يستعد حفيد شقيق الكاتب الأيرلندي الراحل برام ستوكر، صاحب الرواية الشهيرة "دراكولا"، لإصدار روايته التي تقع أحداثها في السنوات السابقة لأحداث رواية ستوكر. وكان ستوكر قد نشر عام 1897 رواية "دراكولا" التي تعد إحدى أشهر الروايات في العالم، لدرجة أن أكثر من 200 رواية وفيلم سينمائي تم إنتاجها منذ نشرها، يدورون حول أحداث الرواية وشخصية مصاص الدماء الشهيرة بطل الرواية. وحسبما أوردت صحيفة "الجارديان البريطانية" فإن أحداث رواية ديكر ستوكر تدور في عام 1868، "بناء على أبحاث علمية حول المخطوط الأصلي وغير المعدل لقصة ستوكر المنشورة عام 1897 حول الدوق الذي لا يموت، بالإضافة لأساطير عائلة ستوكر". وتشير "جارديان" إلى أنه وفقًا لديكر فإن هناك 102 صفحة مفقودة من مخطوط ستوكر، لم يعثر سوى على 17 صفحة منها، تم نشرها في شكل قصة قصيرة عام 1914. لا يكتب ديكر الرواية بمفرده، إنما يشاركه الكتابة ج د بيكر. ويستعين كلاهما على كتابة الرواية بالنسخة الأصلية المطبوعة على الآلة الكاتبة، بالإضافة لملاحظات ستوكر وجرائده، "لتحليل السمات الأخرى للقسم المفقود". ويقول ديكر إنهما بحثا عن السطور المشطوبة التي قد تشير إلى أي شيء كان على برام أن يأخذه من الصفحات ال102". ويضيف ديكر: "هذه الأسطر المكتوبة تعطينا إشارات إلى ما كان في هذه الصفحات ال 102المفقودة". ويتابع: "أردنا أن نمتلك فكرة جيدة حول ما كان يجب أن تضمه النسخة الأصلية وغير المعدلة من رواية دراكولا". ويصف ديكر الرواية الجديدة بأنها: "قصة أحداث حياة برام التي قادته لكتابة دراكولا، القصة تركز على برام وعائلته، كطفل ينشأ في كرونتلاف، أرتاين، ودبلين. هذه الأجزاء مبنية على قصص عائلة ستوكر، كل السير الذاتية الموجودة، يوميات برام، وتخميناتنا". تدور أحداث الرواية حول برام ستوكر في الواحدة والعشرين من عمره، حيث يقابل عددًا من المخلوقات التي سيكتب عنها في المستقبل. ويذهب أغلب النقاد إلى أن برام ستوكر استوحى روايته "دراكولا" من شخصية فلاد الثالث المعروف بالمخوزق، دوق والاكيا، ابن دراكول التي تعني في اليونانية التنين أو الشيطان، والذي ولد في ترانسيلفانيا بدولة رومانيا وعاش في القرن الخامس الهجري. وعرف فلاد بالمخوزق لاعتماده على طريقة "الخازوق" في إعدام أعدائه، وقد خاض حروبًا ضد الدولة العثمانية التي انتهجت سياسة توسعية آنذاك وسببت رعبًا لأوروبا، وتروي بعض الروايات الشعبية الأوروبية، سواء في بلاد البلقان أو في ألمانيا، أن الجيش العثماني تراجع عن إحدى حملاته بعدما رأى جثث عشرين ألف جندي عثماني متعفنة على الخازوق بفعل فلاد. تناولت الحكايات الشعبية فلاد بطريقة أسطورية، وبنيت الأسطورة على أن الأشرار لا يموتون تمامًا، إنما تبقى أرواحهم قلقة ويتحولون لمصاصي دماء، وعلى أحدهم أن يريح هذه الروح، أو يريح صاحبها، بطعنه برمح خشبي في قلبه. انتشرت هذه الحكايات الشعبية بشكل كبير في روسياوألمانيا، وأضاف لها الخيال الشعبي مزيدصا من التفاصيل. وعاش ستوكر طفولته في حالة صحية سيئة، فكان عليه أن يقضي سنواته الأولى طريحًا للفراش، ولم يكن أمام أمه سوى أن تسليه ببعض الحكايات، التي تضمنت العديد من هذه الأساطير حول دراكولا، مصاص الدماء الذي يظهر في قلعة بران برومانيا، المعروفة بقلعة الكونت دراكولا. ويذهب كثير من الباحثين إلى أن هذه الحكايات أسهمت بشكل كبير في كتابة برام لروايته الشهيرة. ديكر ستوكر فلاد الثالث قلعة بران صورة من داخل القلعة