كشف السفير حبيب الصدر سفير العراق بالقاهرة، عن تنشيط أعمال اللجنة المصرية – العراقية المشتركة خلال زيارة الدكتور شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء المصري إلى بغداد نهاية الشهر الجاري، بهدف دفع العلاقات الثنائية بخلاف التعاون الحاصل في مجالي النفط والغاز، حيث يتطلع مسئولو البلدين إلى علاقات أكثر قوة، مؤكدًا أن مصر والعراق هما الجبهة الأولي وحائط الصد ضد الإرهاب التي تحمي الأمة العربية من هذه الآفة ، منوها بالمواقف المشرفة للرئيس عبد الفتاح السيسي في مكافحة الإرهاب والتطرف. وأضاف السفير العراقي - في تصريحات خاصة ل"بوابة الأهرام" على هامش صالون ملتقى الحضارات الذي ينظمه بالقاهرة الدكتور محمد أبو كلل ممثل الكتلة البرلمانية لتيار الحكمة – أن العراق يحتاج حاليًا إلى وقفة عربية جادة معه لإعادة إعمار المناطق التي خربها ودمرها تنظيم داعش الإرهابي التي وصفها ب"العصابات الهمجية" في الموصل، وإعادة النازحين إلى أماكنهم بعد تأهيلها، والقضاء على تجاوز المرحلة السابقة، وإرسال الأمن فى ربوع العراق، وبناء دولة المواطنة، وعودة الاستقرار، ومنع وجود نسخة من التنظيمات المتوحشة. وأشار إلى أن دولة الكويت ساهمت في تلك العملية ب 150 مليون دولار، وأنه يتمنى أن تشارك كل الدول العربية في إعادة إعمار المناطق المحررة في الموصل، لأن العراق الجديد ما بعد تحرير الموصل يستهدف إعادة الأمن والاستقرار وبناء دولة المواطنة ومغادرة دولة المكونات الطائفية التي عاني منها الشعب العراقي على مدار أكثر من عقد من الزمان، لافتًا إلى أن تيار الحكمة الذي يقوده السيد عمار الحكيم يتبنى مبادرة يجب أن يلتف حولها الجميع وهي الخروج من التخندقات الطائفية إلى فضاء أوسع ومنح الشباب الدور المحوري لأنهم قادة المستقبل وهم أصحاب الفضل في تحرير الموصل، وأن الإرهاب وزع جرائمه دون استثناء على كل الطوائف، وأنه عندما دخلت داعش للموصل اقترفوا جرائم بحق الإيزيديات، وأنه ما زالت هناك نسوة إيزيديات مخطوفات حيث تم نقلهن لدول أخرى وأن الحكومة العراقية بصدد تعويضهن. وبخصوص ما سبق أن قامت به دول إقليمية ومجاورة بدعم الإرهاب في بلاد الرافدين، قال الصدر إن العراق الجديد ما بعد داعش سيكون مختلف عما ذي قبل ، حيث سيدب التعايش والتسامح بين جميع الأطياف والمكونات كما لم يكن من قبل، وأن بلاده تستهدف حاليًا الانفتاح على العالم الخارجي ولا يتحلى بخاصية الانتقام فقد نسي كل ما قد فات وقررت قيادته أن تفتح ذراعيها ناحية كل جيرانها، وبالأخص محيطها العربي وأن ذلك ما تجلى في زيارة مقتدى الصدر إلى السعودية الأخيرة، مؤكدًا أن الزيارة جاءت بثمار عديدة منها وجود قنصلية سعودية في النجف الأشرف بما يساعد المواطنين السعوديين الذين يزورون العتبات المقدسة في إنهاء أوراقهم، كما سيتم فتح المعابر الحدودية عرعر والجميمة لتنشيط التبادل التجاري، وتسهيل دخول المواطنين خصوصًا وأنه هناك امتداد عشائري بين البلدين، مشيرًا إلى أن السعودية وخادم الحرمين الشريفين في ضمير كل عراقي، وأن المملكة دولة محورية في المنطقة وليس صحيحًا وجود خلافات بينها وبين العراق. وبخصوص الأزمة الخليجية الدائرة حاليًا بين دول المقاطعة الأربعة وقطر؛ قال السفير العراقي حبيب الصدر، أن بلاده تتمتع بعلاقات جيدة مع الطرفين، لذا فالعراق لن يكون طرفًا في الصراع ولكنه سيسعى إلى أن يكون طرفًا في حل الأزمة ووسيط بين الأطراف المتنازعة. وبخصوص الانتخابات المقبلة في العراق، قال السفير إن الخلافات بين الكتل السياسية لن تؤثر على الانتخابات، مطالبًا إياها أن تضع مصالح البلاد فوق مصالحها السياسية. ومن جانبه، أكد الدكتور محمد تركى أبو كلل ممثل الكتلة البرلمانية لتيار الحكمة العراقي بالقاهرة خلال كلمته، أن داعش حاولت تأسيس دولة إرهابية همجية ومجرمة تبتعد كل البعد عن تعاليم الدين الوسطى السمح.