عقد اليوم الإثنين، في القاهرة، المؤتمر ال 17 للجنة الهيدروجرافية لدول شمال المحيط الهندي، بحضور وزير النقل وقائد القوات البحرية الفريق أحمد خالد وعدد من قادة بحريات العالم. ورحب قائد القوات البحرية بالحضور، ومنهم الدكتور هشام عرفات، وزير النقل، وأعضاء الوفود، والضيوف، ناقلا لهم تحيات الفريق أول صدقى صبحى، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، وتحيات الفريق محمود حجازى، رئيس أركان حرب القوات المسلحة. وقال الفريق أحمد خالد، قائد القوات البحرية، إن المؤتمرات الهيدروجرافية تعتبر من الأهمية لتحسين التفاعل والاتصال بين المجتمع الهيدروجرافى وتتيح الفرصة للنقاش والتفاعل واللقاء وجهًا لوجه بدلا من التواصل عبر البريد الإلكترونى أو الهاتف. وقال: "لقد تم بذل الجهد فى تخطيط وتنفيذ وتحديد أولويات أعمال المسح الهيدروجرافى للمياه المصرية، ونجحت تلك الجهود فى تغطية جميع الموانئ المصرية الواقعة على طول الساحل المصرى بالبحرين المتوسط والأحمر وطرق الاقتراب لها بخرائط إلكترونية ذات اعتمادية، مشيرا إلى أنها توفر ملايين الدولارات كانت تدفع لمنظمات وجهات دولية لتوفير تلك الخرائط . وأضاف: "إنه لمن دواعي الشرف والسرور أن أكون مضيفًا للاجتماع؛ كما تعلمون جيدا هذه الاجتماعات تعتبر فرصة عظيمة أيضًا للمجتمعات الهيدروجرافية لتتفاعل مع الجهات العاملة فى المجال والهيئات الحكومية المهتمة بالمجال للمساهمة فى بناء القدرات وتوحيد المفهوم المشترك للقضايا الإقليمية؛ الأمر الذى يساعدنا جميعًا على العمل المشترك لتحقيق مكتسبات عظيمة فى مجال سلامة الملاحة البحرية". وتابع: "كما أنها فرصة جيدة لنرى ونتعلم الجديد من أحدث المعدات والبرامج ونشاهد عروضا تقديمية حول أحدث الأساليب العلمية ومدى التقدم فى المجال والاستفادة من الخبرات المكتسبة". وتحدث قائد القوات البحرية عن شعبة المساحة البحرية، حيث قال: "تأسست شعبة المساحة البحرية المصرية عام 1920 وتعتبر من أقدم المكاتب الهيدروجرافية فى المنطقة، وتم إنشاؤها فى الأصل بغرض دعم الأسطول البحرى المصرى تابعًا للتسلسل القيادى للقوات البحرية المصرية، ولقد تطورت شعبة المساحة البحرية المصرية بشكل ملحوظ عبر السنين لتصبح أحد أكبر المشاركين ذوي الدور الرائد فى مجال الهيدروجرافيا وتقدم الخدمات الهيدروجرافية للقطاعين العسكرى والمدنى". وأضاف: "فنحن نؤمن وبقوة أن بناء قدرة قوية لشعبة المساحة البحرية المصرية هو جزء هام من خطة تحول القوات البحرية المصرية إلى بناء قدرات قوات بحرية تعمل فى المياه العميقة (Blue Water Navy)". وتابع: "كما أود أن ألقى الضوء على التقدم الكبير الذى حققته شعبة المساحة البحرية (المكتب الهيدروجرافى الوطنى) بخطى متزامنة مع التطوير، الأمر الذى أهل مصر لتنتج خرائط مصرية دقيقة ومتناسقة وذات اعتمادية وذات دقة عالية تحت مظلة "منظمة الهيدروجرافيا الدولية IHO" للمساهمة فى الحفاظ على سلامة الملاحة البحرية، وكجزء من خطة مصر الطموح لتنمية محور قناة السويس، قامت شعبة المساحة البحرية بإنتاج خرائط إلكترونية وخرائط ورقية لخدمة حركة السفن التجارية العالمية المبحرة فى الخطوط الملاحية لقناة السويس". وقال: "إننا نتطلع إلى اجتماع مثمر ونشجع المشاركين على تحقيق أقصى استفادة من الفرص المتاحة وعدم التقيد، فليس هناك حكر على الأفكار الجيدة ونحن نثمن بصدق قوة مشاركة المعلومات بين أعضاء منظمة الهيدروجرافيا الدولية، وأتمنى بكل صدق النجاح لهذا الاجتماع وأن يحقق الأهداف المرجوة منه، إن هذا الحدث الهام يحظى بالدعم الكامل من القيادة العامة للقوات المسلحة التى تحرص دومًا على دعم العمل مع الشركاء الدوليين لتحقيق الهدف الإستراتيجى المصرى فى توفير مجال بحرى آمن للملاحة البحرية العالمية". واختتم كلمته قائلا: "أود أن أنتهز هذه الفرصة لأعرب عن عميق شكرى وتقديرى للجنة الهيدروجرافية لدول شمال المحيط الهندى وجميع الأطراف المعنية وأتمنى استمرار وازدهار العلاقات الجيدة والتعاون المثمر مع المجتمع الهيدروجرافى على مر السنوات". وعقد قائد القوات البحرية مؤتمرًا صحفيًا عقب افتتاح المؤتمر الدولي السابع عشر