الشيخ عكرمة صبرى ل«الشروق»: الاحتلال يستهدف «الأقصى» بمحاكمتى.. وسنظل ندافع عن مقدساتنا    "الرئاسة الفلسطينية": قرار مجلس الأمن بشأن غزة تحول كبير ومهم    الدوليون ينتظمون في مران الأهلي    غدا.. القاهرة السينمائى يختتم دورته ال46 ب«صوت هند رجب»    البنك المركزى: تثبيت أسعار الفائدة على الإيداع والإقراض    سعر الجنيه السوداني مقابل الدولار في بنك الخرطوم المركزي (آخر تحديث)    القبض على صاحب فيديو البلطجة يكشف ملابسات الواقعة في الجيزة    حتى الآن .. عدد الطعون على نتيجة انتخابات مجلس النواب يصل ل250 طعنا    عضو الحزب الجمهورى: إسرائيل لا تعترف بأى قرار ولا تحترم أى قرار دولى    «سمات روايات الأطفال.. مؤتمر مركز بحوث أدب الطفل تناقش آفاق فهم البنية السردية وصور الفقد والبطل والفتاة في أدب اليافع    في اليوم العالمي للطفل، تعلمي طرق دعم ثقة طفلك بنفسه    محافظة الجيزة: غلق كلي بطريق امتداد محور 26 يوليو أمام جامعة النيل غدا الجمعة    محافظ الفيوم يوجه بسرعة رفع مخلفات الطبقة الأسفلتية القديمة بشارع عدلي يكن لتيسير الحركة المرورية    جينارو جاتوزو: منتخب إيطاليا لا يزال هشا    الأهلي يهزم الجزيرة في مؤجلات دوري محترفي اليد    رئيس كوريا الجنوبية: أحب الحضارة المصرية وشعبنا يحبكم    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 20نوفمبر 2025 فى المنيا    الشيخ رمضان عبد المعز: العمل الصالح هو قرين الإيمان وبرهان صدقه    وكالة الطاقة الذرية تدعو إلى مزيد من عمليات التفتيش على المواقع النووية الإيرانية    مستشفى الناس تحتفل بتدشين أول وأكبر مركز مجاني لزراعة الكبد بالشرق الأوسط وتعلن تحولها لمدينة طبية    محافظ القليوبية يُهدي ماكينات خياطة ل 15 متدربة من خريجات دورات المهنة    إيقاف بسمة وهبة وياسمين الخطيب.. الأعلى للإعلام يقرر    الموسيقار عمر خيرت يتعافى ويغادر المستشفى    محافظات المرحلة الثانية من انتخابات النواب وعدد المرشحين بها    ارتفاع أسعار العملات العربية في ختام تعاملات اليوم 20 نوفمبر 2025    شركة مياه القليوبية ترفع درجة الاستعداد للمرحلة الثانية من انتخابات النواب    وزير الرياضة: نمتلك 55 محترفاً في دوري كرة السلة الأمريكي NBA    وزير الصحة يبحث مع سفير المملكة المتحدة تعزيز السياحة العلاجية بمصر    من زيورخ إلى المكسيك.. ملحق مونديال 2026 على الأبواب    الإثنين المقبل.. انطلاق القمة السابعة للاتحاد الأوروبي و الإفريقي في أنجولا    دوري أبطال أفريقيا.. تغيير حكام مباراة الأهلي والجيش الملكي المغربي    النائب محمد إبراهيم موسى: تصنيف الإخوان إرهابية وCAIR خطوة حاسمة لمواجهة التطرف    مجلس الوزراء يُوافق على إصدار لائحة تنظيم التصوير الأجنبي داخل مصر    محافظات المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب وعدد المترشحين بها    حل الأحزاب السياسية في مصر.. نظرة تاريخية    محافظ الأقصر يوجه بتحسين الخدمة بوحدة الغسيل الكلوى بمركزى طب أسرة الدير واصفون    الهلال الأحمر المصري يطلق «زاد العزة» ال77 محمّلة بأكثر من 11 ألف طن مساعدات    أسهم الإسكندرية لتداول الحاويات تواصل الصعود وتقفز 7% بعد صفقة موانئ أبوظبي    حكم صلاة الجنازة والقيام بالدفن فى أوقات الكراهة.. دار الإفتاء توضح    رئيس أزهر سوهاج يتفقد فعاليات التصفيات الأولية لمسابقة القرآن