونا من ثلاثة أفراد إلى محطة تيانجونج الفضائية    الدوري السعودي، رياض محرز يقود أهلي جدة أمام الرياض    "كسر رقم جوزيه ومعادلة الترجي".. أرقام قياسية تنتظر الأهلي في مباراة مازيمبي بدوري الأبطال    "أنا مشجع كبير".. تشافي يكشف أسباب استمراره مع برشلونة    الأهلى يخسر أمام بترو الأنجولي فى نصف نهائى الكؤوس الأفريقية لسيدات اليد    طاقم تحكيم نسائي بالكامل لإدارة مباراة في الدوري الإيطالي    التصريح بدفن مدرس لقي مصرعه داخل أسانسير في المرج    عامل يتهم 3 أطفال باستدراج نجله والاعتداء عليه جنسيا في الدقهلية    بعد تكريم والدها.. ريهام عبد الغفور تتصدر التريند    الحكم الشرعي حول الأحلام؟.. خالد الجندي يجيب    «القطر مش هيتأخر».. مواعيد القطارات المتحركة بالتوقيت الشتوي بعد تطبيق الصيفي    وزارة التخطيط تشارك في الدورة العاشرة للمنتدى الأفريقي للتنمية المستدامة    10 ليالي ل«المواجهة والتجوال».. تعرف على موعد ومكان العرض    يمنحهم الطاقة والنشاط.. 3 أبراج تعشق فصل الصيف    الأسواق الأوروبية تغلق على انخفاض .. وارتفاع أسهم التعدين 1.9%    في اليوم العالمي للملاريا.. أعراض تؤكد إصابتك بالمرض (تحرك فورًا)    6 نصائح لوقاية طفلك من حمو النيل.. أبرزها ارتداء ملابس قطنية فضفاضة    "إكسترا نيوز": معبر رفح استقبل 20 مصابًا فلسطينيًا و42 مرافقًا اليوم    دعاء يوم الجمعة.. ساعة استجابة تنال فيها رضا الله    استجابة لشكاوى المواطنين.. حملة مكبرة لمنع الإشغالات وتحرير5 محاضر و18حالة إزالة بالبساتين    سبب غياب حارس الزمالك عن موقعة دريمز الغاني بالكونفيدرالية    بيان مشترك.. أمريكا و17 دولة تدعو حماس للإفراج عن جميع الرهائن مقابل وقف الحرب    وزير الرياضة يشهد انطلاق مهرجان أنسومينا للألعاب الإلكترونية    تفاصيل اجتماع المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية برئاسة وزير التعليم العالي    دعاء الاستخارة بدون صلاة .. يجوز للمرأة الحائض في هذه الحالات    مدرب صن دوانز: الفشل في دوري الأبطال؟!.. جوارديولا فاز مرة في 12 عاما!    رد فعل غير متوقع من منة تيسير إذا تبدل ابنها مع أسرة آخرى.. فيديو    مصادرة 569 كيلو لحوم ودواجن وأسماك مدخنة مجهولة المصدر بالغربية    التحقيق مع المتهم بالتحرش بابنته جنسيا في حدائق أكتوبر    إصابة سيدة وأبنائها في حادث انقلاب سيارة ملاكي بالدقهلية    جامعة حلوان توقع مذكرتي تفاهم مع جامعة الجلفة الجزائرية    تداول 10 آلاف طن بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر    تحرير 498 مخالفة مرورية لردع قائدي السيارات والمركبات بالغربية    طريقة عمل مافن الشوكولاتة بمكونات بسيطة.. «حلوى سريعة لأطفالك»    ضبط عامل بتهمة إطلاق أعيرة نارية لترويع المواطنين في الخصوص    محافظ كفر الشيخ يتابع أعمال تطوير منظومة الإنارة العامة في الرياض وبلطيم    وزارة العمل تنظم فعاليات «سلامتك تهمنا» بمنشآت السويس    الكرملين يعلق على توريد صواريخ "أتاكمز" إلى أوكرانيا    مشايخ سيناء في عيد تحريرها: نقف خلف القيادة السياسية لحفظ أمن مصر    أمين الفتوى لزوجة: اطلقى لو زوجك لم يبطل مخدرات    "ميناء العريش": رصيف "تحيا مصر" طوله 1000 متر وجاهز لاستقبال السفن بحمولة 50 طن    أبطال سيناء.. «صابحة الرفاعي» فدائية خدعت إسرائيل بقطعة قماش على صدر ابنها    «التعليم» تستعرض تجربة تطوير التعليم بالمؤتمر الإقليمي للإنتاج المعرفي    مستقبل وطن: تحرير سيناء يوم مشهود في تاريخ الوطنية المصرية    محافظ قنا: 88 مليون جنيه لتمويل المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر خلال العام الحالي    فن التهنئة: استقبال شم النسيم 2024 بعبارات تمزج بين الفرح والتواصل    افتتاح وتشغيل 21 سرير عناية جديد بمستشفي الكرنك في الأقصر تزامنا ذكرى تحرير سيناء    حدث ليلا.. تزايد احتجاجات الجامعات الأمريكية دعما لفلسطين    الفندق عاوز يقولكم حاجة.. أبرز لقطات الحلقة الثانية من مسلسل البيت بيتي الجزء الثاني    أول تعليق من ناهد السباعي بعد تكريم والدتها في مهرجان قرطاج السينمائي    أحمد موسى: مطار العريش أصبح قبلة للعالم وجاهز لاستقبال جميع الوفود    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    اختيارات النقاد.. بعد سيطرة الكوميديا ما هى الأفلام الأنسب لموسم العيد؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصحة العالمية تحيي يوم 28 سبتمبر اليوم العالمي لداء الكلب
نشر في صدى البلد يوم 25 - 09 - 2017

تحيي منظمة الصحة العالمية يوم 28 سبتمبر الجاري اليوم العالمي لداء الكلب 2017 تحت شعار "داء الكلب: صفر بحلول عام 2030"، حيث يهدف الاحتفال هذا العام إلى دعم الهدف العالمي المتمثل في الوصول إلى وفيات البشر إلى صفر من داء الكلب الذي يتسبب فيه الكلاب بحلول عام 2030.
ويعد داء الكلب واحدا من الأمراض الفيروسية الفتاكة التي عرفها الإنسان، فهو يقتل ضحاياه ممن لا يخضعون للقاح، بنسبة 100%. وعلى الرغم من توافر جميع الوسائل العلمية للقضاء على هذا المرض، إلا أنه ما يزال يسبب 69 ألف حالة وفاة في جميع أنحاء العالم كل عام، ما يعادل وفاة 189 شخصا يوميا.
وكان المؤتمر العالمي للقضاء على داء الكلب الذي عقد في عام 2015، حيث حددت منظمة الصحة العالمية (WHO)، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان (OIE)، ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (FAO)، والتحالف العالمي لمكافحة داء الكلب غاية عالمية تتمثل في تحقيق انعدام حالات الوفاة الناجمة عن داء الكلب لدى الإنسان بحلول عام 2030.
كانت منظمة الصحة العالمية والمنظمة العالمية للصحة الحيوانية ، قد أقرتا الاحتفال يوم 28 سبتمبر عام 2006 وذلك للتوعية بمسألة الوقاية من داء الكلب وإبراز التقدم المحرز في دحر هذا المرض المرعب. ويصادف يوم 28 سبتمبر تخليد ذكرى وفاة العلامة الفرنسي لويس باستور المتخصص في الكيمياء وعلم الاحياء الدقيقة، الذي طور أول لقاح مضاد للداء.
داء الكلب مرض فيروسي معد يسبب الوفاة بصورة شبه دائمة في أعقاب ظهور الأعراض السريرية. وتنتقل العدوى بفيروس داء الكلب إلى الإنسان عن طريق الكلاب الداجنة في نسبة تصل إلى 99% من الحالات إلا أن داء الكلب يمكن أن يصيب الحيوانات الداجنة والبرية على حد سواء. وينتشر داء الكلب لدى الإنسان بعد التعرض للعضّ أو الخدش عن طريق اللعاب عادة. وينتشر داء الكلب في جميع القارات باستثناء أنتاركتيكا ويسجَّل أكثر من 95% من حالات الوفاة البشرية في آسيا وأفريقيا.
ويعد داء الكلب من أمراض المناطق المدارية المهملة التي تصيب أساسًا الفئات السكانية الفقيرة والمستضعفة المقيمة في المناطق الريفية النائية. وتوجد لقاحات مناعية بشرية ناجعة مضادة لداء الكلب غير أنها لا تتوافر أو لا يتاح الحصول عليها بسهولة للأشخاص المحتاجين إليها. ونادرًا ما يبلغ عن حالات الوفاة الناجمة عن داء الكلب وغالبًا ما يكون الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات و14 سنة من ضحايا هذا المرض على الصعيد العالمي.