للمساحة البحرية، موضحًا أهمية المؤتمر في زيادة التعاون بين الدول المشاركة من أجل مواجهة التحديات. وعن مكتسبات مصر من تولى رئاسة اللجنة الإقليمية لدول شمال المحيط الهندي 2016 - 2017 قال: "تأتي أهمية المؤتمر في تحقيق التواصل مع جميع الدول الأعضاء في المجتمع الدولي للهيدروجرافيا وبناء علاقات أساسها المصالح المشتركة وعلى أساس كون مصر دولة رائدة، الأمر الذي يؤدي إلى استفادة مصر من تجربة الدول الأخرى التي لها السبق في هذا المجال، فضلا عن زيادة فرصة مصر في الفوز بالترشح من خلال لجنة إقليم دول شمال المحيط الهندى لتكون إحدى الدول الأعضاء بالمجلس الأعلى للمنظمة الدولية للهيدروجرافيا، كما أنه يعمل علي زيادة فرصة مصر في الاستفادة من تدريب الكوادر المصرية الجديدة تحت مظلة المنظمة الدولية للهيدروجرافيا ضمن برنامج التنمية البشرية". وعن مكتسبات مصر من المشاركة فى المؤتمرات واللجان الإقليمية للمنظمة الدولية للهيدروجرافيا، قال: "ظهور مصر في مصاف الدول الرائدة والتي لها السبق في المجتمع الدولي للهيدروجرافيا، وذلك من خلال التمثيل القوي والحضور الفعال للقوات البحرية "شعبة المساحة البحرية"، بالإضافة إلى انضمام مصر إلى مصاف الدول الرائدة في المنظمة منذ بدء المشاركة في فعاليات اللجنة الإقليمية لدول شمال المحيط الهندي، وذلك من خلال العمل على استصدار الأرقام الدولية "International Numbers" للخرائط البحرية المصرية التي يتم إنتاجها بمعرفة "شعبة المساحة البحرية". كما تم الحصول على موافقة المنظمة الدولية للهيدروجرافيا على منح خرائط قناة السويس والتي تنتجها "شعبة المساحة البحرية" أرقاما دولية (INT.Number) رسميًا بتاريخ 15/7/2015، بخلاف سعي الدول التي ترغب في إنتاج خرائط بحرية دولية لمياهها الإقليمية بالامتثال بنموذج التجربة المصرية والاستعانة بخبرة المكتب الوطني المصري، والمساهمة في ملف الإنجازات الدولية للقوات البحرية "شعبة المساحة البحرية" مجال الهيدروجرافيا كعامل أساسي في اجتياز مصر المراجعة الإلزامية للمنظمة البحرية الدولية (IMO)". وعن دور القوات البحرية في اجتياز المراجعة الإلزامية التي تمت على مصر بمعرفة المنظمة البحرية الدولية (IMO) في نوفمبر 2016، كشف: "تشمل المراجعة الإلزامية التحقق من اضطلاع الدول الأعضاء بواجباتها ومسؤلياتها تجاه الصكوك الإلزامية الدولية الصادرة عن المنظمة البحرية الدولية، ومن ضمن ذلك اتفاقية سلامة الأرواح في البحار SOLAS والتي تحتوي في الباب الخامس على الخدمات الهيدروجرافية التي من الواجب على الدول الأعضاء تقديمها". وقد أولت القوات البحرية اهتمامًا كبيرًا للاضطلاع بدورها في اجتياز مصر للمراجعة الإلزامية، وقد تمت زيارة المنظمة البحرية الدولية IMO لشعبة المساحة البحرية، حيث تم تقديم عرض عن كيفية قيام شعبة المساحة البحرية (مكتب المساحة الوطني) بمصر بواجباتها في أعمال المسح البحري وإنتاج الخرائط الورقية والإلكترونية، حيث دار العديد من المناقشات بين الوفود الحاضرة وضباط شعبة المساحة البحرية عن كيفية تنفيذ الأعمال المساحية وما هي المعايير التي تتبعها شعبة المساحة البحرية، وقد أشاد وفد المنظمة البحرية الدولية بالدور الذي تقوم به شعبة المساحة البحرية في التأمين الملاحي والهيدروجرافي للموانئ والمياه المصرية، ما كان له تأثير إيجابي في نقاط القوة أثناء إعداد فريق المنظمة التقرير النهائي للزيارة". وعن دور القوات المسلحة في دعم القوات البحرية شعبة المساحة البحرية، قال: "تحرص الدولة المصرية على تعزيز قدرات المسح البحري الهيدروجرافي لشعبة المساحة البحرية عن طريق إمدادها بأحدث الأجهزة والمنظومات والبرمجيات المتاحة بالأسواق العالمية بما يتيح تقديم أعلى مستويات الدقة والاعتمادية لما تقدمه من خدمات هيدروجرافية". ويتكون فريق العمل بشعبة المساحة البحرية سواء الميداني أو المكتبي، من مجموعة من أكثر الكوادر الفنية تأهيلًا واحترافًا من حيث الخبرة في مجال المساحة البحرية والأرصاد الجومائية، وكذلك من حاملي الدرجات العلمية العليا من ماجستير ودكتوراه في مجال المسح البحري الهيدروجرافي وإنتاج الخرائط البحرية.