ما قولك في سباق الحواس؟ قالها صديقها المقرب. فسألته بشغف: وماذا تعني بتلك المدعوة "سباق الحواس"؟ أجابها: تعني شخصًا ما، يجعل كل حواسك تتسابق لتظهر مشاعرها تجاهه وتعلنها. سألته بانتباه: وكيف ذلك؟ فرد بجرأة لم تعتدها منه: عندما تجدين عينيك ترسل كافة مشاعرك وهي صامتة، وعندما يسرع أنفك ليشتم رائحة من يعشق رائحته، وعندما ترفض أذناك سماع أي صوت سوى الصوت الذي تحبه، وعندما ترفض يداك أن تمتد لتسلم على آخر سواه، هذا ما يدعى سباق الحواس. سباق لا تستطيعين فيه التحكم في حواسك؛ فهي سترسل إشاراتها سواء شئت أم أبيت. تساءلت بتعجب: صديقي الغالي يحب! فرد بشرود: بل، يعشق بجنون. اقتربت منه كي تخفض صوتها لئلا يسمعها من حولهم، متسائلة: أتعشق؟ فأجابها: آه نسيت أن أخبرك أن هناك عضوًا آخر نسي العلماء أن يضيفوه وهو أيضًا يتسابق مثلهم. فنظرت مترددة دون أن تنطق. فأجاب: القلب، إنه يكاد يخرج من الجسد بمجرد أن تقترب منه من يهواها، نبضاته تتسابق كي تخبرها كم يهواها. همست بخجل: وهل هناك في العالم من يستحق تسابق حواسك؟ فأجابها بهدوء: نعم، من أرى عينيها تقلق علي لمجرد التأخير، ومن أرى يديها تتهرب من يدي حتى لا تشعر يداي بشوقهم، ومن أرى أذنيها تنصت بإصغاء تام لأي حديث منى، ومن أراها تجبر شفتيها على عدم النطق باسمي حتى لا تفضح لهفتها في ذكره. والأهم هو: من أسمع نبضات قلبها وكأنها آلة موسيقية تدق بمجرد أن تراني. وبينما هي تسرع لتخرج أمسك بيديها وهو يهمس: حتى إنها تجبر قدميها التي ترفض التحرك على الهرب كعادتها.