لماذا ذهبت قوات المظلات المصرية إلى روسيا، وما هي الرسائل التي حملها التدريب "المظلي" المصري - الروسي الأخير؟، في إطار ما تمثله وحدات المظلات على مستوي العالم، كقوات للانتشار السريع القادرة على الوصول إلي أهداف إستراتيجية علي مسافات بعيدة، والتمسك بها، لحين وصول القوات الرئيسية، ضمن معركة الأسلحة المشتركة الحديثة. وقد حظيت وحدات المظلات باهتمام خاص ضمن منظومة التطوير والتحديث للقوات المسلحة، من خلال توفير جميع الإمكانات والوسائل التي تحقق لهذه القوات القدرة القتالية العالية، والاستعداد الدائم لتنفيذ المهام بكفاءة، وتحت مختلف الظروف. تدريب المظلات المشترك بين القوات المصرية والروسية بالأمس، اختتمت قوات المظلات المصرية تدريباتها المشتركة مع الجانب الروسي، التي نسجل أهميتها في عدد من النقاط : - حظيت وحدات المظلات المصرية "الرعد الهابط من السماء" بسمعة عالمية جعلتها محور العديد من الأنشطة والتدريبات المشتركة مع الدول الشقيقة والصديقة، التي كان آخرها التدريب المصري - الروسي "حماة الصداقة 2016" في المنطقتين الغربية والشمالية، والألعاب العسكرية الدولية في روسيا، خاصة في منافسات القوات المظلية والدفاع الجوي، ثم "حماة الصداقة 2017" الذي اختتم مع القوات الروسية بقاعدة "نوفورسيسك". - أهمية المناورات المشتركة من الجانب الروسي، تحديدا "مظليّا"، لكونه السابق فى نشأة وتطوير القوات المظلية، وتحتل قواته الترتيب الأول عالميا، وهو ما يعني رفع كفاءة وخبرات المقاتلين المصريين لأعلي مستوي احترافي عرفه العالم في هذا المجال. تدريب المظلات المشترك بين القوات المصرية والروسية - تنفيذ أعمال إسقاط الأفراد والمعدات والمركبات المدرعة، وأعمال قتال للقوات الخاصة ومكافحة الإرهاب، وفقا لأرقى النظم التدريبية الحديثة، وهذا مهم للغاية لمقاتلينا المظليين، حيث يصعب نقل المعدات، لأن تكاليفها باهظة، ولا يمكن تحريكها إلى خارج البلاد إلا فى حالة الحرب والتعرض لتهديدات، لذا فإن وجود المظليين المصريين هناك هو تدريب على أحدث الأجهزة والمعدات التى لم تصلنا بعد، ونقل الخبرة لباقى القوات المظلية، علاوة على أن وزارة الدفاع الروسية ذكرت أيضا أن التدريب يجرى فى تضاريس جبلية، ويشارك فيه نحو 600 عسكري من كلا البلدين، فضلا عن 100 وحدة من المعدات العسكرية، وهو ما يعني اكتسابها خبرة مسرح عمليات مختلف التضاريس والطقس. - تنفيذ الإسقاط الثقيل من طائرات النقل لعدد من مركبات القتال المدرعة من طراز "بى ام بى 3" باستخدام المظلات الهوائية، وهي مدرعة روسية تلقب ب"الثعلب"، حيث إنها ماكرة، أنها لا تلفت النظر إليها ولكنها قوية وجبارة، ونظرًا لمواصفاتها كوحدة برمائية صغيرة الحجم قوية التأثير يطلق عليها "صائدة الدبابات" داخل الجيش الروسي، والاهتمام بتلك الوحدة تحديدا ربما يكون مؤشرا لصفقة مصرية - روسية جديدة لاستبدال أنواع متقادمة بها. تدريب المظلات المشترك بين القوات المصرية والروسية - تضمن التدريب تنفيذ الأكمنة والإغارات ضد البؤر الإرهابية، ونجحت القوات، بما تملكه من مهارات ميدانية وقتالية وقدرات فنية وبدنية عالية، في السيطرة علي الموقف والتعامل مع العناصر الإرهابية، وهو ما يدل علي تطور جديد في مواجهة الاٍرهاب التي تقوم بها قواتنا في مناطق محدودة بشمال ووسط سيناء، والاستعداد بتدريبات هي الأحدث في أساليب مواجهته. وفى نظرة على نشأة وتطور وحدات المظلات عالميا، نجد أن الفكرة تولدت عقب الحرب العالمية الأولى عام 1922 بالاتحاد السوفيتي السابق، ثم تلاه ذلك باقى الدول الكبرى بالترتيب الآتى: ألمانيا، وفرنسا، وإنجلترا، والولايات المتحدةالأمريكية". وبالنسبة لمصر، بدأ التفكير في إنشاء وحدات المظلات المصرية عام 1946، حيث تم إيفاد مجموعة من ضباط القوات المسلحة ذوى المهارات الخاصة إلى إنجلترا، للحصول على فرقة القفز الأساسية، والفرق الفنية والتخصصية، والتعرف على أحدث وسائل وأجهزة التدريب الأرضى فى ذلك الوقت، وكيفية تصنيعها وتركيبها، وأسلوب التدريب عليها. وفى يوليو 1951، تم إنشاء مدرسة المظلات المصرية التى كانت مهمتها الرئيسية تأهيل الضباط وضباط الصف المتطوعين والجنود بفرقة القفز الأساسية والفرق الفنية والتخصصية، وإجراء البحوث العلمية والتجارب، تمهيدا لإنشاء أول وحدة مظلات مصرية. تدريب المظلات المشترك بين القوات المصرية والروسية وبقيام ثورة يوليو 1952، اهتم قادتها بمدرسة المظلات، وتم عقد أول دورة للقفز فى 15 يوليو 1953، التى تخرج أفرادها بعد تنفيذ أول قفزة استعراضية فى سماء مصر فى 4 اغسطس 1953، بمناسبة الاحتفال بذكرى مرور عام على قيام ثورة يوليو. وفى 21 سبتمبر 1954، تم إنشاء أول وحدة فرعية للمظلات على مستوى القوات المسلحة المصرية ومنطقة الشرق الأوسط، التى أصبح يوم إنشائها هو اليوم السنوي للاحتفال بوحدات المظلات.