بعيون تملأها الصدمة والدهشة، تجولت الطفلة الصغيرة "لبني"، التي لم تتخط السادسة من عمرها بين وجوه الحاضرين، بغرفة طوارئ المستشفى الأميري الجامعي، بعد أن فاقت لتوها من غيبوبة استمرت لساعات متأثرة بإصابتها في حادث اصطدام قطاري خورشيد، شرق الإسكندرية. تحدثت الطفلة، وهي تتفحص وجوه الحاضرين، وهي تقول جملة واحدة:" ماما فين؟"، قبل أن تروح في نوبة بكاء هيستريا، وسط محاولات من المتواجدين بتهدئتها. اسمها لبني عبد اللطيف، طفلة صغيرة، كانت قادمة للإسكندرية، للاستمتاع مع أسرتها علي شواطئ البحر، لتتحول الرحلة لمأساة، لتستيقظ وتجد نفسها غارقة في دمائها، بدلاً من رمال البحر ومياهه الزرقاء. وبحسب الاطباء فإن الطفلة دخلت قسم الطوارئ بالمستشفي، من بين مصابي حادث اصطدام قطاري خورشيد شرق الاسكندرية، مصابة بكسر في الساق اليسرى وكدمات وتجمعات دموية، وحالتها مستقرة بعد تقديم الإسعافات الأولية لها. يوجد في كشوف المستشفي، عدد من المصابين في الحادث، تتشابه بياناتهم مع بيانات الطفلة لبني، وهي سارة صبري عبد اللطيف، ويعتقد أنها شقيقتها، وسيدة تدعي هبة محمد عبد العظيم، وطفل يدعي محمد طارق عبد العظيم. كان الحادث الذي وقع، أمس الجمعة، بين القطار رقم 13 إكسبريس "القاهرة- الإسكندرية" بمؤخرة قطار 571 "بورسعيد -الإسكندرية"، أدى لمصرع 42 شخصًا وإصابة 179 آخرين، من بينهم الطفلة لبني وأسرتها.