وإذ تبلغ تكلفة العلاج الوقائي بعد التعرض لداء الكلب في المتوسط 40 دولارًا أمريكيًا في أفريقيا و49 دولارًا أمريكيًا في آسيا، يمكن أن يمثل علاج التعرض لداء الكلب عبئا ماليًا هائلًا تتحمله الأسر المتضررة التي يتراوح متوسط الدخل اليومي بين دولار واحد ودولارين أمريكيين للفرد تقريبًا. ويطعم أكثر من 15 مليون شخص في العالم سنويًا بعد التعرض لعضة. ومن المقدر أن يقي ذلك من مئات الآلاف من حالات الوفاة الناجمة عن داء الكلب كل سنة.
وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلي أعراض المرض ، حيث تتراوح فترة حضانة داء الكلب عادة بين شهر واحد و 3 أشهر لكنها قد تتراوح أيضًا بين أسبوع واحد وسنة واحدة حسب العوامل مثل موضع دخول الفيروس والعبء الفيروسي . وتشمل الأعراض الأولية لداء الكلب الحمى المصحوبة بألم وشعور غير عادي أو غير مبرر بالنخز أو الوخز أو الحرق في موضع الجرح.
وإذ ينتشر الفيروس في الجهاز العصبي المركزي ، ويظهر التهاب تدريجي ومميت في الدماغ والحبل النخاعي. ويظهر المرض في الشكلين التاليين: داء الكلب الهياجي الذي يبدي الأشخاص المصابون به علامات فرط النشاط وسلوكًا قابلًا للاستثارة ورهاب الماء (الخوف من المياه) إضافة إلى رهاب الهواء (الخوف من التيارات الهوائية أو الهواء الطلق) أحيانًا، وتحدث الوفاة نتيجة لتوقف قلبي وتنفسي بعد مضي بضعة أيام .
وداء الكلب الشللي الذي يمثل حوالي 30% من مجموع الحالات البشرية . ويتطور هذا الشكل لداء الكلب تطورًا أقل من حيث ملاحظته، وأطول أمدًا بصفة عامة من شكله الهياجي. وتصاب العضلات تدريجيًا بالشلل انطلاقًا من موضع العضة أو الخدش.
وتتطور ببطء حالة غيبوبة ويلقى المريض حتفه في نهاية المطاف. وكثيرًا ما يساء تشخيص الشكل الشللي لداء الكلب مما يسهم في نقص التبليغ عن المرض.
وعن كيفية تشخيص المرض ، يشير تقرير المنظمة إلي أن الأدوات التشخيصية الحالية غير ملائمة للكشف عن العدوى بداء الكلب قبل ظهور أعراض المرض السريرية وقد يصعب التشخيص السريري لداء الكلب ما لم توجد علامات رهاب الماء أو رهاب الهواء الخاصة بالداء. ويمكن تأكيد إصابة الإنسان بداء الكلب أثناء حياته وعقب مماته عن طريق مختلف تقنيات التشخيص التي تكشف عن الفيروسات ككل أو المستضدات الفيروسية أو الأحماض النووية الموجودة في الأنسجة المصابة بالعدوى (الدماغ أو الجلد أو البول أو اللعاب).
ويصاب الإنسان عادة بالعدوى بعد تعرضه لعضات أو خدوش عميقة من جانب حيوان مصاب بداء الكلب وتمثل حالات العدوى المنقولة من الكلاب المصابة بداء الكلب إلى الإنسان 99% من الحالات . وتتحمل أفريقيا وآسيا أكبر عبء لداء الكلب لدى الإنسان وتسجَّل فيهما 95% من حالات الوفاة الناجمة عن داء الكلب على نطاق العالم .وفي الأمريكتين، تعتبر الخفافيش الآن السبب الرئيسي لحالات الوفاة الناجمة عن داء الكلب البشري إذ تم وقف معظم حالات العدوى المنقولة عن طريق الكلاب في هذا الإقليم.
