في أغسطس من كل عام، هناك على شاطئ البحر المتوسط، وبعيدًا بنحو 4.5 كيلو متر غرب من ميناء دمياط، تحتفل مدينة دمياط الجديدة، بعيدها القومي.. هذه المدينة التي تحيطها من الشرق والجنوب مساحات خضراء، تجمعها غابات النخيل وأشجار الفاكهة، لتصنع موقعًا سياحيًا فريدً، بمساحة إجمالية وكتلة عمرانية للمدينة تبلغ 6.5 ألف فدان. تضم المدينة، مناطق سكنية، وخدمية، صناعية، وسياحية وترفيهية، ويبلغ عدد السكان القاطن بها حاليًا 150 ألف نسمة، بينما المستهدف الوصول إليه في الوقت الحالي 171 ألف نسمة، وفي عام 2027، 500 ألف نسمة. تحتضن دمياط الجديدة، عددًا من الوحدات السكنية تبلغ 44 الفًا و648 وحدة سكنية، تم تنفيذ 16 ألفًا و448 وحدة سكنية منفذة بمعرفة الهيئة الهندسية، منها 6114 إسكان شباب، و3010 وحدات إسكان منخفض واقتصادي، و1970 وحدة إسكان متوسط، و404 وحدات إسكان فوق متوسط، و5100 إسكان قومي. وتشمل المدينة كذلك، 30 ألفًا و500 وحدة نفذها القطاع الخاص وجهات أخرى، وفضلا عن تنفيذ 303 عمارات بالإسكان المتوسط في الحي السادس، تضم 7272 وحدة سكنية، بمعرفة الهيئة الهندسية للقوات المسلحة. دمياط الجديدة هي إحدى مناطق الجذب السياحي الواعدة، هذا ما أكده المهندس علاء منيع، رئيس جهاز التعمير بمدينة دمياط الجديدة، لافتًا إلى أن بناء المدينة، يعد إنجازاً عملاقاً في مجال التعمير وإنشاء المجتمعات العمرانية الجديدة، التي تؤدى إلى الإسهام في مواجهة مشاكل العمران في مصر، وإعادة التركيب الهيكلي لخريطة مصر السكانية، دون تعد على الرقعة الزراعية، وكان إنشاؤها كذلك حلًا للحد من نمو مدينة دمياط القديمة- الحالية- وتوسعها على حساب الأرض الزراعية. وأضاف "منيع"، أن شاطئ دمياط الجديدة يعتبر "مصيفًا" جديدًا، يرتاده آلاف المواطنين من محافظات مصر، ويمتاز بهدوئه الشديد، ووفر له جهاز دمياط الجديدة كل الامكانات ليكون مصيفا حقيقيا؛ ليضيف إلى دمياط الجديدة ميزة قلما توفرت لمدينة جديدة. تضم مدينة دمياط الجديدة العديد من المنشآت الهامة، والتي دخلت في إطار تخطيطها؛ لتصبح مدينة متكاملة.. المستشفى العسكري: يقول المهندس أسامة حفيلة، رئيس مجلس أمناء المدينة، إن مستشفى دمياط العسكري تم إنشاؤه على 50 ألف متر مربع، ويبلغ طاقته الاستيعابية 200 سرير وأجنحة خاصة، و5 غرف عمليات كبرى، و26 سريرًا للرعاية المركزة، و20 عيادة متخصصة، و20 وحدة غسيل كلوى، و8 حضانات أطفال . دار مصر: وأضاف "حفيلة" أن المرحلة الأولى من مشروع الإسكان المتوسط " دار مصر"، تصل إجمالي الوحدات بها إلى 5712 وحدة سكنية، موزعة على 238 عمارة في موقعين، الأول يضم 109 وحدات سكنية، والثاني يضم 129 وحدة سكنية، وجميع العمارات تم الانتهاء من تجهيزها وتشطيبها بالكامل، وتبلغ إجمالي المرحلتين 303 عمارات بإجمالي وحدات 7272 وحدة. جامعة دمياط: من جانبه، قال الدكتور طارق أبو المعاطي، نائب رئيس جامعة دمياط لشئون التعليم والطلاب، إن فكرة إنشاء الجامعة، جاءت لفتح فصول بعض كليات جامعة المنصورة بمدينة دمياط، وعندما تزايدت أعداد طلبة جامعة المنصورة من أبناء دمياط في الكليات المختلفة، صدرت قرارات إنشاء كليات الفرع تباعًا، طبقا للوائح الكليات المناظرة بجامعة المنصورة. وأوضح بدأ العمل بكلية التربية في العام الجامعي 1976-1977، وتلى ذلك كليتا العلوم والتجارة، ثم تبعتهما كلية التربية النوعية، ثم كلية الفنون التطبيقية، ثم كليات الزراعة والآداب والتربية الرياضية، في العام الجامعي 2006-2007. واستطرد أبو المعاطي، أن الجامعة تهدف إلى التوسع في إنشاء كليات جديدة، ضمن خطتها بعد استلام مباني الحرم الجامعي الجديد، وتشمل كلية الهندسة والتي تعرض حاليا على لجنة القطاع الهندسي بالمجلس الأعلى للجامعات، على أن تضم شعب الميكانيكا، الكهرباء، هندسة طبية، والهندسة البحرية، وبعض الشعب التي تخدم المجتمع الدمياطي، بالإضافة