شاركت مصر، بجناح تجاوز 600 متر، في معرض دمشق الدولي في دورته ال59، ووفد من أكثر من 30 شركة مصرية، وذلك في إطار برنامج الاتحاد العام للغرف التجارية، لتنمية الصادرات السلعية والخدمية، وتعظيم دور القطاع الخاص المصري في إعادة إعمار سوريا الشقيقة، بالتعاون مع القطاع الخاص السوري. صرح بذلك أحمد الوكيل، رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية، الذي رأس وفد مصر، والذي تضمن قيادات من الاتحاد والغرف وكبرى الشركات المصرية. وقد أشاد "الوكيل" بالدور الفاعل للسفير المصري، محمد ثروت سليم، وطاقم السفارة المصرية، في تنظيم الجناح المصري ولقاءات الوفد التي شارك فيها، والتى تضمنت لقاءات مع نائب رئيس الوزراء، ووزير الخارجية والمغتربين، وليد المعلم، ووزير الاقتصاد والتجارة الخارجية، سامر الخليل، ووزير السياحة، بشر اليازجي، وسماحة مفتي سوريا، الشيخ أحمد بدر الدين، ورئيس اتحاد غرف التجارة، غسان القلاع، ومجلس إدارة الاتحاد، ورؤساء الغرف التجارية والصناعية السورية. وأشار إلى أن الزيارة بدأت بحفل استقبال، بدعوة من سفير مصر فى مقر السفارة، الذي جمع الوزراء، ومئات من قيادات المال والأعمال، والغرف التجارية والصناعية، وهو ما أكد عمق العلاقات بين الشعبين الشقيقين، وترحيب الجانب السوري بتنمية التعاون الاقتصادي. وأكد ترحيب وليد المعلم بوفد الاتحاد، وتأكيده العلاقة التاريخية التي تجمع الشعبين الشقيقين في سوريا ومصر، وتشديده على أهمية تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وعلى أن مستوى وحجم المشاركة المصرية في معرض دمشق الدولي يعكس الرغبة الصادقة لدى الأشقاء في مصر فى تعزيز العلاقات الاقتصادية مع سوريا، وأهمية الاستمرار في مثل هذه الزيارات واللقاءات، لفتح المزيد من آفاق التعاون بين البلدين، بما يعود بالنفع على الشعبين الشقيقين، خاصة مع التحرك الواضح لتحقيق الاستقرار في القريب العاجل فى كل أرجاء سوريا. وأوضح أن الوفد بحث مع وزير السياحة أشكال التعاون السياحي بين سوريا ومصر، وسبل تعزيزها، لا سيما مع وجود مناطق سياحية متميزة في البلدين على مستوى العالم. وأوضح "اليازجي" أن زيارة الوفد المصري ستكون شرارة لانطلاق العمل مع مصر على مستوى واسع في مختلف المجالات، لتأسيس مرحلة جديدة، وذلك بالتعاون مع اتحاد غرف التجارة السورية، مع التركيز على القطاع السياحي، كونه يعمل على التجاذب بين الشعوب ويسهم في التبادل الاقتصادي، خاصة أن قطاع السياحة يشهد أخيرا حالة من التعافي، عبر إعادة تأهيل وافتتاح المنشآت السياحية، وإقامة المشروعات، مبينًا أن نسبة إشغال الفنادق بدمشق بلغت 93%. وأشار إلى أهمية وجود الجناح المصري في معرض دمشق الدولي، معتبرًا المشاركة المصرية "رسالة قوية" للتعاون بين رجال الأعمال السوريين والمصريين، ومؤكدا أن الحكومة جاهزة لتقديم مختلف التسهيلات اللازمة. ولفت "الوكيل" إلى أن اللقاء مع وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية كان مثمرًا للغاية، حيث تباحث الجانبان آليات التيسير لتنمية التبادل التجاري بين الجانبين، ومنح أولوية للمنتج المصري في الأذون الاستيرادية، مع تنمية الصادرات السورية إلى مصر، لتخفيض تكلفة النقل، وزيادة تنافسية منتجات الجانبين، وتحقيق الفائدة لمجتمع الأعمال من الجانبين. وقال إن وجود الجناح المصري بمعرض دمشق الدولي هو "رسالة للشعب السوري وتهنئة لسورية برجالها الذين أينما ذهبوا يعمرون الأرض، وكلنا ثقة أنهم سيعمرون بلدهم"، لافتًا إلى استمرار التواصل خلال الفترة الماضية، عبر غرف التجارة في البلدين، حيث تم إنشاء لجنة للمستثمرين السوريين داخل اتحاد غرف التجارة المصرية، لرعاية مصالحهم ودعم مشروعاتهم. وتابع: أن رجال الأعمال المصريين حريصون على الوجود مع شركائهم السوريين في افتتاح معرض دمشق الدولي، مشددا على أن العمل بالمرحلة القادمة سيكون للتعاون بشكل واسع في إعادة إعمار سوريا، لأنه "حان الوقت أن نعمل جميعا من أجل مستقبل أفضل لشباب البلدين". وأوضح "الوكيل" أن سماحة مفتي سوريا أكد العلاقة التاريخية بين الشعبين الشقيقين التي تعود إلى أيام الفراعنة، مشيرا إلى الفترة التي قضاها بين أشقائه المصريين، حين كان يدرس لدرجة الدكتوراه بالأزهر الشريف الذي ينقل سماحة الإسلام الوسطى لجميع ربوع الأرض في أكثر من 100 دولة، من خلال الدارسين الذين يصبحون سفراء لمصر، منوهًا بأنه لا يوجد ما يمكن أن يؤثر بالسلب في العلاقة المتينة بين الشعبين المصري والسوري. وفي السياق نفسه، أكد "الوكيل" أن لقاءات رئيس اتحاد غرف التجارة، ورؤساء غرف التجارة والصناعة، طرح بها العديد من أفكار التعاون، والخطط والمشروعات، وما تقدمه سوريا من تسهيلات للاستثمار إلى العاملين في قطاع الاستثمار بمصر، متمنيًا أن تكون هناك خطوات جيدة من أجل التنمية وإعادة الإعمار، خاصة في البنية التحتية التي لمصر خبرة وقدرات متميزة فيها. وصرح علاء عز، أمين عام الاتحاد، بأن الجناح المصري، الذي كان في مدخل المعرض بمساحة أكثر من 600 متر، تهافت عليه آلاف الزوار، حيث كان في استقبالهم محمد سليم، السفير المصري، وأحمد الوكيل، رئيس الاتحاد، وكرم كردى، عضو مجلس إدارة الاتحاد، وعلى شكري، نائب رئيس غرفة القاهرة، ورؤساء الشركات العارضة، ووفد مجتمع الأعمال المصري، إلى جانب وفد الفنانين والإعلاميين المصري الذي تضمن الفنان محمد صبحي، والفنانة إلهام شاهين، والإعلامية بوسي سمير، والذى كان عامل جذب فاعل للجناح المصري من مختلف فئات المجتمع السوري.