لم يعد هنا تلك الأكواخ الصغيرة التي ينبعث منها الدخان وأمامها أكوام الخشب في انتظار حرقها ليخرج زير أو قلة أو طاجن فخاري يجد مكانه إلى أسواق البسطاء والأغنياء على السواء.. هكذا كان الحال في الفسطاط قبل سنوات قليلة أما الآن فقد تغير الحال، واختلفت أذواق الناس واحتياجاتهم. في مدينة الفخار التي ورثت أكواخ الصنعة القديمة، تجولت كاميرا "بوابة الأهرام" لترصد كيف وصل الحال بأقدم صنعة في التاريخ. حين تقترب من المدينة سيلفت انتباهك بالتأكيد مئات التماثيل المتراصة موحدة الشكل في الغالب. في الفسطاط.. غاب "الزير والقلة" وبقيت التماثيل تحكي عن أقدم صنعة في التاريخ| فيديو قابلنا أحد محترفي هذه المهنة منذ ما يقرب نصف قرن، هو أحمد محمد زكي" 57 عامًا"، يعرف نفسه بأنه رئيس مجلس إدارة الجمعية التعاونية الإنتاجية لصناعة الفخار والخزف. يقول أعمل في المهنة منذ أن كان عمري 8 سنوات. ويتابع "أحمد" وهو جالس وسط التماثيل الفخارية "الطين المستخدم في صناعة الفخار يأتي من محافظة أسوان وسيناء بسبب نقائه وصلابته بعد الحرق". مضيفًا "أتمنى أن تهتم الدولة بالصناعة فالفخار المصري مطلوب في جميع أنحاء العالم، وسوف يوف الكثير من العملة الصعبة للدولة". وتابع "في التسعينيات كنا نصدر لإيطاليا، وكان يعمل معنا طلاب من كليات الفنون التطبيقية والجميلة ودبلومات الزخرفة، مطالبًا الدولة بتوفير الغاز والكهرباء للمصانع من أجل إعادة المجد لهذه الصناعة المهمة".