سنوات عجاف شهدها مرفق النقل الداخلي بمحافظة الغربية، بعد معاناة مع تدهور الأحوال، وتهالك السيارات، بالإضافة إلى الخسائر التي ظلت تلاحقه على مدى تلك السنوات العجاف. اقتصر عمل سيارات مرفق النقل بالمحافظة على مدينتي المحلة وطنطا فقط، ورغم عدم تغطية كامل المحافظة بالخدمة، فإن العاملين به ظلوا يعانون تدهور أحوالهم، وهو ما دفع كثير من السائقين للاستقالة؛ لضعف رواتبهم، وقلة الخدمات التي تقدم لهم، فضلا عن تراكم السيارات المعطلة والمتهالكة بالجراج في طنطا والمحلة. "قبلة حياة" منحتها موافقة مجلس الوزراء لمرفق النقل الداخلي بالغربية الذي أنشئ في عام 1962، بتحويله إلى هيئة نقل عام، أسوة بمحافظتي القاهرةوالإسكندرية، إلا أن البيروقراطية والموافقات العديدة التي يجب الحصول عليها لتحويله إلى هيئة كانت الرياح التي تأتي دائمًا بما لا تشتهي السفن، حيث عطل ذلك الروتين صدور القرار الجمهوري بتحويل المرفق إلى هيئة نقل عام. "ولاد مناطق الكفور القبلية في معاناة مع وسائل المواصلات"، هذا ما أكده محمد يسرى، من أبناء مدينة طنطا، في إشارة إلى انخفاض أعداد أوتوبيسات المرفق الداخلي لخطوط " العجيزي وسيجر"، لافتا إلى عدم انتظام أوتوبيسات المرفق في الوصول لهذه المناطق، وإن وجدت في وقت الذروة تكون مكتظة بالركاب. وطالب محمد نصر - مهندس بالمعاش - بنظر الحكومة إلى مرفق النقل الداخلي والنهوض به، وتنفيذ تصريحات المسئولين حول تحويله لهيئة نقل عام، قائلاً: "لا نطالب سوى بخدمة جيدة آدمية تليق بمواطنين". أشرف العيسوي، عضو مجلس محلى محافظة سابق عن مركز كفر الزيات، أكد ل"بوابة الأهرام" أن أهالي كفر الزيات طالبوا مرارًا وتكرارًا بتوفير عدد من الأوتوبيسات الخاصة بمرفق النقل بطنطا، بعدما اختفت منذ فترة، للإسهام في حل مشكلة المواصلات بين كفر الزيات وطنطا، لكن للأسف لم تجد الاستغاثة أي صدى لدى المسئولين. ويرى عبد المنعم العليمي، عضو مجلس النواب عن دائرة بندر طنطا، أن مرفق النقل الداخلي يؤدي دورًا حيويًا بالغربية، في ظل أزمة المواصلات الخانقة بجميع مراكز المحافظة، ومدينة طنطا تحديدًا. وقال "العليمي" ل"بوابة الأهرام" إنه بعد جهود كبيرة صدرت موافقة مجلس الوزراء على تحويل المرفق لهيئة نقل عام، لإعفائه من الضرائب والجمارك، ليساعده ذلك في تقديم دور حيوي وخدمي، مطالبًا بسرعة التنفيذ لخدمة المواطنين . "المعاناة ستستمر حتى تنفيذ قرار تحويل المرفق لهيئة نقل عام"، هذا ما أكده مصطفى شلبي، رئيس اللجنة النقابية للعاملين بالمرفق، مشيرًا إلى أن تنفيذ قرار التحويل يستلزم صدور قرار جمهوري. وأوضح أنه تم تشكيل لجنة خاصة من المحافظة، واللجنة النقابية، والمديرية المالية بالغربية، بناء على قرار محافظ الغربية، وقامت اللجنة بدراسة لائحتي هيئة النقل العام بالإسكندريةوالقاهرة، واستخلاص من اللائحتين أهم البنود المناسبة للعمل بالغربية، لإعداد لائحة جديدة خاصة بمرفق الغربية، ورفعها لرئاسة الوزراء ووزارة المالية. وقال إنه اتضح من الفحص ضرورة إصدار القرار الجمهوري، حيث وجدت اللجنة أن تاريخ إنشاء هيئة الإسكندرية يرجع إلى عهد الملك فاروق الأول، وتاريخ إنشاء هيئة القاهرة يرجع إلى عام 1971 بقرار جمهوري، وبالتالي مرفق الغربية حتى يتحول إلى هيئة نقل عام يحتاج إلى قرار جمهوري. وأوضح رئيس اللجنة النقابية للعاملين بالمرفق تناقص أعداد الأوتوبيسات العاملة إلى 190 أوتوبيسًا فقط بطنطا والمحلة، بما فيها المعطل، بالمقارنة بالقاهرة التي يوجد بها 3500 أوتوبيس، لافتا إلى تقديم مذكرة لمحافظ الغربية باحتياج المرفق 300 ألف جنيه؛ لإصلاح 20 أوتوبيسًا من حصيلة الأوتوبيسات المعطلة بالجراجات. وأضاف "شلبي" أن المرفق ظل يؤدي دوره الحيوي في خدمة نقل الركاب وتخفيف العبء عن الدولة، حتى تعرض للانهيار بمرور الوقت، بسبب اللوائح "العقيمة"- بحسب تعبيره - التي كانت تعطل شراء قطع الغيار، واستيراد مستلزمات وخامات معظمها رديئة المستوى، وغير مطابقة للمواصفات – بحسب وصفه، فضلا عن تحمل المرفق أعباء ضريبية باهظة، وارتفاع سعر السولار، أمام الالتزام بسعر تذكرة جنيه ونصف الجنيه للركوب. وأكد أن كل هذه العوامل كبدت المرفق خسائر فادحة، وصعوبة توفير الاعتمادات المالية اللازمة لإجراء أعمال الصيانة والتشغيل، وأجور العمال، مشيرًا إلى أنه بتطبيق القرار ستكون هناك نقلة حقيقية للآلاف من المواطنين في الغربية ووسط الدلتا، وسيزداد أثرها إذا ابتعدنا عن الروتين والبيروقراطية في التنفيذ.