الكريم    إيقاف إبراهيم صلاح 8 مباريات    التضامن: نخطط لتحويل العاصمة الجديدة إلى مدينة صديقة للأطفال    إيمان كريم: المجلس يضع حقوق الطفل ذوي الإعاقة في قلب برامجه وخطط عمله    الغرفة التجارية بالقاهرة تنعى والدة وزير التموين    تأثير الطقس البارد على الصحة النفسية وكيفية التكيف مع الشتاء    الرقابة المالية تصدر ضوابط عمل لجنة حماية المتعاملين وتسوية المنازعات في مجال التأمين    جثة طائرة من السماء.. مصرع شاب عثروا عليه ملقى بشوارع الحلمية    تموين القليوبية: جنح ضد سوبر ماركت ومخالفي الأسعار    السبت المقبل.. «التضامن» تعلن أسعار برامج حج الجمعيات الأهلية    جنايات سوهاج تقضى بإعدام قاتل شقيقه بمركز البلينا بسبب خلافات بينهما    وزارة «التضامن» تقر قيد جمعيتين في محافظة الغربية    مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى: سنفرض عقوبات على عدد من الجهات السودانية    طقس الإسكندرية اليوم: ارتفاع تدريجي فى درجات الحرارة.. والعظمى 27 درجة مئوية    مواجهات قوية في دوري المحترفين المصري اليوم الخميس    د. شريف حلمى رئيس هيئة المحطات النووية فى حوار ل«روزاليوسف»: الضبعة توفر 7 مليارات متر مكعب من الغاز سنويًا والمحطة تنتقل إلى أهم مرحلة فى تاريخها    سيد إسماعيل ضيف الله: «شغف» تعيد قراءة العلاقة بين الشرق والغرب    أدعية الرزق وأفضل الطرق لطلب البركة والتوفيق من الله    عصام صاصا عن طليقته: مشوفتش منها غير كل خير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خلال 2017.. "الصحة العالمية" ترفع شعار "القضاء على التهاب الكبد الفيروسي"
نشر في بوابة الأهرام يوم 23 - 07 - 2017

تحيي منظمة الصحة العالمية وشركاؤها، يوم 28 يوليو، اليوم العالمي لالتهاب الكبد 2017، تحت شعار "القضاء علي التهاب الكبد"، حيث تتيح الفرصة لتعزيز الزخم في إطار جمع الجهود الرامية إلى تنفيذ الإستراتيجية العالمية الأولى التي وضعتها المنظمة لقطاع الصحة، بشأن التهاب الكبد الفيروسي للفترة 2016 - 2021، ومساعدة الدول الأعضاء على تحقيق الهدف النهائي المنشود، أي القضاء على التهاب الكبد.
وفي دورة جمعية الصحة العالمية ال69 بجنيف، تبنت 194 حكومة إستراتيجية التهاب الكبد الفيروسي العالمية التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية، والتي تضمنت القضاء على التهابي الكبد "ب وسي" في الأعوام ال13 القادمة، واستجابت المجتمعات لذلك، من خلال إطلاق حركة "‎Nohep" العالمية الأولى من نوعها، للقضاء على التهاب الكبد بحلول عام 2030، بهدف توحيد المجتمعات واتخاذ إجراءات مناسبة للوصول إلى أكثر من 300 مليون شخص، وإشراكهم في تسريع العمل.
وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلي أن التهاب الكبد الفيروسي يمثل مشكلة صحية عالمية رئيسية، ويتطلب استجابة عاجلة، حيث إن هناك نحو 325 مليون شخص مصاب بالتهاب الكبد.
وعلى الصعيد العالمي، أشارت التقديرات إلى إصابة 240 مليون شخص بالعدوى بفيروس التهاب الكبد B؛ وإصابة 80 مليون شخص بالعدوى بفيروس التهاب الكبد C؛ وهو ما تسبب في وفاة نحو 1.4 مليون حالة في جميع أنحاء العالم.
ووقع الاختيار على تاريخ 28 يوليو للاحتفال باليوم العالمي لالتهاب الكبد، إحياء لذكرى ميلاد الأستاذ باروخ صمويل بلومبرج، الحاصل على جائزة نوبل، مكتشف فيروس التهاب الكبد "ب"، ومستحدث أول لقاح ضده.
