جاءت استقالة نائب دائرة العمرانية بالجيزة محمد فؤاد من مجلس النواب لتلقي الضوء على التغييرات التي شهدتها 8 مقاعد داخل البرلمان، منذ انعقاد المجلس بموجب قرار رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي، رقم 561 لسنة 2015، والتي كانت لأسباب متنوعة ما بين: الموت المفاجئ، والاستقالة، وإسقاط العضوية بفرمان من النواب. عقدت الجلسة الأولى لمجلس النواب الحالي في 10 يناير 2016، بإجمالي عدد مقاعد بلغ 596 مقعدًا، جلس عليها 448 نائبًا حصلوا على عضوية البرلمان وفقا للنظام الفردي، و120 نائبا فازوا بالعضوية وفقًا لنظام القوائم المغلقة المطلقة، إضافة إلى 28 عضوا تم تعيينهم بموجب القرار الجمهوري رقم 560 لسنة 2015 الصادر في 31 ديسمبر 2015. ونظمت المادة 25 من القانون رقم 46 لسنة 2014، المعروف باسم "قانون مجلس النواب"، عملية خلو مقعد أحد الأعضاء المنتخبين، والتى تنص على أنه "إذا خلا مكان أحد الأعضاء المنتخبين بالنظام الفردي، قبل انتهاء مدة عضويته بستة أشهر على الأقل، أُجرى انتخاب تكميلي، فإذا كان الخلو لمكان أحد الأعضاء المنتخبين بنظام القوائم حل محله أحد المرشحين الاحتياطيين وفق ترتيب الأسماء الاحتياطية من ذات صفة من خلا مكانه، ليكمل العدد المقرر، فإذا كان مكان الاحتياطي من ذات الصفة خاليًا، يصعد أي من الاحتياطيين وفق أسبقية الترتيب أيًا كان صفته، وفي جميع الأحوال يجب أن يتم شغل المقعد الشاغر خلال ستين يومًا على الأكثر من تاريخ تقرير مجلس النواب خلو المكان، وتكون مدة العضو الجديد استكمالا لمدة عضوية سلفه". وطبقت تلك المادة للمرة الأولى على مقعد الرئيس السابق لائتلاف "دعم مصر" اللواء الراحل سامح سيف اليزل الذي وافته المنية بمستشفى السلام الدولى فى المعادي، يوم 4 إبريل 2016، عقب صراع طويل مع المرض. وكان "سيف اليزل" قد حصل على عضوية مجلس النواب بعد فوز قائمة "في حب مصر" بدائرة قطاع القاهرة ووسط وجنوب الدلتا في الانتخابات، والتى ضمت 45 اسمًا تصدرهم "سيف اليزل"، إضافة إلى قائمة أخرى احتياطية تضم العدد والصفات نفسها. ووفقًا للمادة المذكورة سلفًا، فإنه يحل محل "سيف اليزل" من يقابله فى الترتيب والصفة من القائمة الاحتياطية للدائرة نفسها، لذلك خلفه على المقعد نادر مصطفى صديق، دون انتخاب تكميلي. وتنص المادة الخامسة من قانون مجلس النواب على أن "تتضمن كل قائمة اتنخابية عددًا من المرشحين يساوي العدد المطلوب انتخابه في الدائرة وعددًا من الاحتياطيين مساويًا له، وفي جميع الأحوال يجب أن يتوافر في المرشحين الاحتياطيين الأعداد والصفات نفسها في القائمة الأساسية". وتكرر الموقف نفسه بعد 6 أشهر مع نائبة المنوفية أميرة رفعت التي فازت بمقعد المجلس بعد ترشحها على قائمة "سيف اليزل" نفسها، حيث لقت مصرعها في 9 أكتوبر 2016 جراء حادث تصادم تعرضت له بمدينة طور سيناء، خلال توجهها إلى شرم الشيخ للمشاركة في احتفالية "150 سنة برلمان"، لتحل محلها المرشحة في القائمة الاحتياطية شيرين القشاش. وعلى مستوى المقاعد الفردية، شهدت خمسة تغييرات عن طريق إجراء انتخاب