أفلام قليلة تلك التى تناولت "الإيدز "ومنذ ظهور الخمس حالات الأولى في لوس أنجليس عام 1981 والسينما فى العالم ترصده بشىء من الحذر. وكان للسينما المصرية نصيبها من تناول مرض الأيدز أو فيروس نقص المناعة المكتسب، وكانت أولى التجارب الجريئة هى إقدام المخرج كريم ضياء الدين على تقديم فيلم "الحب والرعب" لشريهان ومحمود الجندى، وحسين الشربينى عام 1992، ولم يحقق الفيلم نجاحًا لشعور المشاهدين بحالة نفور من موضوع الفيلم الذى يبعث على التشاؤم. ولكن وبعد 20 عامًا تقريبا يأتى فيلم "أسماء " ليبعث من جديد التفاؤل فى نفوس المشاهدين الذين أكدوا أن التناول الذى قدمه المخرج عمرو سلامة فرض على المشاهدين أن يعيدوا النظر فى هذه النوعية من الأفلام. وقد سبق وأن كررت المخرجة إيناس الدغيدى تجربة تناول "الإيدز" فى السينما، وقدمتها فى فيلم "ديسكو ديسكو" من خلال شخصية شاب مصاب بالشذوذ، وكالعادة لم يلق الفيلم أى اقبال جماهيرى بل خرج بعض أبطال الفيلم من العرض الخاص الذى أقيم للفيلم فى سينما ميامى ومنهم الراحل عبدالله محمود الذى مثل شخصية الشاب الذى أصيب بالايدز وهو نادم على التجربة. أعادت هند صبرى للمشاهدين الثقة فى هذه النوعية من الأفلام، التى لم يكن لها أى رصيد عند المشاهدين، بل كانوا لا يتقبلونها حتى فى الأفلام الأجنبية. وقد أكدت هند صبرى أنها لم تخش نظرة المشاهدين لها كممثلة، بل كل ما كان يهمها، هو كيف تصل بالمشاهدين إلى مرحلة التعاطف مع "أسماء"، التى على حد قولها لم يكن لها ذنب فى إصابتها بالإيدز. هند قالت إن الفيلم " هدية " حصلت عليها من السينما المصرية بعد صبر طويل، فقد كانت تنتظر دورا مثل دور "أسماء" الذى عبرت فيه بصدق على حد قولها عن شخصية سيدة أصيبت بالإيدز دون أن تعلم حتى مصدره غير علاقتها بزوجها "هانى عادل" فى الفيلم، وظلت تخفى السر عن ابنتها، وهى تتحمل الألم والمرارة وتتمنى أن تجد الطبيب الذى يرضى بإجراء العملية، لكنها فشلت حتى ظهرت على الهواء مباشرة وبوجهها فى التليفزيون، وبعد محاولات مضنية من مقدم البرنامج "ماجد الكدوانى" لظهورها بوجهها وليس من وراء ستار كما يفعل كل من يصاب بالمرض. واذا كانت شريهان قد جربت حظها فى "الحب والرعب" وكان أول عمل مصرى يتناول المرض ورفض الجمهور حضوره لتشاؤمهم من المرض وليس الفيلم. وإذا كان " ديسكو ديسكو" حقق أكبر نسب فشل بين أفلام ايناس الدغيدى فإن "أسماء" الذى يعرض هذا الأسبوع فى مهرجان "وهران" بالجزائر وفى المسابقة الرسمية هو أول فيلم يبعث على التفاؤل لمن أصيبوا بهذا المرض.