ويعد التهاب الكبد مرضا تسببه عدوى فيروسية في أغلب الأحيان، وهناك 5 فيروسات رئيسية تسبب ذلك الالتهاب، ويشار إليها بالأنماط A وB وC وD وE ، وتثير تلك الأنماط قلقاً كبيراً، نظراً لعبء المرض والوفاة الذي تسببه، وقدرتها على إحداث فاشيات وأوبئة، ومن الملاحظ، بوجه خاص، أن النمطين B وC يؤديان إلى إصابة مئات الملايين من الناس بمرض مزمن ويسببان سرطان الكبد.
ويحدث التهابا الكبد (A وE)، في غالب الأحيان، نتيجة تناول أغذية أو مياه ملوثة، أما التهابات الكبد (B وC وD) فتحدث عادة نتيجة اتصال مع سوائل الجسم الملوثة عن طريق الحقن، ومن الطرق الشائعة لانتقال تلك الفيروسات نقل دم ملوث أو منتجات دموية ملوثة، أوالأدوات الطبية التي تستخدم معدات ملوثة، وفيما يخص التهاب الكبد B، فإنه تنتقل عدواه من الأم إلى طفلها فى أثناء الولادة، ومن أحد أفراد الأسرة إلى الطفل، وكذلك عن طريق الاتصال الجنسي.
وقد تحدث عدوى حادة مصحوبة بأعراض محدودة، أو بدون أي أعراض على الإطلاق، أو قد تنطوي على أعراض، مثل اصفرار البشرة والعينين، والبول الداكن، والتعب الشديد، والغثيان، والتقيؤ، والآلام البطنية.
وكشفت بيانات منظمة الصحة العالمية الجديدة أن هناك ما يقدر بنحو 325 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يعانون فيروس التهاب الكبد B، أو فيروس التهاب الكبد C.
ويشير تقرير منظمة الصحة العالمية العالمي، بشأن التهاب الكبد لعام 2017، إلى أن الغالبية العظمى من هؤلاء الناس يعجزون عن الحصول على الاختبارات والعلاج المنقذ للحياة، ونتيجة ذلك يتعرض ملايين الناس لخطر التقدم البطيء لأمراض الكبد المزمنة والسرطان والوفيات.
وقالت الدكتورة مارغريت تشان، المديرة العامة السابقة لمنظمة الصحة العالمية: لقد أصبح التهاب الكبد الفيروسي تحدياً كبيراً للصحة العمومية، لافتة إلى أن اللقاحات والأدوية اللازمة لمعالجة التهاب الكبد متوافرة، ومنظمة الصحة العالمية ملتزمة بضمان توصيلها لكل من يحتاج إليها.
وذكر التقرير أنه على الرغم من أن الوفيات الناتجة عن التهاب الكبد "B" في زيادة، فإن الإصابات الجديدة به آخذة في الانخفاض، وذلك بفضل زيادة تغطية الأطفال بالتطعيم ضده.
وعلى الصعيد العالمي، تلقى 84% من الأطفال المولودين في عام 2015 الجرعات الثلاث الموصي بها من لقاح التهاب الكبد B، ففي حقبة ما قبل اللقاح (التي وفقاً لسنة الإدخال قد تتراوح من ثمانينيات القرن ال20 إلى مطلع القرن ال 21) و2015، انخفضت نسبة الأطفال دون سن 5 سنوات ممن يعانون الإصابات الجديدة من 4.7% إلى 1.3%، ومع ذلك، كان هناك نحو 257 مليون شخص، معظمهم من البالغين الذين ولدوا قبل إدخال لقاح التهاب الكبد B، يتعايشون مع التهاب الكبد B في عام 2015.
وأوضح التقرير تباين مستويات التهاب الكبد B بين أقاليم منظمة الصحة العالمية، مع تحمل الإقليم الإفريقي وإقليم غرب المحيط الهادئ العبء الأكبر للمرض، وفيما يلي معدل انتشار فيروس التهاب الكبد B حسب أقاليم منظمة الصحة العالمية:
إقليم غرب المحيط الهادئ: 6.2% من السكان (115 مليون نسمة).
الإقليم الإفريقي: 6.1% من السكان (60 مليون نسمة).
