طرح الموقف الألماني من الأزمة القطرية - الخليجية تساؤلات بشأن علاقات برلينوالدوحة، وهل موقف الحكومة الألمانية يعكس بشكل أو بآخر موقف الاتحاد الأوروبي من التوترات الحاصلة بمنطقة الخليج، على خلفية الحملة التي تقودها السعودية والإمارات بمساعدة دول خليجية وعربية من أجل إجبار الدوحة على وقف دعمها للجماعات المتطرفة، وتوضيح موقفها من إيران؟ ورفض وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل الحصار المفروض على دولة قطر، مؤكدًا أن الدوحة شريك إستراتيجي لبلاده في مجال مكافحة الإرهاب. وقال غابرييل في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني: "قطع العلاقات وفرض الحصار أمور مرفوضة وغير مقبولة"، مضيفًا أن هذا الأمر ستكون له تأثيرات على ألمانيا. واعتبر الدكتور سعيد اللاوندي أستاذ العلاقات الدولية، أن الموقف الألماني إنما يعبر عن موقف برلين فقط، ولا يعكس بأي حال من الأحوال مواقف الاتحاد الأوروبي، خصوصًا أن الاتحاد الأوروبي يحتفظ بعلاقات متوازنة مع كل الأطراف. وفسر اللاوندي تصريحات المسئول الألماني على أنها مجرد محاولة منه للاحتفاظ بقنوات اتصال، حتى يمكن أن تكون هناك فرص لإقناع الدوحة دبلوماسيًا أو سياسيًا، بينما المقاطعة هي نوع من العقاب، وهو ما لم تريده ألمانيا، ولكن فكرة رفضها المقاطعة لا تعني أنها تدعم قطر في سياستها القائمة على دعم التنظيمات المتطرفة. ويبدو أن برلين لا تريد الدخول في محور ضد الآخر، ولا ترغب في احتسابها ضمن سياسة المحاور في هذه الأزمة تحديدًا، ولكنها حسب اللاوندي تخشى من تعرضها لعمليات إرهابية، كما تعرضت معظم بلدان أوروبا مثل فرنسا على سبيل المثال، ولذلك فهي مؤيدة لكل الخطوات التي من شأنها تقليص نفوذ التيارات الإرهابية. وتوقع "اللاوندي" أن تتم إثارة هذا الموضوع خلال اللقاء الذي سيعقد بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على هامش مؤتمر الشراكة مع أفريقيا ومستقبل التعاون الاستثماري الذي يعقد غدًا بألمانيا، مؤكدًا أن هناك تفاهمًا دوليًا على أن يكون مجلس التعاون الخليجي هو المنوط به حل تلك الأزمة. ولكن يبدو أن موقف ألمانيا من الأزمة الخليجية، كان موضع خلاف بين كثير من المراقبين والمتابعين، فبينما اعتبر البعض أن موقف برلين لا يعكس دعمًا ألمانيالقطر بالمعنى المعروف، وإنما هو مجرد موقف يعبر عن احتفاظها بعلاقات جيدة مع الأطراف، وما يعنيه ذلك من إعطاء فرصة لإقناع الدوحة بالتراجع عن سياستها العدوانية، قرأه البعض الآخر في سياق علاقات مصالح تربط ألمانيابقطر وتيارت سياسية يتم توظيفها بين الحين والآخر في قضايا إقليمية معينة. و قال مساعد وزير الخارجية الأسبق حسين هريدي إن العلاقة بين قطروألمانيا قوية جدًا؛ حيث توجد بينهم علاقات مشتركة من اقتصاد واستثمارات كبيرة، مضيفًا إن قطر ربما كانت بمثابة جسر أوقناة بين ألمانيا وبعض الجماعات الإقليمية لتحقيق مصلحة ما، مشيرًا إلى أن أعمال عنف قامت بها جماعات متطرفة داخل ألمانيا خلال مظاهرات ضد اليمين المتطرف، ما يفرض عليهم ضرورة مراجعة موقفهم من تركياوقطر. أستاذ العلاقات الدولية والزائر بجامعة كاليفورنيا د.أشرف سنجر أعاد إلى الأذهان موقف ألمانيا من مصر عقب ثورة 30 يونيو، مشيرًا إلى أن برلين غيرت موقفها تدريجيًا من الأحداث في مصر بعد الإطاحة بحكم الإخوان.