قبل أن تقام الدورة الأولى لمهرجان "الجونة السينمائى" 22 سبتمبر المقبل .. دارت حوارات كثيرة، حول الفارق الكبير بين الدعم المالي الخاص له من قبل رجل الأعمال نجيب ساويرس، والدعم المالي لمهرجانات ترعاها الدولة وتدعم من قبل وزارة الثقافة وهي الإسماعيلية للأفلام التسجيلية، والقومي للسينما، والإسكندرية السينمائي، والقاهرة السينمائي. المقارنة فرضتها قدرة الجونة السينمائى على استقطاب أفلام عالمية سيكشف عنها فى مؤتمر صحفي يقام خلال أيام، وإن فيلم "الشيخ جاكسون" للمخرج عمرو سلامة سيفتتح به الدورة الأولى بعد عرضه فى تورنتو، وما يدور في الخفاء عن أن ميزانية الجونة تتجاوز اربعة مليون يورو. وإسناد مهمة برمجته لخبير فى البرمجة وهو الإعلامى انتشال التميمي، بعد فترة من عمله مبرمجًا لمهرجان أبو ظبي السينمائي قبل توقفه، والعائد المالي لجوائزه والتي لا تمنح بالطبع لمن يفوزون فى مهرجانات الدولة.. فما يحدث من عجز مالي في هذه المهرجانات أصبح يعلمه القاصي والداني، ولا أدل على ذلك من إلغاء الدكتورة ماجدة واصف رئيسة مهرجان القاهرة لجوائز قسم سينما الغد بالمهرجان. وبالطبع ما سيحققه الجونة السينمائي من بريق بسبب إقامته في مكان سياحي مميز، ودعوة نجوم عالميين ومصريين، والإعداد المسبق له، قد يكون سببًا في ارتفاع حدة الجدل حول مستوى مهرجانات الدولة، ففي حين يحضر حفل افتتاح مهرجان يحمل اسم مدينة القاهرة عدد قليل جدًا من الفنانين، توجه الدعوة لأكثر من مائتي نجم لحضور الجونة.. وبالطبع سيلبي الجميع الدعوة. هناك منظومة عمل تتكامل إذا ما توافرت الإمكانات لأي مهرجان في العالم.. هذه المنظومة لا تتم بدون توفير دعم مالي ولوجيستي، ورعاية من رجال أعمال وشركات، ففي سنوات كان بعض رجال الأعمال رعاة لمهرجان القاهرة، نجح في عمل شو كبير له بدعوة كل النجوم لحفلات عشاء وأسهم في الدعم المالي.. كان الراحل سعد الدين وهبة يعمل بمنظومة خاصة، قد لا تكون صالحة لهذا العصر، إذ كان لعائد دور العرض، بل لعرض الأفلام في السينمات دور في الدعاية ونجاح المهرجان، لكن حاليًا لا يهم الشباب متابعة أفلام أوربية، وغير أوربية لمهرجانات سينمائية وفقدت المهرجانات أحد أهم روافدها المالية، بل والدعائية، وفقدت عنصرًا مهمًا وهو الجمهور. ولا أحد ينكر أن عنصر الجمهور مهم جدًا، ولو توافر لمهرجان الإسكندرية كما يحاول رئيسه الأمير أباظة مع دعم من الدكتور خالد عبدالجليل مستشار وزير الثقافة ورئيس المركز القومي للسينما والرقابة، لتحقق عنصر من عناصر النجاح، إذ أكد عبدالجليل أن هناك فرصة لدعم مهرجان الإسكندرية بآلات عرض ومحاولات لعرض الأفلام للجمهور فى مناطق بالإسكندرية. لا يمكن بأي حال من الأحوال مقارنة مهرجان الجونة السينمائي بكل مهرجانات الدولة برغم الدعم اللوجيستي الكبير ورعاية وزارة الثقافة لها بقدر ما تستطيع؛ لأنها تعمل – أي هذه المهرجانات – فى إطار جداول ومخصصات محددة مسبقًا من قبل الوزارة للسينما والمهرجانات، ومهما طالب رؤساؤها بدعم ستكون الإجابة "نبحث.. ونحاول.. في حدود إمكاناتنا" خلص الكلام!