إقليم جنوب شرق آسيا: 2% من السكان (39 مليون نسمة).
إقليم شرق المتوسط: 3.3% من السكان (21 مليون نسمة).
الإقليم الأوروبي: 1.6% من السكان (15 مليون نسمة).
إقليم الأمريكتين: 0.7% من السكان (7 ملايين نسمة).
وتعتبر الحقن غير المأمونة في أماكن الرعاية الصحية وتعاطي المخدرات حقناً من أكثر الطرق شيوعاً لانتقال فيروس التهاب الكبد C ، وفيما يلي معدل انتشار فيروس التهاب الكبد C حسب أقاليم منظمة الصحة العالمية:
إقليم شرق المتوسط: 2.3% من السكان (15 مليون نسمة).
الإقليم الأوروبي: 1.5% من السکان (14 مليون نسمة).
إقليم غرب المحيط الهادئ: 1% من السكان (14 مليون نسمة).
الإقليم الإفريقي: 1% من السكان (11 مليون نسمة).
إقليم جنوب شرق آسيا: 0.5% من السكان (10 ملايين نسمة).
الإقليم الأمريكي: 1% من السكان (7 ملايين).
وذكر التقرير انخفاض معدل الوصول إلى العلاج، حيث لا يوجد الآن لقاح مضاد لفيروس التهاب الکبد، ناهيك عن أن الوصول إلي علاج فيروسي التهاب الكبد B وC لا يزال منخفضاً.
وتهدف إستراتيجية المنظمة بشأن القطاع الصحي العالمي المعنية بالتهاب الكبد إلى اختبار 90 %، وعلاج 80 % من المصابين بفيروسى التهاب الكبد B وC بحلول عام 2030.
ويشير التقرير إلى أن 9 % فقط من جميع حالات المصابة بفيروس التهاب الكبد B، و20% من جميع حالات التهاب الكبد C، تم تشخيصها في عام 2015. كما أن نسبة تقل عن 8 % ممن شخصت إصابتهم بفيروس التهاب الكبد (1.7 مليون شخص) تناولت العلاج، و7% فقط ممن شخصت إصابتهم بفيروس التهاب الكبد C، وعددهم 1.1 مليون شخص، بدأوا النظام العلاجي خلال تلك السنة.
وتتطلب العدوى بفيروس التهاب الكبد B علاجاً مدى الحياة، وتوصي منظمة الصحة العالمية حالياً بتعاطي دواء "تينوفوفير" الذي يستخدم بالفعل على نطاق واسع في علاج فيروس نقص المناعة البشري "الإيدز".
ويمكن علاج التهاب الكبد الوبائي C في وقت قصير نسبيا، باستخدام مضادات الفيروسات الفعالة، وأشار الدكتور غوتفريد هيرنشال، مدير الإدارة المعنية بفيروس نقص المناعة البشري في منظمة الصحة العالمية وبرنامج التهاب الكبد العالمي، إلي أننا ما زلنا في بداية جهود الاستجابة لفيروس التهاب الكبد، وأن كان الطريق أمامنا يبدو واعدا، حيث إن هناك المزيد من البلدان التي توفر خدمات التهاب الكبد لمن يحتاجون إليها، فتكلفة اختبار التشخيص تقل عن دولار أمريكي واحد. كما يقل علاج التهاب الكبد C عن 200 دولار أمريكي، ولكن البيانات تسلط الضوء بوضوح على الحاجة الملحة لضرورة رأب الثغرات المتبقية بين الاختبار والعلاج.
ويظهر تقرير منظمة الصحة العالمية العالمي، بشأن التهاب الكبد لعام 2017، أنه على الرغم من التحديات، تتخذ بعض البلدان خطوات ناجحة لتوسيع نطاق خدمات التهاب الكبد، حيث حققت الصين تغطية عالية (96%) بجرعة لقاح التهاب الكبد B التي تؤخذ عند الميلاد في الوقت المناسب، ووصلت إلى هدف مكافحة التهاب الكبد B، بتقليص معدل الانتشار ليقتصر على 1% للأطفال دون سن الخامسة في عام 2015 .
وأدرجت منغوليا علاج التهابى الكبد B وC في برنامج التأمين الصحي الوطني الذي يغطي 98% من السكان، وفي مصر خفضت المنافسة سعر علاج التهاب الكبد C، أما في باكستان فتتكلف الدورة نفسها أقل من 100 دولار أمريكي.
