نظمت نقابة الصحفيين، مساء اليوم، الإثنين، حفلًا لتأبين للدكتور السيد ياسين، أحد مؤسسي مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية. وقال عبدالمحسن سلامة، نقيب الصحفيين، إن اليوم له معني خاص لتأبين مفكر له طبيعية خاصة، لأنه حالة خاصة، فهو صحفي وباحث وسياسي ومفكر ورمز من رموز الأهرام. وأضاف نقيب الصحفيين، أنه طوال الوقت كان يمثل ذاكرة الأمة، ورجلًا موضوعيًا، لم تأخذه الرياح يمينا أو شمالا، رغم كل العواصف التي مر بها في حياته، كما أنه لم ينحي أبدا، وحافظ علي قوامه الثقافي والفكري والإنساني. وقال نقيب الصحفيين، إن السيد ياسين لم يكن عليه أي خلاف في مؤسسة الأهرام، ومركز الأهرام بشكل خاص، فالكل كان يعتبره الأخ والأب والصديق والأستاذ، قائلا: كان السيد ياسين دائم التواصل والحديث مع الشباب بكل طاقة وأمل، وهذا ما نفتقده الأيام الحالية، حيث نفتقد من يرعي الأجيال الشابة والناشئة ويستمع إليها. وأكد، أن السيد ياسين يستحق عمل فيلم تسجيلي عنه، وعمل عشرات الاحتفالات له، وهو ما سنقوم به الفترة المقبلة، وخصوصا أننا نعاني من محنة في الثقافة، مضيفا، أنها محنة طارئة تحتاج الكثير مثل ياسين، وأن ننهل من فكره وخبرته وكتاباته. ويعد السيد ياسين واحد من أهم المفكرين والكتاب، الذي ساهم بكتاباته المتعددة في لفت انتباه الأمة إلى ما تعانيه من مخاطر وتحديات، كما ساهم في نشر الوعي بأهمية العلم والمعرفة والثقافة، كما أنه لم يكن صحفيا في الأهرام فقط، بل كان علما من أعلام الصحافة والفكر في مصر، فهو واحد من قلائل أسسوا مركز الدراسات الإستراتيجية بالأهرام، وعشرات مثله في ربوع الوطن العربي، مرسين لتقاليد تحترم الفكر والرأي الآخر. و أثرى السيد ياسين المكتبة العربية بالعديد من الكتب والأبحاث والدراسات النقدية والمقالات. وتوفي الكاتب والمفكر المصري، السيد ياسين، يوم الأحد 19 مارس، عن عمر ناهز 84 عامًا، بعد صراع مع المرض. من جهته، قال رئيس هيئة الكتاب، هيثم الحاج، في كلمته التي ألقاها نيابة عن حلمي النمنم، وزير الثقافة، إن المفكر الراحل، كان متصلًا جيدًا بالفكر الإستراتيجي، ووضع مواثيق العمل الثقافي في مصر، فضلا عن كونه أهم المدافعين عن هوية الثقافة المصرية". وقال" لمست خلال التعامل معه الدقة في التفاصيل، بالإضافة إلى كونه متواضعا، حيث كان يجلس في أي ندوة في أي مكان، فكان مثالًا وصورة حقيقية للمثقف، الذي يفتح حوارًا مع مجتمع، أي كانت الظروف المتاحة". داعيا إلى إعادة قراءة إنتاجه وتراثه الفكري. وفِي السياق ذاته، قال محمد فايز، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن السيد ياسين ساهم في تشكيل أدوات البحث العلمي لعلم الاجتماع، وكان مصدر الإلهام لقيمة المشروع العلمي للباحث، فلا يوجد باحث بمركز الأهرام، لم يسأله السيد ياسين عن مشروعه البحثي الفكري. وأضاف، أن السيد ياسين بعبقرية نادرة، استطاع الجمع بين هيبة الكتاب الورقي، والناشر الإلكتروني، وكان مطلع بشكل دائم على المنشور الإلكتروني، فالقراءة في حياته، بالرغم من كبر سنه، كانت شيئًا أساسيًا، فقد كان يفوق الأجيال الصغيرة في الاطلاع. ولد "ياسين" يوم 3 سبتمبر 1933، وحصل على ليسانس الحقوق من جامعة الإسكندرية، وبدأ مسيرته العملية عام 1957 بالمركز القومي للبحوث، الذي استمر فيه حتى 1963، وشغل منصب مدير مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بمؤسسة الأهرام، من 1975 إلى 1994. حضر حفل تأبين للكاتب الراحل السيد ياسين، عبدالمحسن سلامة نقيب الصحفيين، ورئيس هيئة الكتاب، هيثم الحاج، نائبًا عن وزير الثقافة، وحسين الزناتي، الأمين العام المساعد، ورئيس لجنة النشاط بنقابة الصحفيين، وأيمن عبدالمجيد، عضو مجلس نقابة الصحفيين، وعماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة الشروق، وأسرة الكاتب الراحل، والعديد من قيادات مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية. قال مختار شعيب، عضو الجمعية العمومية بمؤسسة الأهرام، ومنظم حفل التأبين، إن الدكتور السيد ياسين يستحق الكثير، منا موجها الشكر لنقابة الصحفيين علي تنظيم حفل التابين. وأضاف شعيب، أن الدكتور السيد ياسين كان لديه مشروع فكري، وكان مطلعًا ويتبادل الأفكار والروئ مع زائريه. وأشار إلي أن السيد ياسين، أرسي الكثير من المواقف التي عكست دور المثقف العضوي المستقل، ولم يكن مثقفًا يغرد في الفضاء، ولكن كان مصلحًا اجتماعيًا خبيرًا، موضحا، أنه كان غزير الإنتاج وكثير الاطلاع وإسهاماته الفكرية تجاوزت القطر العربي. وقال عصام فرج، وكيل الهيئة الوطنية للصحافة، إن السيد ياسين كان عضوا بالمجلس الأعلى للصحافة لمدة تزيد عن 15 سنة، كما كان مشاركا بقوة في الدورات التدريبية التي ينظمها المجلس. وأضاف، أن السيد كان يدرس في كلية الإعلام جامعة مصر، وشرف بالاشتراك مع في دراسة ميدانية عن اتجاهات المصريين حول التصويت في الانتخابات البرلمانية، موضحا، أن النتائج كانت مماثلة لما شهدناه بعد ذلك، نتيجة منهجيته الشديد كما دقت هذه النتائج ناقوس خطر لما حدث بعد ذلك.