طالب المدير السابق لقناة الجزيرة القطرية وضاح خنفر من يؤمنون بالديمقراطية في العالم العربي بقبول وصول الإسلاميين إلي السلطة من مصر إلي المغرب، وقال إنه لا ينبغي أن تنظر النخب الديمقراطية لوصولهم علي أنه تهديد لمستقبل الديمقراطية. وطالب بإفساح المجال للجميع دون إقصاء واعتبر خنفر في مقاله اليوم بالقسم العربي من صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن الاعتقاد بأن الإسلاميين سيمتطون الديمقراطية وينقلبون عليها ويؤسسون لإماراتهم الإسلامية، هو نتاج صورة غرسها الوعي الغربي منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر. وقال إن الضجيج الذي رافق فوز الإسلاميين في الانتخابات التونسية ينبغي ألا يحجب عنا القراءة الهادئة والمعمقة لصعود الإسلام السياسي، والفرص الجديدة التي تحملها مشاركة الإسلاميين في الحكم، بعد عقود من الديكتاتورية والتسلط والفساد الذي طبع الأنظمة العربية. واعتبر خنفر أن وصول حركة حزب النهضة الإسلامية ب 41 % من مقاعد الجمعية التأسيسية التونسية الشهر الماضي لن يكون استثناء في الواقع العربي بعد حصول حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المغربية وتوقع خنفر أن يصل الإسلاميون إلي السلطة في مصر بعد الانتخابات البرلمانية الحالية، وقال إن إجراء انتخابات نزيهة باليمن سيجلب حزب التجمع ذي التوجه الإسلامي أيضاً إلي الحكم. ورأي خنفر أنه يجب أن نضع في الاعتبار أن الإسلام السياسي قد عانى في العقدين الماضيين ضغوطا كبيرة من قبل النظم الديكتاتورية العربية، ازدادت عمقا وتفاقما في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، إذ استغلت الأنظمة العربية الحرب على الإرهاب في الانقضاض على المعرضة الإسلامية، فأغلقت المؤسسات الإسلامية، وحظر عملها، ومنع منتسبوها من العمل العام، وازدحمت بهم السجون وقضى بعضهم تحت التعذيب ومنع كثير منهم من الوظيفة والسفر والحقوق الأساسية للمواطنين، وهو ما ترك مرارات عميقة في نفوس الإسلاميين بحسب خنفر. ولفت خنفر إلي أن استحقاق مشاركة الإسلاميين في الحكم سيأتي بعدد من التحديات والعقبات في داخل الصف الإسلامي وفي علاقة الإسلاميين بغيرهم من التيارات والقوى المحلية والدولية، غير أن هذه الديناميكية وذلك التدافع هو ما سيضمن إنضاج التحول الديمقراطي العربي وسيعبر به إلى إجماع سياسي يصل إلى نقطة توازن مفقود في البلاد العربية منذ عقود طويلة. وطالب خنفر القوي الإسلامية ألا يعيشوا حالة من الثقة الزائدة بالنفس وأن يمدوا أيديهم لكل القوى والتيارات السياسية مهما كان رصيدها الانتخابي.