أعرب يوسف أحمد، سفير سوريا لدى القاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، عن القلق والاستغراب للبيان الصحفي غير المتوازن الذي صدر أمس عن نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية بخصوص الأوضاع في بعض المناطق السوريا وخاصة حمص. وقال السفير أحمد..إنه من الواضح أن الأمين العام للجامعة العربية مازال مصمما على الاستمرار في استقاء المعلومات عن الوضع في سوريا من مصدر واحد ومن وسائل إعلام معروفة مازالت تمارس التحريض السياسي والإعلامي ضد سوريا بعيدا عن أي معايير تتعلق بالمصداقية والمهنية والمسئولية. وأضاف السفير أحمد.. نذكر في هذا السياق الأمين العام بأن سوريا قد عرضت في كل اجتماعات مجلس الجامعة الأرقام الموثوقة عن شهداء الجيش وقوى الأمن والمدنيين السوريين الذين سقطوا ومازالوا يسقطون برصاص المجموعات الإرهابية المسلحة، لافتًا إلى أن سوريا كشفت وحذرت من أدوار أطراف داخلية وخارجية تسعى إلى تأجيج الوضع في حمص وغيرها من المناطق السوريا ودفعها نحو منزلقات خطيرة. وأوضح السفير أحمد أن أي دور إيجابي وفاعل للجامعة العربية في حل الأزمة في سوريا لابد من أن يتأسس أولا على توازن في الموقف ووضوح في الرؤية وحرص على مصداقية كل معلومة يتم الاستناد إليها في إصدار القرارات وإطلاق المواقف السياسية أو التصريحات الإعلامية، محذرًا في هذا الصدد من استمرار الجامعة العربية وبعض الأطراف داخلها بتجاهل دور وموقف بعض جماعات المعارضة في الخارج والمجموعات الإرهابية المسلحة في الداخل برفض وعرقلة الحل السياسي للمأزق الذي يتحدث عنه البيان الصحفي للأمين العام، ودفع الأمور بمباركة وتوجيه أطراف عربية وإقليمية وغربية نحو استحضار التدخل الخارجي بأي ثمن حتى لو كان دماء السوريين. ونبه السفير أحمد إلى أن استمرار الجامعة وبعض الأطراف داخلها في هذه السياسة غير المتوازنة سيفرغ الجهد العربي من أي مضمون أو فاعلية أو مصداقية، بل وسيضع الدور العربي موضع الشك والريبة المطلقة لدى الرأي العام السوري الذي بات يدرك ابعاد ما تتعرض له سوريا وحقيقة دور بعض الأطراف في الداخل والخارج في تأجيج الوضع في البلاد ودفعه نحو منزلقات خطيرة وإغلاق الباب أمام الحل السياسي، الذي يتحدث بيان الأمين العام عن حرص الجامعة العربية على تحقيقه. وتابع.. إن ذلك الأمر يدفع إلى التساؤل، فيما إذا كان المطلوب من أمين عام الجامعة اليوم إطلاق التصريحات وإصدار البيانات الإعلامية غير المتوازنة، وطمس الدوافع وراء ما تشهده سوريا من أحداث، ولاسيما الترويج للتدخل الخارجي في الشأن السوري تحت شعارات واهية بعيدة تماما عن حقيقة ما تتعرض له البلاد من أزمة، وما يتعرض له الشعب السوري من استهداف لدمائه وأمنه ووحدته الوطنية. يشار إلى أن الأمين العام للجامعة تحدث في بيان صحفي عن الأوضاع في حمص، وقال إن استمرار الجرائم فيها يهدد الجهود العربية المبذولة لإنقاذ سوريا ومساعدتها على الخروج من المأزق السياسي الراهن، وتجنب التدخل الخارجي متجاهلا ما تقوم به المجموعات الإرهابية المسلحة ضد قوات الجيش والأمن والمواطنين وما ارتكبته تلك المجموعات من جرائم.