تكميلي على المقاعد التي خلت بسبب الوفاة أو إسقاط عضوية النواب أو الاستقالة في خمس دوائر في محافظات مختلفة، هي: دائرة "طلخا ونبروه" بالدقهلية، ودائرة "مركز الفيوم" بالفيوم، ودائرة "حدائق القبة" بالقاهرة، ودائرة "أبوكبير" بالشرقية، ودائرة "تلا والشهداء" بالمنوفية، على التوالي زمنيًا. فقد تلقت اللجنة العليا للانتخابات في 2 مارس 2016 قرار مجلس النواب بإسقاط عضوية توفيق عكاشة، وخلو المكان الذي يشغله عن الدائرة الرابعة، ومقرها مركز شرطة طلخا ونبروه بمحافظة الدقهلية، على خلفية استضافته السفير الاسرائيلي حاييم كورين في منزله. وأجرى انتخاب تكميلي على المقعد لتعلن اللجنة العليا للانتخابات في 30 إبريل من العام الماضي فوز محمد ناجح الشورى. وجرت في الفيوم وقائع ثاني انتخاب تكميلي في المجلس الجديد، حيث تلقت اللجنة العليا للانتخابات في 8 مايو 2016 قرار مجلس النواب بخلو مكان الدائرة الثانية، ومقرها مركز شرطة الفيوم، بعد وفاة النائب محمد مصطفى الخولي، لتعلن اللجنة العليا في 27 يونيو 2016 فوز زوجة النائب المتوفى عبير محمد سليمان، المعروفة باسم "عبير الخولي"، بالمقعد. وبسبب الوفاة أيضًا أجرى انتخاب تكميلي في دائرة حدائق القبة على مقعد النائب سيد محمد فراج، بعدما أخطر مجلس النواب اللجنة العليا بخلو المقعد في 17 يوليو 2016، ليحسم المقعد حسين جاد، بعد انتخابات أعلنت نتائجها في 6 سبتمبر الماضي. بينما أعلنت اللجنة العليا لانتخابات تلقيها خطابين من مجلس النواب يومي 26 و27 فبراير 2017 على التوالي، يفيدان بخلو مقعدي وزير التموين الجديد على مصيلحي، في دائرة أبو كبير بالشرقية، ومقعد محمد أنور السادات، بدائرة تلا والشهداء. وتمت الدعوة لإجراء انتخاب تكميلي على مقعد "مصيلحي"، بعد استقالته من البرلمان، عقب تعيينه وزيرًا للتموين في التعديل الوزاري الأخير بفبراير الماضي، وعلى مقعد أنور السادات، بعد قرار "النواب" إسقاط عضويته، على خلفية اتهامه بالحط من قدر البرلمان وتشويه صورته خارج البلاد، لتعلن اللجنة في 22 إبريل الماضي رسميًا فوز محمد عبدالهادي حبيب في "أبوكبير"، وفخري عبد الله طايل في "تلا والشهداء". يبقى فقط أن أول حالة رحيل من مجلس النواب كانت من نصيب المستشار سري صيام، وذلك بعد 28 يومًا فقط من تاريخ انعقاد أول جلسة للبرلمان، حيث تقدم "صيام" باستقالته من المجلس في 6 فبراير 2016، بسبب تعرضه وفقًا لبيان الاستقالة إلى "التهميش المتعمد من قبل رئيس المجلس والمسئولين له، وتقليص دوره في القرارات المهمة". ولم يتم تصعيد مرشح مكانه، ولم ينظم انتخاب تكميلي على مقعده؛ لأنه كان ضمن قائمة المعينين ال28 من جانب رئيس الجمهورية التي أجازت له (الرئيس) المادة 27 من قانون مجلس النواب تعيين عدد من الأعضاء في المجلس لا يجاوز نسبة 5 % من عدد الأعضاء المنتخبين، نصفهم على الأقل من الخبراء، لتمثيل الخبراء وأصحاب الإنجازات العلمية والعملية في المجالات المختلفة، وفي ضوء ترشيحات المجالس القومية والمجلس الأعلى للجامعات ومراكز البحوث العلمية والنقابات المهنية والعمالية.