ويمثل داء كلب الخفافيش أيضًا خطرًا مستجدًا يهدد الصحة العمومية في أستراليا وأوروبا الغربية. ومن النادر جدًا أن تسجل حالات الوفاة لدى الإنسان من جراء التعرض للثعالب وحيوانات الراكون والظرابين وبنات آوى والأنماس وغيرها من أنواع آكلات اللحوم البرية المضيفة وليست هناك حالات معروفة للعدوى بداء الكلب المنقولة عن طريق عضات القوارض.
ويمكن أن تنتقل العدوى أيضًا عندما تخالط مادة ملوثة أي اللعاب عادة مخالطة مباشرة الغشاء المخاطي البشري أو الجروح الجلدية الحديثة. وإن انتقال العدوى بين الأشخاص عن طريق العض أمر ممكن من الناحية النظرية غير أنه لم يؤكد قط. ونادرًا ما يصاب المرء بداء الكلب عن طريق استنشاق الرذاذ المحتوي على الفيروس أو زرع أعضاء ملوثة. ولم تؤكد قط حالات العدوى بداء الكلب من خلال استهلاك اللحم النيء أو الأنسجة الحيوانية لدى الإنسان.
وتشير احصائيات التحالف العالمي لمكافحة داء الكلب لعام 2017، أن داء الكلب يقتل المصابين من البلدان النامية على وجه الحصر، بسبب افتقارها للرقابة الجيدة، ما يعني أنه ليس مرضا ذا أولوية بالنسبة للغرب، حيث تمكنت معظم الدول المتقدمة من القضاء على هذا المرض في الكلاب لديها.
وأثبتت العديد من التقارير أن الهند التي يعيش فيها خمس سكان العالم، تتصدر دول العالم من حيث الوفيات بسبب داء الكلب، إذ سجلت بمفردها 35 % من الوفيات البشرية بسبب المرض، بينما سجلت أفريقيا 36%.
وفي اليمن حذر أطباء من انتشار متسارع لداء الكلاب في العاصمة صنعاء بالتزامن مع تزايد الكلاب الضالة في الشوارع المصابة بالمرض، وتشير تقارير وزارة الصحة اليمنية أنه بعد انتشار الكوليرا، بدء ظهور فيروس داء الكلب ينتشر في كل أنجاء اليمن، وأشار الدكتور عبده صالح غراب مسؤول وحدة مكافحة داء الكلب بالمستشفى الجمهوري بصنعاء إن الوحدة تستقبل يوميًا مابين 30 إلى 40 حالة من أمانة العاصمة ومحافظات أخرى مجاورة لها. وبلغ عدد الحالات المقيدة في سجلات الوحدة خلال شهر يوليو الحالي فقط 248 حالة منها 16 حالة وفاة بداء الكلب للنصف الاول من العام الجاري 2017.
وفي ماليزيا ، أصيب أكثر من 200 شخص بعضات كلاب في ضاحية سيريان، وذلك وفقا لما رصده 11 فريقا نشرتهم الإدارة الصحية بولاية سراواك شمال شرق ماليزيا.
وقالت أمانة لجنة إدارة الكوارث في ماليزيا إنه جرى رصد الحالات في المناطق السكنية الكائنة على بعد 10 كيلومترات من 6 قرى أعلنت أنها مناطق مصابة بداء الكلب ، في حين تنشئ السلطات حاليا منطقة عازلة حول الأماكن المعلنة أنها مصابة بمرض داء الكلب لاحتواء الفيروس. وأضافت الأمانة في بيان لها إنه جرى تطعيم معظم الحالات، بينما تمكنت الفرق الطبية من التحدث إلى نحو 22 ألفا من سكان القرى الواقعة بمنطقة سيريان. وأشار البيان، إلى أن التطعيم شمل أكثر من 1500 من الحيوانات الأليفة من القطط والكلاب وحيوانات أخرى في 11 قرية. وتشير التقارير إلى أن الكلاب التي جرى تطعيمها في جميع الدول في أفريقيا وآسيا لا تزال أقل بكثير من النسبة المطلوبة للسيطرة على المرض.
وأظهرت الدراسات أن القضاء على داء الكلب سيكون مربحا باعتبار أن هذا المرض يسبب خسائر اقتصادية سنوية تقدر ب 8.6 مليار دولار. وتبين التجارب أن القضاء على داء الكلب بسيط للغاية، إذ أن تطعيم 70% من الكلاب في المناطق التي يتواجد فيها داء الكلب يساهم في اختفاء المرض.