وأكد سعيد علي، سائق سابق بالمرفق، أنه لا أحد ضد التطوير، فهو مطلوب للنهوض بمنظومة مرفق النقل، لافتا إلى أن منظومة التطوير يجب أن تشمل ليس فقط الأوتوبيسات، ولكن أيضًا لا بد من مراعاة رواتب العاملين والسائقين بالمرفق، وضمان توفير قطع الغيار للأوتوبيسات، وتفعيل الصيانة والمتابعة الدورية لها، قائلًا: "مش علشان بطارية ولا فردة كاوتش تتغير تتعطل أوتوبيسات بالشهور لغاية ما تدخل مرحلة التكهين"، ومطالبًا كذلك بتطبيق سياسية الثواب والعقاب؛ لضمان منظومة وخدمة جديدة جيدة. وأشار ربيع غالي، نائب رئيس الحركة والتشغيل بالمرفق، إلى أن المرفق يعاني منذ سنوات طويلة أزمة مالية، أفقدته عددًا كبيرًا من السيارات، حيث كان يضم منذ عدة سنوات نحو349 سيارة بالمحلة وطنطا، بينما أصبح يعمل حاليا بطاقة 47 سيارة فقط، منها 35 سيارة بطنطا، و12 سيارة فقط بالمحلة، بينما هناك العشرات من السيارات معطلة وتحتاج للصيانة اللازمة لإعادة تشغيلها من جديد. ولفت أن المرفق عجز عن دفع أجور غالبية العمال، خاصة مع ضعفها، وهو ما أدى إلي انخفاض عدد العمال من 2167 بالمرفقين، إلي 430 بطنطا و554 عاملًا بالمحلة حاليا، بعد هجرة أصحاب الخبرة، من عمال الصيانة والسائقين، وهروبهم من جحيم المشكلات المزمنة بالخروج للمعاش المبكر، وهو ما أثر بالسلب على حركة وأداء المرفق. محافظ الغربية، أحمد ضيف صقر، أكد ل"بوابة الأهرام" أنه كلف طلعت منصور، سكرتير عام المحافظة، بدراسة تنفيذ قرار المجلس الخاص بتحويل المرفق إلي هيئة نقل عام، من خلال فحص لائحة هيئة النقل العام بالقاهرةوالإسكندرية، وتطبيقها على مرفق النقل الداخلي بالغربية، بما يوافق قانون الإدارة المحلية. وأشار المحافظ إلي أن إقرار مرفق النقل كمشروع خدمي وليس إنتاجيًا، ودعمه من الموازنة العامة للدولة، سوف يتم الانتهاء منه قريبًا، حفاظًا علي المرفق الحيوي الذي يؤدي خدماته لأبناء المحافظة والمحافظات المجاورة، وحتى يتم إنقاذه من الخسائر التي يتكبدها التي تصل إلي نحو 9 ملايين جنيه. من جانبه، قال سكرتير عام محافظة الغربية إنه جار دراسة شراء 10 أوتوبيسات جديدة؛ لدعم العمل علي خطوط المرفق بطنطا والمحلة الكبرى، بتكلفة مليون ونصف المليون جنيه، وكذلك جارٍ السير في الإجراءات القانونية، وخطة المحافظة لتحويل المرفق إلى هيئة نقل عام، أسوة بالقاهرةوالإسكندرية، والقضاء على نزيف الخسائر، وتحسين الخدمة للمواطنين.. أتوبيسات مرفق النقل الداخلى بالغربية أتوبيسات مرفق النقل الداخلى بالغربية أتوبيسات بمرفق النقل الداخلى بالغربية مكهنة بسبب تعطلها أتوبيسات بمرفق النقل الداخلى بالغربية مكهنة بسبب تعطلها أتوبيسات بمرفق النقل الداخلى بالغربية مكهنة بسبب تعطلها اللواء أحمد ضيف صقر محافظ الغربية مع محرر بوابة الأهرام عبدالمنعم العليمى عضو مجلس النواب أشرف العيسوى