إلى كلية للتمريض والتي تعرض حاليا على لجنة قطاع التمريض بالمجلس الأعلى للجامعات. وأكد أن الجامعة تلقت مؤخرا موافقة لجنة قطاع كليات الحقوق، على إنشاء كلية للحقوق بجامعة دمياط، وتم إرسال موافقة القطاع إلى المجلس الأعلى للجامعات، المنوط به الموافقة على إنشاء كليات جديدة. جامعة الأزهر: أوضح الدكتور راشد محمد راشد، نائب رئيس جامعة الأزهر بدمياط، أن الجامعة تم انشاؤها بقرار مجلس الوزراء رقم 140 لسنة 2000، كفرع لكلية الطب بالقاهرة، ثم تحولت بعد ذلك لكلية مستقلة تتبع جامعة الأزهر، حيث أصدر شيخ الأزهر القرار رقم 180 لسنة 2002، بالموافقة على تطبيق اللائحة الداخلية، لكلية الطب. ويشير" راشد" إلى الموافقة على افتتاح فرع كلية طب الأزهر "بنات" خلال العام الدراسي المقبل، ولتدعيم المنظومة الصحية بالمحافظة، لافتًا إلى أن أعضاء مجلس الجامعة قد وافقوا على اعتماد مبلغ 44 مليون جنيه، لمرافق الأرض المخصصة لفرع جامعة الأزهر بدمياط الجديدة، والتي تبلغ مساحتها 131 فدانًا، كذلك الموافقة على إنشاء كليتين في الموازنة الخاصة بجامعة الأزهر للعام المالي 2017 – 2018 وهما كليتا الصيدلة والتجارة، تزامنًا مع الانتهاء من نحو 80% من السور المحيط بأرض الجامعة، في الوقت الذي تستمر فيه أعمال تشييد مبنى كلية الطب "بنين" بجوار مستشفى الجامعة. المنطقة الصناعية: أوضح المهندس سمير عبد العظيم، مدير منطقة الاستثمار السابق، أن دمياط الجديدة مخطط لها وجود منطقتين صناعيتين، المنطقة الأولى تضم 450 مشروعًا صناعيًا، تبلغ مساحتها 300 فدان، لتشمل 15 نشاطًا صناعيًا هي صناعة الأثاث، تصنيع وتجارة أخشاب، الصناعات الغذائية، والهندسية والميكانيكية، النسيج والملابس الجاهزة، البلاستيك، الكيماويات والأدوية، مواد بناء ورخام، صناعات ورقية، طباعة وتغليف، وتخزين، وورش، وخدمات، وأعلاف وبيطرية. وأضاف عبد العظيم، أن المنطقة الثانية، تبلغ مساحتها 245 فدانًا، تم تخطيطها ل260 مشروعًا، تم تنفيذ بعضها وجارٍ استكمال باقي المشروعات، بحجم استثمارات يبلغ 3 مليارات جنيه، ويتوقع أن تستوعب 25 ألف عامل وفني، كما يوجد بها 71 مشروعًا للشباب، على مساحة 300 متر مربع . التركيبة السكانية: التركيبة السكانية لدمياط الجديدة منذ إنشائها متغيرة دائما، فقد سكنها عددًا كبيرًا من سكان المحافظات المجاورة، مثل الدقهلية والشرقية وكفر الشيخ والقاهرة، وعدد قليل من أبناء دمياط. ويشرح محمد أبو قمر، الباحث في التاريخ، أن أهالي دمياط لم يأخذوا مسألة السكن في مدينة دمياط الجديدة بجدية، لأنه في هذا التوقيت كان يتم البناء على الأراضي الزراعية، وأنشأت أحياء كثيرة على أطراف المدينة، رغم أن أسعار الوحدات السكنية في هذا التوقيت كانت رخيصة جدا، ويستطيع أي دمياطي أن يشترى أي شقة. وأوضح أن المدينة في الأساس تم إنشاؤها للحفاظ على الرقعة الزراعية في دمياط، ولكن لارتباط معظم أهالي دمياط، بالعمل في صناعة الأثاث داخل المدينة، غاب أهالي دمياط عن السكن في المدينة الجديدة بشكل مكثف. وأشار "أبو قمر"، أن جهاز تعمير دمياط الجديدة، لم ينتقل إلى المدينة الجديدة إلا بعد 5 سنوات من بناء العمارات السكنية، وأمر وقتها المهندس حسب الله الكفراوى، صاحب فكرة إنشاء المدن الجديدة، جهاز التعمير لمدينة دمياط الجديدة؛ للانتقال الفوري إليها. كما تغيرت التركيبة السكانية مع نزوح السوريين، من بلادهم بعد الحرب السورية، وامتلأت مدينة دمياط الجديدة بالآلاف من السوريين، الذين استوطنوا المدينة، وكان أول تغير هو ارتفاع إيجار الشقق المفروشة وغير المفروشة، من 400 جنيه لغير المفروشة إلى 800 جنيه، ووصل متوسط إيجار الشقة المفروشة 1500 جنيه، بعد أن كان 800 جنيه، مما أثر ذلك على السكان الذين استأجروا شققا مؤقتة، واستعداد بعضهم لدفع الشرط الجزائي، مقابل إخلاء هذه الشقق. دمياط الجديدة دمياط الجديدة دمياط الجديدة # #