وقد حظي تحسين فرص الحصول على علاج التهاب الكبد C بدفعة قوية، في نهاية شهر مارس 2017، عندما قامت منظمة الصحة العالمية مسبقاً بتأهيل المكون الصيدلاني الجنيس النشط المعروف باسم "سوفوسبوفير"، وستمكن هذه الخطوة المزيد من البلدان من إنتاج أدوية التهاب الكبد بأسعار معقولة.
وذكرت المنظمة أن إقليم شرق المتوسط يشهد نحو 400 ألف إصابة جديدة بفيروس التهاب الكبد C سنوياً، والذي يعد أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بسرطان الكبد، موضحة أن إجمالي عدد المتعايشين مع التهاب الكبد C في الشرق الأوسط نحو 16 مليون شخص، وأشد المناطق تضرراً من المرض هي إفريقيا ووسط آسيا وشرقها، وفقا لبيانات المنظمة.
ودعت المنظمة إلى التوعية بالتهاب الكبد الوبائي الذي يصيب نحو 400 مليون شخص على مستوى العالم، و95 % من هؤلاء لا يعلمون بإصابتهم بالعدوى، وفق ما صرح به ستيفان ويكتور، رئيس فريق برنامج التهاب الكبد الوبائي العالمي.
وأضاف "ويكتور" أن التهاب الكبد الوبائي هو أحد الأمراض الذي لا يلفت انتباه الأشخاص، حيث إنه "مرض صامت"، وقد لا يكون لدى المصاب أي أعراض لعقود، فربما يكون الشخص قد أصيب بالتهاب الكبد الوبائي (ب) وهو طفل رضيع، أو ربما عبر تعاطي المخدرات عن طريق الحقن عندما كان في سن 16من عمره، على سبيل المثال، ولكن المرض لا يتطور ليصبح تليفاً في الكبد إلا عندما يكون المرء في الأربعين أو الخمسين أو الستين من العمر، وخلال هذا الوقت لا تكون لديه أية فكرة عن إصابته.
وأفاد "ويكتور" بأنه رغم انتشار فيروسات التهاب الكبد الوبائي بمعدلات مرتفعة عالمياً، فإن المنظمات الدولية المعنية بالصحة لا تضخ المزيد من التمويل لحملات توعية بالمرض مماثلة لحملات أمراض أخرى كالإيدز مثلا.
من جهتها، أشارت جومانة هرمز، مسئول فني قسم الإيدز والتهاب الكبد والأمراض المنقولة جنسيا بالمنظمة، إلى أنه على الرغم من أن المرض يشكل عبئاً كبيراً على المجتمعات في شتى المناطق في العالم، لكنه ومع الأسف قوبل بالتجاهل إلى حد كبير حتى وقت قريب، موضحة أن وسائل تشخيص وعلاج المرض ما زالت مكلفة، وقد تتخطى إمكانيات الدول النامية، خاصة تلك التي تعاني عبئاً كبيراً فيما يتعلق بمعدلات الإصابة بالتهابي الكبد الفيروسي B وC.
وحددت "هرمز" طرق الاستجابة لالتهاب الكبد الفيروسي حتى العام 2030، ضمن رؤية لعالم يتوقف فيه انتقال الفيروس، ويتمتع فيه جميع الأشخاص المتعايشين مع التهاب الكبد الفيروسي برعاية وعلاج مأمونين وفعالين ومنخفضي التكلفة، مشددة على أن ذلك يأتي بالإضافة إلى الدعم المقدم للدول لاتباع إستراتيجيات من شأنها تخفيض تكلفة العلاج بالأدوية المضادة للفيروسات ذات المفعول المباشر، لا سيما تلك المتعلقة بمعالجة التهاب الكبد C.
ويشير مصطلح "الأدوية المضادة للفيروسات ذات المفعول المباشر" إلى الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم، والتي تتمتع بآثار جانبية أقل، وبوسعها أن تشفي أكثر من 95% من الحالات باستكمال مقرر علاجي لمدة تتراوح بين 12 و24 أسبوعا فقط.
