يشارك الرئيس عبدالفتاح السيسى، اليوم الأحد، فى قمة تجمع دول "فيشجراد"، بالعاصمة المجرية بودابست، بدعوة من الرئيس المجرى، فيكتور أوربان، وبذلك يكون الرئيس السيسى، أول رئيس عربى وشرق أوسطى، تتم دعوته لحضور القمة. تعد قمة "فيشجراد ومصر"، الأولى من نوعها، للتجمع مع أي من دول الشرق الأوسط، كما أن مصر هي ثالث دولة تعقد مع دول التجمع اجتماع قمة، بعد كل من ألمانياواليابان. وتعكس قمة "فيشجراد ومصر" حرص الجانبين على تطوير العلاقات بينهما، والتباحث بشأن مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، حيث من المقرر، أن تتناول عدداً من الموضوعات، وعلى رأسها دور مصر في منطقة الشرق الأوسط، والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، وأمن الطاقة، وبحث فرص تطوير العلاقات التجارية والاستثمارات بين الجانبين، فضلاً عن سبل تطوير التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي، الذي تتمتع دول التجمع بعضويته. شُكلت قمة "فيشجراد ومصر" في مطلع التسعينيات، تضم أربع دول هي المجر والتشيك وبولندا وسلوفاكيا، تتغير البلاد التي تتولى رئاسة المجموعة في يوليو من كل عام، جميع الدول الأربع في مجموعة "فيشجراد" هي بلدان مرتفعة الدخل، أكثر البلدان نموا في المجموعة هي الجمهورية التشيكية، وتعد مصر أول دولة من الشرق الأوسط تُدعى لحضور هذه القمة، والدول التي سبق لها الحضور بالقمة اليابانوألمانيا. تعرف قمة "فيشجراد" أيضا بVisegrád Group أو Visegrad four، واختصارا تعرف بمجموعة V4، وتتكون من دول سلوفانيا وبولندا والمجر والتشيك، وتعد التكتل السياسى والاجتماعى والثقافى لدول أوروبا الوسطى، خاصة أن تلك الدول تحظى بثقافات شبه متقاربة، تعد إحدى القوى المؤثرة داخل الاتحاد الأوروبي بعد مجموعة العشرين، والدول الأربع في قمة "فيشجراد" هي بلدان مؤيدة للطاقة النووية، وتسعى إلى توسيع أو العثور على صناعة للطاقة النووية. أطلق اسم التجمع على اسم مدينة "فيشجراد" الواقعة فى شمال العاصمة المجرية بوادبست، على الضفة اليمنى من نهر الدانوب، تلك التى اجتمع فيها زعماء التحالف للمرة الأولى فى 15 فبراير 1991م. -يطلق فى بعض الدوريات اسم مثلث فيشجراد على هذا التحالف، نظرًا لأنه كان يتكون فى البداية من ثلاثة دول فقط، هى تشيكوسلوفاكيا والمجر وبولندا، قبل أن تنفصل الجمهوريات التشيكوسلوفاكية، وتنبثق عنها دولتا التشيك وسلوفاكيا، وبالتالى تنضمان إلى التحالف، ويصبح تحالفا رباعيا. - بعد نحو 13 عامًا من تأسيس الحلف، انضم كل أعضائه إلى الاتحاد الأوربى، وتحديدا فى يوم الأول من أبريل بالعام 2004م، ليصبح واحدا من أقوى التحالفات الثقافية والاقتصادية والعسكرية والسياسية فى أوروبا. -ليس جديدا أن تشارك مصر فى اجتماعات هذا الحلف، ففى مايو من العام 2014، شارك وزير الخارجية المصرى، نبيل فهمى، فى أعمال المؤتمر لأول مرة على مستوى وزراء الخارجية. -تطورت العلاقات بين مصر ودول المجموعة، وفى اليوم الأول من يونيو بالعام 2016، زار بيتر سيزيارتو، وزير الخارجية المجرى، نظيره سامح شكرى، وعقدا جلسة مباحثات، استهدفت الاستفادة المتبادلة، وفتح مجالات للتعاون بين بلدان فيشجراد والقاهرة. - قبل ذلك بأعوام قليلة، نجحت مصر فى استخلاص مواقف دولية، من قبل دول المجموعة، مؤيدة للنهج المصرى فى السياسة الداخلية، خاصة سلوكها إزاء مكافحة العنف والتطرف والإرهاب، وكانت دول المجموعة بلا استثناء من الأطراف الأوروبية المرحبة بالانتقال السياسى فى صيف 2013. -فى 20 ديسمبر من العام الماضى 2016، استقبل سامح شكرى، وزراء خارجية مجموعة فيشجراد، فى إطار تثبت آليات التشاور بين مصر والمجموعة، فى ظل إستراتيجية "فيشجراد مصر"؛ ما يعنى أن مصر تضع هذه المجموعة ضمن أهم أولوياتها فى السياسة الخارجية. - لم توجه دول المجموعة أى دعوة إلى أى طرف خارجى من ذى قبل، سوى ألمانياواليابان ومصر، ما يشير إلى أن مصر ثالث أهم دولة بالعالم من المنظور الفيشجرادى، ويعد الرئيس السيسى، أول رئيس عربى وشرق أوسطى، يتلقى الدعوة من المجموعة للحضور، وبالتالى يصبح أهم زعيم عربى، وشرق أوسطى، من وجهة نظر الدول أعضاء المجموعة. -تستهدف مصر الاستفادة من التجارب الاقتصادية لدول المجموعة، خاصة أن كل الدول الأربع الأعضاء فى المجموعة من الدول ذات الدخول العالية والاقتصاد المستقر، وتحظى بفرص استثمارية كبيرة، ومن الدول التى حققت قفزات اقتصادية فى غضون أعوام قليلة. -تعتبر دول المجموعة المناطق السياحية المصرية على رأس المقاصد الترفيهية والأثرية، التى يجب زيارتها على مستوى العالم، ويعتبر مواطنو تلك الدول شواطئ البحر الأحمر أهم مناطق بحرية سياحية فى العالم؛ ولذلك تسعى السياسية المصرية إلى زيادة أعداد السائحين من مواطنى تلك الدول لدعم القطاع السياحى. -يعول المسئولون فى دول المجموعة على التعاون الاقتصادى مع مصر، خاصة أن آليات التنسيق الاقتصادى، شملت دراسات جديدة للتعاون فى مجالات الزراعة ومعالجة المياه والسكك الحديدية وإنتاج الآلات والسياحة والسياحة العلاجية، فضلًا عن تشجيع الشركات على إقامة مشروعات مشتركة، وفتح أسواق ثالثة فى الشرق الأوسط وإفريقيا، إلى جانب الاهتمام بنقل التكنولوجيا، من خلال إقامة مشروعات مشتركة بين القاهرة ودول فيشجراد. -تسعى القاهرة ودول فيشجراد، للبناء على بروتوكول التعاون الأمنى، الذى تم توقيعه بين الرئيس السيسى والرئيس المجرى، فى خلال زيارة الأول إلى بودابست قبل نحو عامين، وخاصة فى مجالات مكافحة الإرهاب، فى وقت يشهد فيه تنظيم "داعش" أيامه الأخيرة بالإقليم. -المنظمة الوحيدة القوية للتعاون مع القمة هي صندوق "فيش جراد" الدولي، الذي أُنشئ عام 1999، ومقره في براتيسلافا، وتبلغ ميزانيته السنوية 8 ملايين يورو، اعتبارا من عام 2014.