إن داء الكلب مرض يمكن الوقاية منه باللقاحات. ويعتبر تطعيم الكلاب الاستراتيجية الأعلى مردودًا للوقاية من إصابة الناس بداء الكلب. ويحد تطعيم الكلاب من عدد حالات الوفاة الناجمة عن داء الكلب ومن الحاجة إلى العلاج الوقائي بعد التعرض للداء في إطار رعاية المرضى الذين يتعرضون لعضات الكلاب. وتوجد لقاحات مضادة لداء الكلب البشري من أجل استخدامها قبل التعرض للداء.
ويوصى باستخدام هذه اللقاحات لدى الأشخاص الذين يمارسون بعض المهن شديدة التعرض لخطر الإصابة بالداء مثل العاملين في المختبرات الذين يناولون فيروسات حية من فيروسات داء الكلب والفيروسات المرتبطة بداء الكلب(الفيروسة الكلبية)؛ والأشخاص (مثل الأشخاص المعنيين بمكافحة الأمراض الحيوانية وبحراسة الأحراج) الذين قد تؤدي بهم أنشطتهم المهنية أو الشخصية إلى الاحتكاك المباشر بالخفافيش أو الحيوانات آكلات اللحوم أو غيرها من الثدييات التي يحتمل إصابتها بالعدوى.
ويوصى أيضًا بالتطعيم قبل التعرض لداء الكلب لدى المسافرين الذين يقصدون المناطق النائية الموبوءة بالداء ويعتزمون قضاء فترة طويلة في الخلاء لممارسة أنشطة مثل استكشاف الكهوف أو تسلق الجبال. وينبغي تمنيع المغتربين والأشخاص المسافرين لفترات طويلة الذين يقصدون المناطق الشديدة التعرض لخطر الإصابة بداء الكلب إذا كانت فرص الحصول على المنتجات البيولوجية المضادة لداء الكلب محدودة. وأخيرًا، ينبغي أيضًا أن يؤخذ في الاعتبار تمنيع الأطفال الذين يقيمون في المناطق النائية الشديدة التعرض لخطر الإصابة بالداء أو يزورون هذه المناطق. فقد يتعرض هؤلاء الأطفال لعضات أكثر وخامة أو قد لا يبلغون عن هذه العضات عندما يلعبون مع الحيوانات.
أما العلاج الوقائي بعد التعرض لداء الكلب هو العلاج الفوري المتاح لشخص بعد تعرضه لداء الكلب بسبب عضة. ويقي هذا العلاج من دخول الفيروس إلى الجهاز العصبي المركزي مما يسبب الموت الوشيك. ويتمثل العلاج عن طريق : الغسل الجيد والعلاج الموضعي للجرح في أسرع وقت ممكن بعد التعرض للداء؛ إعطاء سلسلة من جرعات لقاح فاعل وناجع مضاد لداء الكلب يفي بمعايير المنظمة ؛ إعطاء الجلوبولين المناعي المضاد لداء الكلب في حال التوصية بذلك. وإن توفير علاج ناجع بعيد التعرض لداء الكلب أمر يسمح بالحيلولة دون ظهور الأعراض وحدوث الوفاة.
وتواصل المنظمة تعزيز الوقاية من داء الكلب البشري من خلال القضاء على داء الكلب لدى الكلاب واعتماد استراتيجيات الوقاية من عضات الكلاب والاستخدام الأوسع نطاقًا للعلاج الوقائي داخل الجلد بعد التعرض لداء الكلب مما يخفض حجم اللقاح القائم على مزرعة خلوية وتكلفته نتيجة لذلك بنسبة تتراوح بين 60% و80% .
ومنذ عام 2012، وهوتاريخ إنشاء المنظمة العالمية لصحة الحيوان (OIE)،تم إنشاء بنك لقاحات داء الكلب بمعونة مالية من قبل جهات دولية مانحة هي استراليا وفرنسا والاتحاد الأوروبي وألمانيا( حتى تاريخ أغسطس 2016).
ويؤمن هذا المصرف إنتاج وتسليم لقاحات عالية الجودة تتوافق مع المعايير الدولية لمنظمة صحة الحيوان. وتسلم اللقاحات عادة بسرعة وبأسعار رخيصة إذ يتوجب على الموزعين المحتملين للقاح أن يتنافسوا فيما بينهم للفوز بالتزام المشروع وفق مناقصة دولية.
