قالت الدكتورة سهير حواس، أستاذ العمارة والتصميم المعمارى بجامعة القاهرة، إن القاهرة الخديوية هى إحدى خزائن مصر المملوئة بأثمن الجواهر النفيسة، فهي تضم الكثير من المبانى التراثية، التى عانت لسنوات من الإهمال والتعدى عليها، مشيرة إلى أنها مليئة بالقيم التاريخية والجمالية السياحية والاجتماعية، وأيضا الاقتصادية، ومزيج رائع يعبر عن تاريخ مصر الحديث. وأضافت "حواس"، أن حكام مصر الثلاثة، وهم الخديو إسماعيل وتوفيق وعباس حلمى، تركوا بصمة معمارية وحضارية كبيرة فى مصر، فقد وضع الخديو إسماعيل مخططًا جديدًا، وخرج من النسيج المعمارى القديم، فمن خلاله عرفت القاهرة الميادين بشكلها الحالى، وتمت معرفة أن واجهات المبانى، هى أحد أهم عوامل رسم خريطة المنطقة بالكامل، فقد كانت منطقة وسط البلد "الإسماعيلية" _نسبة للخديو إسماعيل_ تتعرض للفيضانات وتغرق حتي أعيد تخطيطها من جديد. وأوضحت أستاذ العمارة والتصميم المعمارى بجامعة القاهرة، أن كوبرى قصر النيل، تم فيه عمل مزج بين التراث الفرعوني والتراث الغربي، حيث تم إنشاء مسلات خلف أسود قصر النيل الأربعة، بالإضافة إلى عراقة المبانى التى تجلت فيها تكنولوجيا المعمار المستخدم فى بناء العمارات وتخطيط الشوارع فى هذا الوقت، مؤكدة على أن هناك تناغمًا كبيرًا بين المبانى بمنطقة القاهرة الخديوية. وأكدت الدكتورة سهير حواس، أن هناك المعماريين المصريين، الذى جاءوا بعد عصر المعمار الأجنبى بمنطقة وسط البلد، وبنوا بمحيط هذه المبانى العظيمة، حرصوا على عدم المساس بهذه المناطق، لأنهم اعتبروها متحفًا كبيرًا للمعمار. وانتقدت الدكتورة سهير حواس، ما تم من إهمال بالمبانى التاريخية بوسط البلد، خاصة قبل بدء تطوير هذه المبانى، واستشهدت بمبنى مول طلعت حرب، فعند بناء المول تم هدم قبة من القبتين اللتين كانتا يزينان المبنى، وكان هناك نية لهدم القبة الأخرى، كما انتقدت كثرة الإعلانات، وعبرت قائلة: "القاهرة أصبحت سوبر ماركت كبير بسبب الإعلانات".