قال أحمد الجربا رئيس تيار الغد السوري - في المؤتمر الصحفي الذي عقده بالقاهرة - إن "الدور المصري مهم للغاية، فالعلاقات بين البلدين هي علاقات تاريخية وهناك جالية سورية في مصر، ولا يوجد لاجئين بل إن السوريين يعيشون كمواطنين مصريين". وأضاف الجربا "بدأنا باتفاق الغوطة ثم ريف حمص الشمالي، وممكن أن يكون هناك مناطق أخرى ولكن هاتين المنطقتين هما الأكثر صعوبة وبهما حالات إنسانية صعبة وحصار شديد". وحول دور الدول الإقليمية الأخرى، قال الجربا "لا نرفض أي دور إقليمي لمصلحة الشعب السوري، فمصر لها دور وتركيا لها دور أيضا، ولكن من يرفض الدور المصري فهذا مردود عليه، فعدم وجود دور لمصر، هذا هو الأمر غير الطبيعي، والسورييون مطمئنون للدور المصري". وأضاف "أن الدور المصري كبير ويتطور، ويجسد الدور العربي الذي كان غائبا من قبل". وردا على سؤال حول وجود اتصالات مع الجامعة العربية في هذا الشأن، قال الجربا "إن هناك تواصلا بيننا وبين الجامعة ولقد التقيت بأمينها العام أحمد أبو الغيط"، مضيفا "يجب أن تقوم الجامعة العبية بدورها بالإضافة للدور المصري والخليجي والأردني ، فكل ذلك يصب في مصلحة الدور العربي في سوريا". وحول أسباب بعض الخروقات التي حدثت مؤخرا، قال الجربا "إن هذه الخروقات حدثت في المناطق التي لم توقع على الاتفاقات، وننتظر أن يأتي الفاعلون بها للقاهرة حتى تكون الغوطة بأمان وسلام". وبالنسبة للدور الأمريكي والإيراني والتركي، قال الجربا" إن القوة الضامنة في ريف دمشق هي الروس، أما الأمريكيون فليسوا موجودين ولا الأتراك أو العرب فطبيعي أن يكون الضامن الطرف الروسي". وتابع الجربا :" كذلك الأمر في ريف حمص، فهناك النظام مسيطر على المدينة والريف كله ما عدا الريف الشمالي لحمص وليس هناك أي وجود لطرف إقليمي في هذه المنطقة التي توجد في وسط سوريا ، إلا روسيا". واستطرد: الولاياتالمتحدة مرحبة بهذه الاتفاقيات، ونحن متفقون مع الأمريكيين في هذا الموضوع"، مشيرا إلى أن منسق التحالف الدولي على الإرهاب قال "إن هذه الاتفاقات تعزز الحرب على الاٍرهاب والقاعدة وداعش". وتابع الجربا :"بالنسبة لإيران فإن وجود الروس يضمن الأطراف الأخرى، خاصة أن هذه الاتفاقيات هي استكمال لاتفاق الآستانة، وهي اتفاقيات شاركت بها إيران وتركيا، وكان ينقصها الطرف العربي..وهذه الاتفاقات الأخيرة تم إقرارها في آستانة لكن التنفيذ والترتيب كان في القاهرة وبرعاية روسية" . وحول دور تيار الغد السوري ورؤيته بشأن حل الأزمة السورية، قال الجربا "إننا تيار سياسي أجبرنا على حمل السلاح ولكننا بالأساس تيار يُؤْمِن بالحل السياسي عبر المفاوضات بين المعارضة والنظام لتكون سوريا بلدا ديمقراطيا حرا مستقلا". وردا على سؤال حول إمكانية المطالبة بقوات عربية في سوريا، قال الجربا "الآن هذا الأمر غير موجود، ولكن أفكارا تطرح بشأن نشر قوات ردع أو فصل وفي حال تم الاتفاق على ذلك، فمن المفترض أن تكون قوات عربية". وقال إن الفصائل المسلحة المشاركة في اتفاق وقف إطلاق النار "مرحبة ومرتاحة ومستبشرة" بهذا الاتفاق، مشددا على أهمية التزام كل الأطراف ببنوده. وأضاف "نجزم أن هذا اتفاق مقدمة حقيقة للحل السياسي في سوريا، وبعد ذلك الناس سوف يجلسون معا ويتحاورون". وأشار إلى أن الاتفاقات السابقة لم يحدث بها وقف إطلاق نار حقيقي، لافتا إلى أنه في الاتفاق الذي عقد بين جبهة النصرة وحزب الله "أخذوا أهل الزبداني بريف دمشق ونقلوهم لشمال سوريا وأتوا بأهل الفوعا وكفريا من شمال سوريا ونقلوهم لريف دمشق". وأردف الجربا قائلا: هذه الاتفاقيات السابقة خطيرة، فنحن نريد أن تبقى الناس في بيوتها بل حتى سلاحها موجود معها (في إشارة إلى مميزات الاتفاقيتين الأخيرتين مقارنة بالاتفاقات السابقة). وقال الجربا "في شرق حلب، كان هناك مجال لحماية الناس وفك الحصار ولكن التعنت والتدخل الخارجي أدى إلى ما رأيناه"، مشددا على أن الريف الحمصي والدمشقي من أكثر المناطق سخونة ومعاناة في سوريا و"حان الوقت أن ترتاح الناس".