تحذيرات عديدة أطلقها خبراء التغذية والصحة العامة في العالم من مخاطر الإسراف في تناول اللحوم الحمراء، ويزداد الأمر خطورة حين يتعلق الأمر باللحوم المُصنعة.. وخطورتها لاتتوقف فقط عند طرق تصنيعها، بما تحويه من مواد كيميائية خطرة وملونات ومواد حافظة، بل بالمكونات الضارة التى تحتويها، أبسطها جلود وأحشاء الطيور، بل والحيوانات، ومن لايُصدق، فهناك فيديوهات صادمة على شبكات التواصل الاجتماعى تؤكد ذلك، بالصوت والصورة!! .. لكن التحذيرات السابقة شيء وما استجد من تحذيرات شيء آخر تمامًا، أو كما يقولون "إللى فات حمادة.. واللى جاي حمادة تاني خالص"، حيث أقرت منظمة الصحة العالمية أن كل ما تحتويه ثلاجات اللحوم المُصنعة، سواء فى سلاسل المتاجر الكبرى أو حتى في البيوت، هي المسبب رقم A 1 للسرطان في العالم، مثلها مثل التدخين تمامًا، بل وتم تصنيف اللحوم الحمراء العادية رقمA 2 في مسببات السرطان، وأنها مع تعرضها للشوي أو لهيب النار مباشرة تنشط مواد كيميائية خطرة!! فهل يأتي اليوم الذي تخرج فيه للنور فتاوى للعلماء تحذر فيه من تناول هذه اللحوم المُصنعة، أسوة بفتاوى تحريم التدخين، باعتبارهما متساويان في الإضرار بصحة الناس.. ووفق تعريف المعهد الأمريكي لأبحاث السرطان، فاللحوم المُصنعة هي التي تم حفظها بالتدخين أو بالتمليح أو بالمعالجة، أو بإضافة مواد حافظة كيميائية، وتشمل اللحوم المقددة، والبسطرمة، والنقانق، والسجق، والمرتديلا، والبرجر، والسُلامي، وجميع أنواع اللحوم المُصنعة... هذه التحذيرات لم تصدر اعتباطًا من أكبر منظمة معنية بصحة البشر، بل جاءت بناء على نتائج صادمة لدراسات عديدة، أشهرها ما انتهى إليه صندوق أبحاث السرطان العالمي (WCRF) بعد فحص نتائج أكثر من 7000 دراسة حول العلاقة التي تربط ما بين استهلاك اللحوم المُصنعة والإصابة بالسرطان.. أيضا هناك نتائج مخيفة لدراسة ضخمة أجراها أحد أكبر المعاهد الأوروبية حول العلاقة بين السرطان والتغذية، على نصف مليون شخص في 10 دول، وكان تاريخهم الصحي خاليًا من أي أمراض قلب أو سكتات دماغية أو سرطانات، وأعمراهم ما بين 35 إلى 69 عامًا، وخلال فترة 10 سنوات، توفي 26 ألف شخص منهم.. وانتهت الدراسة إلى وجود علاقة ما بين استهلاكهم اللحوم المُصنعة وارتفاع خطر الموت المبكر أو الإصابة بأمراض القلب والشرايين أو السرطانات.. وإحصائيات الصحة العالمية تقول إن حوالي 34 ألف شخص يموتون سنويًا بالسرطان الناتج عن إفراطهم في تناول اللحوم المُصنعة.. بالطبع هذه المعلومات الصادمة ليست دعوة للتوقف عن تناول اللحوم الحمراء الطبيعية، هذا إن استطعت شراءها بعد التهاب أسعارها، لأن اللحوم الحمراء لها فوائد صحية معروفة، لكن النصيحة عدم الإسراف في تناولها.. وإن لم تكن تستطيع مقاومة إغراء عروض بيع اللحوم المًصنعة في سلاسل المتاجر، يمكنك حماية نفسك وعائلتك من مخاطرها بالحرص على قراءة الملصقات الغذائية.. فلا تشتري أي شيء مصنوع مع نتريت الصوديوم، والتي تتم إضافتها عادة إلى اللحوم الحمراء، وليس في أي من لحوم الدواجن أو الأسماك، أو الجلوتامات أحادية الصوديوم، والتي يُشار إليها اختصارا ب (MSG). أيضا إذا اضطررت إلى تناولها، فبما لايتجاوز 20 جرام يوميا، يعنى "يادوب" قطعة نقانق صغيرة جدا، فلا يغرنك عروض مطاعم الوجبات السريعة بالساندويتش الجامبو المحشوة بالبرجر والسجق والنقانق، لأنك إن أدمنتها وقت الساعة سيكون "ذنبك على جنبك.. ولاتلومن إلا نفسك.. وأنت الجانى على روحك"..