قال النحات صلاح حماد، إن حركة النحت في مصر، تشهد ازدهارًا غير مسبوق، حيث أصبحت مصر تمتلك عددًا كبيرًا من النحاتين المَهرة من مختلف الأجيال، الذين يقدمون معارض نوعية. ورأى "حماد، خلال حديثه ل"بوابة الأهرام"، أن العوامل التي ساهمت في تقدم فن النحت في مصر، ترجع إلى انتشار ورش العمل وسمبوزيومات النحت، كذلك افتتاح عدد كبير من الجاليريهات كنوافذ للعرض، فضلًا عن إنشاء عدة مسابك لصب البرونز بمصر. ويستطرد: "عندما بدأت عمل برونز عام 1993، قمت بتنفيذه في إيطاليا، حيث لم يكن لدينا مسبك لصب البرونز في مصر آنذاك، فضلًا عن انتشار الجوائز وسفر الفنانين، وكذلك ارتفاع سعر الأعمال الفنية من العوامل التي ساهمت في ازدهار حركة النحت". أما عن المشهد التشكيلي بشكل عام، يقول: "المشهد التشكيلي سريع جدًا لكن آلية التفكير به قليلة جدًا، فكل ما يشغل الفنان هو أن يقيم المعرض، والحرص على الاستمرار في العرض كي يظل موجودًا بمعرض كل عام، حتى إن لدينا مصورين يقيمون معرضين أو ثلاثة في العام الواحد، ومن هنا نجد حالة اجترار لنفس التجربة". ويعترف النحات حماد، بأن النحات يواجه تحديًا صعبًا على عكس المصور أو الرسام، ويتمثل ذلك التحدي في توفير المكان بأدوات وشروط معينة لمناخ العمل في هذا المجال، وارتفاع تكلفة الخامة والمكان الذي يكون عائقًا لفنان شاب في بداية مشواره، ومن هنا يؤكد أن النحات، يكون بمثابة محارب في مجال صعب. ورغم تميز النحات صلاح حماد في مجال النحت فإننا لم نشهد له معرضًا فرديًا منذ سنوات، فيعلق بقوله: "بالفعل بعد أن قمت بحجز قاعة للعرض وجدت أنني لم أنته من الإعداد للمعرض لأن النحت يستغرق وقتًا، ولكني ربما أقدم معرضًا استعاديًا قريبًا". وحول اتجاهه الفني يقول: "أتبع المدرسة التكعيبية منذ بدايتي عام 1988، وهو اتجاه صعب إذ تكمن صعوبته في استمراريته، وعندما بدأت قدمت معرضًا بمجمع الفنون ومن ثَمّ تم نقله للقاعة المستديرة بنقابة التشكيليين وافتتحه الفنان فاروق حسني ثم طلب إقامة ندوة عنه". صمم "حماد" 49 تمثالًا بميادين وحدائق مختلفة بدول العالم، ومن ثم يشير إلى عدة عوامل لابد من مراعاتها في تمثال الميدان ومنها؛ مراعاة محيط الميدان الذي يوضع به التمثال، فتمثال الميدان يختلف عن قرينه الذي يُعرض بالجاليري، حيث يحتاج دراسة ورؤية جيدة وإحساسا بالنسب". ويستكمل: "لدينا نحاتون كثيرون يغفلون ذلك وحتى من يعلمونه لا تتم الاستعانة بهم، فرؤساء الأحياء والمحافظون لا يلجأون للفنانين المتخصصين أو الأكثر دراية بهذا المجال". وينتقد "حماد" آلية ترميم بعد الأعمال ويقول: "لا يوجد تمثال برونز يتم " تبتينه" أي تلوينه كل عدة سنوات مثلما يحدث لتماثيل أسود قصر النيل، كلما كان التمثال قديمًا كلما ازداد جمالًا، الطبيعة تسهم في تجميله، لذا من الخطأ ترميم هذه التماثيل". وعما إذا كانت الفكرة تفرض نفسها أم المادة لديه يقول: "عندما أرسم الاسكتش لا يكون بذهني شيء، لكن بمجرد الانتهاء منه أحدد آلية تنفيذ هذا التمثال وشكل القاعدة وطبيعة الخامة ولونها، هل سيتم تنفيذه بخامة الخشب أو الحجر أو البرونز". أحد أعمال الفنان صلاح حماد أحد أعمال الفنان صلاح حماد الفنان صلاح حماد