لم تبالغ الصحافة الألمانية حين وصفته ب" الصوت الذي يضرب علي أوتار القلوب"، فالرجل الذي لطالما ارتبط اسمه بعالم الإنشاد الديني والابتهالات، حتى صنفه البعض ب"ملك الإنشاد الديني وشيخ المبتهلين"، نصر الدين طوبار، صوت ملائكي وروحاني أخاذ، يأخذك حين يشدو إلي عالم آخر حيث السمو الروحاني والارتباط الوجداني بكل ما تسمع، ورغم رحيله مذ 31 عامًا إلا أنه بمثابة أسطورة تأبي الرحيل لارتباطنا العاطفي والوجداني بما ترك. عبر أثير الإذاعة لاتزال ابتهالاته بمثابة علامة الجودة الرمضانية، فقدم عشرات الابتهالات والأناشيد الدينية، فلم تكن "يا مالك الملك"، و"مجيب السائلين"، و"جل المنادي"، و"السيدة فاطمة الزهراء"، و"غريب"، و"يا سالكين إليه الدرب"، و"يا من له في يثرب"، و"يا من ملكت قلوبنا"، و"يا بارئ الكون"، و"ما بين زمزم"، و"من ذا الذي بجماله حلاك"، و"سبحانك يا غافر الذنوب"، و"إليك خشوعي"، مجرد كلمات شدا بها أوتغنى بألفاظها، لكنها كانت ترفع من درجة الذوق العام لدي الجماهير المتنوعة التي كانت تحرص ولا تزال على تستمع لهذا التراث الديني. 66 عامًا هو العمر الذي قضاه الشيخ نصر الدين طوبار طيلة حياته، قضى بعضها في حفظ القرآن مذ كان صغيرًا في السن، وكانت البيئة التي نشأ فيها وولد فيها عام 1920 بمحافظة الدقهلية تحديدًا بالمنزلة، ذات أثر كبير على تشكيل وعيه ووجدانه وتحديد بوصلة مستقبله. فبعد أن حفظ القرآن الكريم ذاع صيته في مدن وقرى محافظة الدقهلية ونصحه البعض أن يتقدم لاختبارت الإذاعة وبالفعل تقدم إلى اختبارات الإذاعة لكنه رسب خمس مرات متتاليات، حتى ضجر، إلا أن إصرار من حوله لاقتناعهم بصوته، دفعه إلى دخول اختبارات أصوات قراءة القرآن والإنشاد الديني للمرة السادسة، وكان أن نجح في السابعة. اختير مشرفًا وقائدًا لفرقة الإنشاد الديني التابعة لأكاديمية الفنون بمصر في عام 1980 شارك في احتفالية مصر بعيد الفن والثقافة كما أنشد في قاعة ألبرت هول بلندن وذلك في حفل المؤتمر الإسلامى العالمى. سافر إلى العديد من الدول العربية والأجنبية، تم تعيينه قارئا للقرآن الكريم ومنشدًا للتواشيح بمسجد الخازنداره بشبرا. قدم الشيخ نصر الدين طوبار ما يقرب من مائتي ابتهال، كتبها كبار الشعراء مثل أمير الشعراء أحمد شوقى وصالح جودت وعبد الفتاح مصطفى ومرسى جميل عزيز، كما ابتهل من الصوفية للبوصيرى والحصرى القيروانى ووضع لها كبار الموسيقيين القالب الموسيقى ومنهم بليغ حمدى وكمال الطويل منها ما ذكرناه سالفًا وأشهرها أيضًا: و"طه البشير"، و"لولا الحبيب"، و"كل القلوب إلى الحبيب تميل"، ليلة القدر"، و"رمضان اشرق"، و"يا حنان يا منان"، و"ياودودا"، و"أنا العبد المقر بكل ذنب"، و"مؤنسي في وحدتي"، و"يا نصير المظلومين"، و"يا سالكين الدرب"، و"فاطر الأكوان". لقائه بالموسيقار الكبير الراحل محمد عبدالوهاب كان له أثر كبير في حياته، فتعلم علي يديه المقامات الموسيقية وكان يري "عبد الوهاب" فيه بأنه صوت ممكيز وحنجرة ذهبية، وبعدها درس الموسيقى لمدة عام ليخوض عالم الإذاعة كمبتهل، بعد أن نصحه بأن يتوجه للموشحات الدينية والابتهالات، كما درس الشيخ "طوبار" اللغة العربية ورأى فيه محمد حسن الشجاعى، رئيس الإذاعة وقتها ، بأنه مكسب للإذاعة المصرية. كان أول من شدا احتفالًا بحرب السادس من أكتوبر أمام الرئيس السادات الذي كرمه أكثر من مرة، واصطحبه في زيارته للقدس وأدي الشيخ أروع الابتهالات هنالك، وكذا كرمه الرئيس الأسبق حسني مبارك في بادئ عهده بالرئاسة، ومنح ورثته نوط الامتياز من الطبقة الأولى بعد وفاته عام 1991. رسب ست مرات في اختبارات الإذاعة.. نصر الدين طوبار: "قيثارة الإنشاد الديني" أسطورة تأبي الرحيل| فيديو رباه - نصر الدين طوبار رسب ست مرات في اختبارات الإذاعة.. نصر الدين طوبار: "قيثارة الإنشاد الديني" أسطورة تأبي الرحيل| فيديو جل المنادي -نصر الدين طوبار رسب ست مرات في اختبارات الإذاعة.. نصر الدين طوبار: "قيثارة الإنشاد الديني" أسطورة تأبي الرحيل| فيديو يا إله العالمين- نصر الدين طوبار