للمرة الثالثة فى أقل من سنة يتم تغيير الحكومة منذ اندلاع الثورة مع بقاء بعض رموز الوزارات فى النظام السابق والتخلى عن البعض الآخر، وتعد فايزة أبوالنجا وزيرة التعاون الدولى من أبرز الوزراء الذين أبقى عليهم الدكتور كمال الجنزورى فى تشكيله لحكومة الإنقاذ الوطنى وكانت ضمن الوزراء التى اجتمع بهم صباح اليوم. لذا يطرح السؤال نفسه ما السر وراء استمرارها رغم التغيير الوزارى المتكرر بناء على طلب الثوار وهل قدمت لمصر على مدار سنوات ترأسها للوزارة ما يستحق الإبقاء عليها؟ أم أنها بعيدة عما يحدث فى الشارع السياسى وليست طرفا فيه باعتبار شئون الوزارة تهتم بالعلاقات الخارجية مع الدول الغربية والعربية ؟ أم أن هناك سببا لا يعرفه الكثيرون ؟ فايزة أبوالنجا ولدت في مدينة بورسعيد في الثاني عشر من شهر نوفمبر عام 1951 وتولت وزارة التعاون الدولي في نوفمبر 2001 لتصبح أول سيدة يتم تعيينها في مثل هذا المنصب في مصر والعالم العربي. شغلت فايزة أبوالنجا قبل انضمامها إلى مجلس الوزراء، في الفترة من 1999 حتى نهاية 2001 منصب مندوب مصر الدائم لدى الأممالمتحدة في جنيف وكافة المنظمات الدولية في المدينةالسويسرية. كما شغلت منصب مندوب مصر الدائم لدى منظمةالتجارة العالمية، ومؤتمر نزع السلاح، وهكذا ومرة أخرى تصبح أول سيدة في مصر تشغل أي من هذه المناصب. وقد لعبت أبوالنجا من خلال هذه المناصب دوراً مؤثرا عبر مشاركتها في العديد من المؤتمرات الدولية الهامة، والتي كان من أهمها المؤتمرات الوزارية لمنظمة التجارة العالمية في كل من سياتل 1999والدوحة 2001، ومؤتمر مراجعة معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية في نيويورك 2000، ومؤتمر الأممالمتحدة العاشر للتجارة والتنمية في بانكوك 2000. وخلال الفترة من 1997 حتى 1999، شغلت فايزة أبو النجا منصب نائب مساعد وزير الخارجية للعلاقات الأفريقية الثنائية، حيث لعبت دوراً بارزاً في تحسين علاقات التعاون بين مصر والدول الأفريقية. واعترافاً بإسهاماتها العديدة لصالح إفريقيا، تم التنويه بها في كتاب الدكتور شارون فريمان "حوار مع قيادات نسائية أفريقية قوية : الإلهام، والدافع، والإستراتيجية" بإعتبارها واحدة من القيادات النسائية الأحد عشر الأكثر قوة في إفريقيا. ونظراً لعلاقات العمل الممتدة مع الدكتور بطرس بطرس غالي، عندما كان وزيراً للدولة للشئون الخارجية، تم اختيار أبو النجا، بصفتها الدبلوماسية المصرية الوحيدة للعمل معه كمستشار خاص عندما تم انتخابه أمينا عاما للأمم المتحدة عام 1992. وفي عام 1987، انضمت أبو النجا إلى فريق الدفاع المصري برئاسة السفير نبيل العربى في لجنة هيئة تحكيم طابا في جنيف، والتي أصدرت حكمها لصالح مصر بعد جلسات استماع قانونية ودبلوماسية طويلة وشاقة، مما أدى إلى استعادة مصر لشبه جزيرة سيناء بالكامل. وقد بدأت أبو النجا مشوارها المهني بالانضمام إلى السلك الدبلوماسي عام 1975، وذلك عندما التحقت بالعمل في وزارة الخارجية المصرية. وكانت أولى مهامها في الخارج هي عضوية البعثة الدائمة لمصر لدى الأممالمتحدة في نيويورك، حيث مثلت مصر في اللجنة الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة المعنية بنزع السلاح والأمن الدولي، وكذلك في اللجنة الثالثة المعنية بموضوعات الحقوق الاجتماعية وحقوق الإنسان. انتخبت فايزة أبو النجا عام 2010 كعضو بمجلس الشعب عن مدينة بورسعيد، حيث فازت بأحد المقعدين المخصصين للنساء عن المحافظة. فى الوقت الذى زادت فيه التساؤلات حول استمرار أبوالنجا يرى سياسيون أنها الأصلح لتولى المنصب. السفير جمال بيومى مدير برنامج اتفاقية المشاركة الأوروبية يقول إن إبقاء الدكتور الجنزورى على فايزة أبوالنجا يعنى انه يفضل مصلحة مصر على المصالح الشخصية، ولا يعنى ذلك أنها من الفلول إذا كان من عينها هو الرئيس السابق حسنى مبارك لأنها من سلطاته المباشرة . وأضاف أن السر وراء استمرار أبو النجا هو كفاءتها التى استطاعت من خلالها جنى العديد من المصالح التى انعكست على الاقتصاد بعد أن عينت مستشارين وانهت مشكلة تأخر المعونات الأجنبية. كماأنها كشفت ما فعله بطرس غالى من تبديل الإتفاقيات والتحالفات الدولية بدون الرجوع لأى من المسئولين فضلا عن العديد من الشراكات التى افادت بها مصر على الصعيد الداخلى والخارجى. الدكتور محمد حسين أستاذ العلوم السياسية بجامعه القاهرة يرى أن أبو النجا كانت موفقة وأعادت الخير الكثير على مصر فى مجال التعاون الدولى إضافة إلى أنها الأكفأ على الإطلاق على مدار السنوات الماضية ولها خبرات موفقة تستحق الاحترام من خلال متابعتها للملفات الدولي. وقال إن أبوالنجا ليس لها علاقة بالملفات الداخلية فهى تتصرف كسفيرة للشئون الخارجية وليست فلولا كما يدعى البعض لأن من أفسد الحياة السياسية استحق العقاب.