أكد أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية، أن مصر تؤيد تركيا تماما فى مطالبتها إسرائيل بالاعتذار إليها، عن هجومها على سفن أسطول الحرية لغزة، فى المياه الدولية للبحر المتوسط فى مايو الماضي. حيث قال أبو الغيط -في تصريحات فى أنقرة على هامش زيارته الحالية لتركيا- إن تركيا لها الحق فى التمسك باعتذار إسرائيل عن هذا الهجوم، بعد أن أهانت إسرائيل العلم التركي. أضاف أبو الغيط أن العلاقات بين تركيا وإسرائيل، تمر بواحدة من أصعب فتراتها على الإطلاق منذ 60 عامًا، مشيرًا إلى أنه فى حالة تكرار أى حادث مماثل، لما قامت به إسرائيل ضد أسطول الحرية لغزة، فإن ذلك قد يؤدي إلى أزمة أعمق فى العلاقات مع تركيا، قد تصل إلى تدمير هذه العلاقات. وحول تأثير الأزمة فى العلاقات التركية -الإسرائيلية على الجهود المبذولة من جانب تركيا، للمساعدة فى تحقيق السلام فى الشرق الأوسط، تحديدًا بالنسبة للمفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل. شدد أبو الغيط على أنه سيكون من الصعب للغاية بالنسبة لتركيا، أن تقوم برعاية مثل هذه المفاوضات. ولفت إلى أنه إذا كان الحديث منقطعا أساسًا بين تركيا وإسرائيل، فكيف يمكن أن تقوم تركيا بمثل هذا الجهد، مشيرًا إلى أن تركيا، تشعر بأن إسرائيل وجهت إليها إهانة كبيرة، بالاعتداء على العلم التركي، عندما هاجمت السفن، لذلك تصر على اعتذار إسرائيل، وهذا من حقها. وحول تقييمه لنتائج زيارته لتركيا والمباحثات، التى جرت خلال جولة المشاورات الإستراتيجية بين مصر وتركيا فى أنقرة اليوم، قال وزير الخارجية أحمد أبو الغيط، إن زيارته لتركيا جاءت بهدف الاستمرار فى تعزيز وتقوية العلاقات المصرية- التركية. أضاف أن مصر وتركيا، وقعتا مذكرة تفاهم بشأن الحوار الإستراتيجي فى 3 نوفمبر من عام 2007، ومنذ ذلك الوقت، هناك تمسك بالحوار الإستراتيجي بين البلدين والبناء على ما جاء فى هذه المذكرة وتطويره، إلى أن وصلنا إلى الاتفاق اليوم على تشكيل المجلس الأعلى للعلاقات الإستراتيجية. وأشار إلى أن هناك تطورًا كبيرًا فى العلاقات بين مصر وتركيا، يعكسه استمرار الزيارات المتبادلة، بمعدل ليس له مثيل بين تركيا وأي دولة أخرى بالعالم، فضلا عن تطور العلاقات الاقتصادية والتجارية بشكل كبير، منذ دخول اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين حيز التنفيذ فى مارس 2007، مما أدى الى تضاعف حجم التبادل التجاري 3 مرات خلال السنوات الثلاث الأخيرة، ليصل الى أكثر من 5 ر 3 مليار دولار فضلا عن زيادة حجم الاستثمارات فى تركيا لتصل إلى 1.5 مليار دولار. وأوضح أبو الغيط أن تركيا تسعى للاستفادة من الأسواق المفتوحة لمصر، وترغب بشدة فى الاستفادة من اتفاقية الكوميسا، للوصول إلى أسواق إفريقيا، عن طريق مصر، وكذلك النفاذ إلى دول الشمال الإفريقي، عبر اتفاقية أغادير. وشدد أبو الغيط على أن علاقات مصر وتركيا، هي علاقات تكامل لا تنافس، لأن هناك تفاهما بين البلدين على شكل إقليم الشرق الأوسط وتطوراته، وليس هناك تناقض فى المصالح بينهما، كما يسعى البلدان إلى تحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة.