تزخر القاهرة بالعديد من الأماكن التاريخية والأثرية التي تعتبر مقصدًا دينيًا وسياحيًا للكثير من مصر وخارجها، بين هذه الأماكن يقبع مسجد الحاكم بأمر الله الفاطمي، الذي يعد واحدًا من تحف العمارة الإسلامية وشاهدًا علي رصد جواهر الفنون الفاطمية. ويقع المسجد العتيق، الذي يتجاوز عمره حاجز ال1000 عام، في بداية شارع المعز لدين الله الفاطمي، وهو ملاصق لسور القاهرة الشمالي ولا يبعد إلا بضع خطوات عن بوابتي الفتوح والنصر، وللمسجد مكانة كبيرة في قلوب رواده الذين يتوافدون عليه من كل مكان، ويتزاحم الناس فيه خلال شهر رمضان. بني عام 380 ه في عهد العزيز بالله الفاطمي، لكنه توفى قبل إتمامه فأتمه ابنه الحاكم بأمر الله لذا نسب إليه وصار يعرف بجامع الحاكم، وتعد مساحته أقل قليلًا من مساحة جامع عمرو بن العاص وفى نهايتى واجهته البحرية (الشمالية الغربية) توجد مئذنتان تحيط بهما قاعدتان هرميتا الشكل وتتركب كل قاعدة من مكعبين يعلو أحدهما الآخر والمكعب العلوى موضوع إلى الخلف قليلا فوق السفلى ويبلغ ارتفاع الأخير ارتفاع أسوار الجامع وتبرز من كل من المكعبين العلويين مئذنة مثمنة الشكل وفى منتصف هذه الواجهة البحرية وبين المئذنتين يوجد مدخل الجامع الأثرى وهو أول مدخل بارز بنى في جامع القاهرة يغطيه قبو أسطوانى وفى نهايته باب عرضه 21ر2مترًا ومعقود بعقد أفقى من الحجر وهذا العقد والحائط الموجود فيه حديثا البناء ويوجد في المدخل عن اليمين وعن اليسار بقايا نقوش بديعة ارتفاعها 60ر1متر تكون طبانا في المدخل ويؤدى المدخل إلى صحن الجامع. أهمل المسجد لفترات طويلة حتى تحولت أروقته إلى مخازن للتجار المحيطين بالمنطقة، إذ أنها منطقة تجارية، حتى عصر الرئيس الراحل أنور السادات والذي طلبت طائفة البهرة الذين بدءوا في الهجرة إلى مصر، الإذن بتجديده بالجهود الذاتية، ودعي السادات إلى افتتاح المسجد، ومنذ ذلك الحين يقوم البهرة الذين هاجروا إلى مصر واستقروا بها كتجار وخصوصاً في منطقة القاهرة العتيقة والجمالية وما حولها برعاية الجامع، وهو مفتوح لجميع الطوائف بالصلاة به. كما وأن الكثيرين مِن الموحدين الدروز مِن البلدان العربية المجاورة يزورون الجامع أثناء تواجدهم في مصر للتبرُّك والصلاة. عمره أكثر من 1000 عام.. الحاكم بأمر الله: لؤلؤة معمارية بصبغة إسلامية | فيديو