وعن وسائل الوقاية من المرض، ذكرت "هرمز" أنه توجد في جميع دول إقليم شرق المتوسط تدابير لتأمين سلامة الدم، تتضمن خلوه من فيروسي التهاب الكبد B وC، والتعقيم والاستخدام الآمن للمعدات الطبية، وتلقيح الأطفال ضد التهاب الكبد الفيروسي B عند الولادة، لافتة إلى أن هذه التدابير تبقى غير كافية، إذ أن الخدمات الصحية مستمرة في نقل العدوى بفيروس التهاب الكبد C على سبيل المثال، وهي تشكل وحدها 75 – 80 % من معدلات العدوى الجديدة في إقليم شرق المتوسط.
وشددت على أن هذه النسبة تدعو إلى المزيد من الجهود لتأمين سلامة الخدمات الصحية، حيث إنه يتوافر الآن لقاح فعال ضد التهاب الكبد B، ويتم حاليا استخدامه بشكل شبه معمم لدى الأطفال عند الولادة في معظم دول الإقليم، إلا أنه يقل استخدام اللقاح لإعطاء الجرعتين الملحقتين لتأمين الحماية الكاملة لهؤلاء الأطفال. كما يقل أكثر استخدامه بين الأشخاص الأكثر عرضة، كالعاملين في مجال الصحة، والسجناء، وعاملات الجنس، والرجال ذوي العلاقات الجنسية مع الرجال وغيرهم.
وحول أعداد المصابين بفيروس C في مصر، صرح د. محمد اسماعيل، مدير معهد الكبد والأمراض المتوطنة بالقاهرة، بأنه في أوائل عام 2000 أجرت وزارة الصحة مسحاً للأجسام المضادة لعينات عشوائية من مختلف محافظات الجمهورية، لمعرفة نسبة تقديرية لأعداد المصابين، والتى تراوحت بين 12 و15%.
وأضاف أنه في عام 2014 أجرت وزارة الصحة مسحاً أكثر دقة لمرضى فيروس سي، من خلال إجراء تحليل"VCR" لعينات عشوائية من مختلف المحافظات، وأثبتت أن نسبة الإصابة 7%، لكنه يرى أن الإحصاء غير كاف، لأن المرض منتشر في جميع المحافظات المصرية.
ورغم انتشار مرض التهاب الكبد الوبائي "C" في مصر، وتصدرها قوائم الدول المصابة، فإنه لا تتوافر إحصائية دقيقة لأعداد المصابين، بينما سجلت قاعدة بيانات وزارة الصحة مليونا ونصف المليون حالة من المتقدمين للحصول على عقار "سوفالدي".
وأكد الدكتور إسماعيل أن الوقاية من فيروسات التهاب الكبد الوبائي A، B، C تتم من خلال الأمصال، ويتوافر في مصر حاليا مصل فيروس التهاب الكبد الوبائي B، موضحا أن وزارة الصحة اعتمدت أخيرا عقار "هارفونين" بقائمة العلاج من فيروس سي، وهو جيل متطور لعائلة السوفالدي، وأثبت فاعليته أخيرا.
وحول التجربة المصرية في عقار مكافحة فيروس سي، قالت جومانة هرمز إن مصر تقدم مثالاً يحتذى به للدول الأخرى، بدءاً من مفاوضة الشركة المصنعة للأدوية لإتاحة الأدوية المضادة للفيروسات ذات المفعول المباشر بأقل من عشر ثمنها في الأسواق الدولية، إلى تحريك خدمة العلاج في المرافق الصحية وتنظيمها وتجهيزها وتفعيلها ضمن خطة عمل محددة.
وشددت "هرمز" على أنه، بالإضافة إلى العلاج، تأخذ مصر خطوات مهمة للوقاية، من شأنها أن تساعد في الحد من الإصابات الجديدة، لا سيما في القطاع الصحي، نذكر منها على سبيل المثال خطة الحقن الآمن في القطاع الصحي التي تنفذها بدعم من منظمة الصحة العالمية.
ومن المقرر أن تنظم منظمة الصحة العالمية، وحكومة البرازيل، والتحالف العالمي لمكافحة التهاب الكبد، القمة العالمية لمكافحة التهاب الكبد 2017، وهي الاتفاقية الرئيسية لمجتمع التهاب الكبد العالمي، والتي ستعقد في الفترة من 1 إلى 3 نوفمبر 2017 في مدينة ساو باولو بالبرازيل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.