فكرة إقامة مهرجانات سينمائية فى مدن سياحية لها سلبياتها التى لا يمكن أن ينكرها أحد، بل قد تفوق سلبياتها الإيجابيات والأهداف المرجوة منها..وفى مقدمتها أنها مهرجانات ينقصها العنصر الأهم وهو "الجمهور" فالقاعدة التى ترتكز عليها المهرجانات فى العالم هى " الجمهور" ..وكما كان يقول سعد الدين وهبة رحمه الله وهو أهم من حقق طفرة فى عالم المهرجانات العربية وأول من نهض بالقاهرة السينمائى ..أن المهرجانات هى "أفلام ،وندوات،وجمهور". وتجربة مهرجان الجونة السينمائى الأول الذى ينطلق فى سبتمبر المقبل، تنطلق بنفس آليات وأفكار مهرجان أبو ظبى السينمائى الذى توقف بعد ثمان دورات ..رغم أنه بدأ بداية قوية جدا لثلاث دورات ثم بدأ التراجع ..حيث رأى المسؤولون عنه أنه لا حاجة إلى مهرجانين فى مدينتين بدولة واحدة ينافس كل منهما الآخر وبتكلفة مرتفعة دون تحقيق عائد على أبناء أبو ظبى .. وكلى هنا ثقة فى القائمين على مهرجان "الجونة" سواء رجل الأعمال نجيب ساويرس الذى كان قد دعم مهرجان القاهرة السينمائى فى دورات سابقة ..وتعرض لهجوم شديد رغم حسن النوايا عندما كرم فى إحدى دوراته نجيب الريحانى ..وبالطبع فى انتشال التميمى مدير المهرجان الذى أعرفه عن قرب واثق فى قدرته على برمجة مهرجان به كل عناصر النجاح .. كونه برمج لمهرجانات عدة كان آخرها أبو ظبى السينمائى قبل توقفه ..لكن تبقى إشكالية إقامة مهرجان قد يتحول إلى احتفال للنجوم ورجال الأعمال والقنوات الفضائية ويكون كل هدفه هو الشو بحضور نجوم عالميين وتكون السينما هى آخر أهداف القائمين عليه. البدايات تؤكد أننا أمام حدث مهم، إذا ما تم تنفيذ الأهداف وتحقيقها بالفعل بداية من الشعار "سينما من أجل الإنسانية". أى أن يقدم المهرجان أفلاما تخدم الإنسان وأن يكون المهرجان داعما للشباب كما هو مبين فى أهدافه. بأن يقدم المهرجان مجموعة من المواهب الجديدة إلى جانب كبار النجوم الذين أثروا الحياة السينمائية. وثلاث مسابقات رسمية تمثل هذه الأنواع الثلاثة: الفيلم الروائي والفيلم الوثائقي والأفلام القصيرة. و يقوم المهرجان بفتح نافذة علي ثقافة الشرق الأوسط وأفريقيا. كما سيقوم المهرجان بتكريم ثلاث شخصيات مؤثرة تمثل السينما الأفريقية والعربية والعالمية. وإذا ما حققت التجربة الوليدة ما وعد به القائمين عليه وهو أن المهرجان سيقدم التمويل اللازم والدعم الفني في مرحلة الإنتاج وما بعد الإنتاج. .وهو ما يحدث فى مهرجانات الخليج من خلال صناديق الدعم القائمة حاليا وتسهم فى تشجيع مواهب سينمائية كثيرة من مختلف الدول العربية واستفاد منها سينمائيون مصريون كثيرون. كل الأفكار التى تتردد عن المهرجان إن تحققت سيكون تاثيره مماثل لمهرجانات عالمية فمن مبادارته ..مبادرة جديدة تهدف إلى تقديم شبكة تواصل و معلومات و اتصالات بين صانعي الأفلام بالمنطقة ونظرائهم العالميين حول موائد مستديرة وورش عمل سينمائية ودروس يحاضر فيها كبار صناع السينما. تبقى النوايا الطيبة لتحقيق أهداف فكرة يعمل أصحابها على تحقيق خطوة ايجابية فى الحقل السينمائى العربى وخاصة فى مجال المهرجانات السينمائية التى تقام فى أرض تحتاج إلى مثل مهرجان "الجونة" لكن كل الخوف أن يكون مصيره كمصير أبو ظبى السينمائى ، وأن يشعر القائمون عليه أنه مجرد إحتفال كباقى الاحتفالات التى يقيمها بعض رجال الأعمال فى المدن الساحلية ..تنتهى بانتهاء الزفة !!