على الرغم من خسارة هجومه للاعبين مميزين ومؤثرين، يحل بوروسيا دورتموند كمتصدر للدوري الألماني، الأربعاء ضيفا على توتنهام الإنجليزي في ويمبلي في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثامنة ضمن مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. وبالرغم من التخلي عن لاعبه الفرنسي الشاب عثمان ديمبيلي في صفقة قياسية لبرشلونة الإسباني، وتعدد الإصابات في صفوفه، لا يزال بوروسيا دورتموند يقف على قدميه في بداية هذا الموسم. منذ تسلمه مهمة الإشراف على الفريق في الصيف، لم يعتمد المدرب بيتر بوش على ديمبيلي على عكس سلفه توماس توخل الذي كان يتكل كثيرا على النجم الفرنسي الواعد، ولم يلعب ديمبيلي سوى مباراة واحدة هذا الموسم بقميص دورتموند وكانت في نهائي الكأس السوبر الألمانية التي خسرها أمام بايرن ميونيخ بركلات الترجيح 4-5 بعد التعادل 2-2 في الوقتين الأصلي والإضافي. وترك ديمبيلي فريقه دون سابق انذار، وتخلى عنه ناديه أخيرا لصالح برشلونة الاسباني، علما بأنه كان يود الاحتفاظ به. وتمنى شريك ديمبيلي في خط الهجوم، الهداف الغابوني بيار ايميريك اوباميانغ الذي استفاد كثيرا من تمريراته الحاسمة، لزميله السابق، التوفيق على مواقع التواصل الاجتماعي، وواصل هوايته في التسجيل.. من دونه ليصل رصيده حتى الآن إلى ستة أهداف في خمس مباريات في مختلف المسابقات. وأدار دوتموند بشكل لافت مشكلة رحيل ابرز لاعبيه في السنوات الأخيرة مثل ماريو غوتسه وماتس هوملس والأرميني هنريك مخيتاريان والبولنجدي روبرت ليفاندوفسكي، الذين مروا جميعا بغريمه بايرن ميونيخ، "لكن رحيل ديمبيلي يشكل في كل الأحوال ضربة قاسية" حسب الدولي الألماني السابق كريستوف ميتسلدر، أحد نجوم بوروسيا دورتموند بين عامي 2000 و2007 الذي يعمل حاليا كمحلل رياضي. وقال ميتسلدر "ينقص دورتموند حاليا لاعب حر قادر على صنع الفارق"، وهو ينتظر مثل جميع المسئولين في النادي الكثير من نجم دينامو كييف الأوكراني السابق اندري يارمولنكو البالغ من العمر 27 سنة والذي تم ضمه للحلول محل ديمبيلي. يعتبر يارمولنكو لاعبا متكاملا وأكثر نضوجا من ديمبيلي، وبامكانه ان يصبح قائدا لهجوم دورتموند، وقال عنه معشوق الكرة الأوكرانية ومدربه في المنتخب أندري شفتشنكو "يتمتع يارمولنكو بموهبة كبيرة ويملك شخصية قوية". لكن المشكلة تكمن في أن يارمولنكو لم يلعب سوى 10 دقائق في الدوري الألماني، والمباراة أمام توتنهام تأتي مبكرا جدا بالنسبة إليه. وتتمثل القيمة الحقيقية، الوازنة والثابتة لبطل كأس المانيا في الغابوني اوباميانغ، هداف البوندسليغا في الموسم الماضي برصيد 31 هدفا. ويعود نجم نهائي كأس العالم 2014 في البرازيل، ماريو غوتسه إلى الواجهة من جديد بعد اجتيازه سنوات عصيبة بعد الهدف التاريخي في مرمى الأرجنتين، من خلال دوره الكبير في التنشيط الهجومي. وأخيرا، باتت الأوضاع هادئة في دورتموند بعد التعاقد مع المدرب الهولندي الجديد القادم من أياكس أمستردام بيتر بوش، على عكس ما كانت عليه الأحوال في نهاية الموسم الماضي حيث كانت علاقة الإدارة متوترة مع المدرب توخل المعروف بكثرة ظهوره ومقابلاته مع وسائل الإعلام. وإذا أضيفت هذه الميزة الى الأداء الجماعي والجماهير الرائعة والروح القتالية العالية والنتائج المميزة أمام ريال مدريد، سنجد أن حظوظ دورتموند قائمة في مجموعته الصعبة في دوري الأبطال. وتعد عيادة بوروسيا دورتموند الأغلى في المانيا بسبب كثرة عدد المصابين وارتفاع أسعارهم. وسيعاني بوروسيا دورتموند من غيابات وازنة الاربعاء في ويمبلي حيث سيفتقد خدمات الالمانيين ماركو رويس وأندريه شورله، فالأول تعرض لاصابة في الرباط الصليبي ستبعده عن الملاعب حتى كانون الثانى/يناير، والثاني يتعافي من تمزق عضلي في فخذه. وزادت مباراة السبت مع فرايبورغ (صفر-صفر) متاعب دورتموند مع الاصابات، خصوصا في الخط الخلفي، فالقائد مارسيل شميلتسر تعرض لقطع في رباط كاحله الأيمن، وخرج قلب الدفاع الاسباني مارك بارترا في الدقيقة 18 بسبب اصابة في الحالبين ما يجعل مشاركته حسب النادي "مهددة لكنها ليست مستبعدة". وحقق دورتموند فوزين وتعادل في اول ثلاث مباريات من الدوري بعد ان سيطر على مجريات اللقاءات الثلاثة من البداية وحتى النهاية، وهو يحتل حاليا الصدارة برصيد 7 نقاط بفارق الأهداف امام هانوفر وهوفنهايم الذي تغلب في المر حلة الأخيرة على بطل المواسم الخمسة السابقة بايرن ميونيخ 2-صفر.