وقد سلم البنك خلال 4 سنوات 12,5 مليون جرعة لقاح لأكثر من 22 دولة في القارتين آسيا وأفريقيا. كما ساهم البنك في استئصال هذا المرض من البلدان الأعضاء بتوفير لقاحات عالية الجودة وبسعر معقول وفي الوقت المناسب. وتلعب هذه اللقاحات دورًا محفزًا للقيام بعمليات التحصين الجماعية الضرورية لتنفيذ أية استراتيجية ناجحة لاستئصال داء الكلب.
ولما كان أكثر من 95% من الإصابات البشرية تحدث بسبب عضة كلب فليس علينا سوى تحصين 70% فقط من مجموع أعداد الكلاب في المناطق الشديدة الخطورة لتخفيض نسبة الإصابات هذه حتى الصفر تقريبًا. والواقع أن تحصين الكلاب المنتظم يعتبر اليوم أفضل طريقة لكسر دورة المرض والتوصل إلى استئصال نهائي لداء الكلب. وتجري بلدان مختارة في أفريقيا وآسيا بدعم من المنظمة دراسات استباقية واسترجاعية لجمع البيانات عن عضات الكلاب وحالات الإصابة بداء الكلب والعلاج الوقائي بعد التعرض لداء الكلب والمتابعة والاحتياجات من اللقاحات والخيارات لتنفيذ البرنامج. وستوفر هذه المعلومات بيّنات إضافية لدعم الحاجة إلى الاستثمار في برامج مكافحة داء الكلب وتوجه استراتيجية التحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع للاستثمار في اللقاحات في عام 2018.
وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية ، أن البلدان في إقليم الأمريكتين خفضت معدلات الإصابة بداء الكلب بنسبة تزيد على 95% لدى الإنسان ، وبنسبة 98% لدى الكلاب منذ عام 1983. وتحقَق هذا النجاح أساسًا بفضل تنفيذ سياسات وبرامج فعالة تركز على شن حملات منسقة على الصعيد الإقليمي لتطعيم الكلاب وعلى إذكاء وعي الجمهور وإتاحة العلاج الوقائي بعد التعرض لداء الكلب على نطاق واسع.
وشرعت عدة بلدان في إقليم جنوب شرق آسيا التابع للمنظمة في شن حملات للقضاء على داء الكلب تمشيًا مع الغاية المتمثلة في القضاء على المرض على الصعيد الإقليمي بحلول عام 2020. واستهلت بنجلاديش برنامجًا للقضاء على المرض في عام 2010 وانخفضت حالات الوفاة الناجمة عن داء الكلب البشري بنسبة 50% بين عامي 2010 و2013 نتيجة للتدبير العلاجي لعضات الكلاب وتطعيم الكلاب على نطاق واسع وزيادة توافر اللقاحات المجانية. وقد أحرز أيضًا تقدم ملحوظ في الفلبين وجنوب أفريقيا وتنزانيا حيث بينت مؤخرًا مشاريع إثبات جدوى المفاهيم في إطار مشروع مؤسسة بيل وميليندا غيتس الذي تقوده المنظمة أنه يمكن خفض حالات الإصابة بداء الكلب البشري بفضل مجموعة من التدخلات المنطوية على تطعيم الكلاب على نطاق واسع وتحسين إتاحة العلاج الوقائي بعد التعرض لداء الكلب وزيادة الترصد وإذكاء وعي الجمهور.
وسعيًا إلى ضمان استدامة برامج مكافحة داء الكلب وتوسيع نطاقها لتشمل مناطق جغرافية مجاورة كان من الأساسي البدء على نطاق ضيق وتحفيز البرامج المحلية لمكافحة داء الكلب من خلال مجموعة من الحوافز وإثبات النجاح والفعالية من حيث التكاليف وضمان مشاركة الحكومة والمجتمعات المحلية المتضررة. وتعمل المنظمة مع الجهات الشريكة لها ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة والمنظمة العالمية لصحة الحيوان والتحالف العالمي لمكافحة داء الكلب على وضع خطة عمل محسوبة التكاليف لتحقيق انعدام حالات الوفاة لدى الإنسان بحلول عام 2030. وتشمل هذه الخطة السياسة والتدخلات المتصلة بالإنسان والحيوان وأنشطة إذكاء الوعي والدعوة وبناء القدرات والموارد الخاصة اللازمة للقضاء على المرض في البلدان التي ما زالت تعاني من داء الكلب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.