السياحة التطوعية لا مجال لها في مصر وأنها تحتاج لإجراءات كثيرة ومعقدة. هكذا بدأ وليد البطوطي، وكيل نقابة المرشدين السياحيين، كلامه موضحا أنه لو أراد سائح أن يأتي ليتطوع كطبيب في المستشفي يحتاج لتصاريح كثيرة من الوزارات المعنية. كذلك لا يجوز أن تأتي سائحة للتدريس في مدارسنا، لأنها ستعلم بناتنا قيم الغرب التي لا تتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا. كانت وزارة السياحة بالتعاون مع السفارة الأمريكية قامت بإطلاق مبادرة لتشجيع السياحة التطوعية إلى مصر. ومن خلال لقاء بالسفارة الأمريكية قدرت كريستين لاموروكس، مديرة جامعة جورج واشنطن العا ئد من السياحة التطوعية فى العالم بنحو 89 مليار دولار. وقالت لاموروكس: إن البحوث التى أجريت فى السنوات الماضية أظهرت أن السياحة التطوعية فى ازدياد، حيث أظهرت إحدى الدراسات أن 55% من السائحين الأمريكيين يرغبون القيام بالسياحة التطوعية مؤكدة وجود مجال كبير للسياحة التطوعية في مصر . يضيف البطوطي،أن السياحة التطوعية تحمل جانبا من الجوانب غير المنطقية في مصر، فكيف للسائح الذي نتمني مجيئه ويدفع الكثير لزيارة بلدنا أن نتركه يكنس الشوارع أو يرصف الطرق كنوع من أنواع التطوع. ويعود ليتساءل البطوطي قائلا: لماذا لم تتم دعوتنا كمرشدين سياحيين عندما جاء وزير السياحة والسفيرة الأمريكية لإطلاق المبادرة؟ ولم يأخذوا رأينا في الاعتبار، ونحن أكثر الناس المتعاملين مع السياح وندرك طبيعتهم ورؤيتهم. أنهي وليد حديثه قائلا: إن السياحة التطوعية ضرب من ضروب الخيال في مصر وأنه لو تم إيجاد سائحين متطوعين لجمع القمامة والمخلفات من عند كوبري المنيب أو لرصف طريق سقارة أو لتنظيف ترعتي المريوطية والمنصورية، سأقوم بعمل جولة سياحية لهم علي حسابي، وسأقوم بدعوتهم علي غداء فاخر. في حين تقول زينب شوقي، مرشدة سياحية، للإنجليز والأمريكان والفرنسيين، لا يصح أن نأتي بالسائح ليقوم بعمل ما تطوعي أو غير تطوعي، فكيف يأتي السائح ليري عيوب البلد، ونحن نسعي لتجميل بلدنا في عينيه حتي يعود لنا مرة أخرى ويحدث تنشيط للسياحة. بينما يرى مجدي السروجي، مرشد سياحي: إنه لا يعترف بما يسمي السياحة التطوعية ولا يري أي معني لقدوم سيّاح لخدمة البلد، لأن هناك مؤسسات مختصة بالتعاون الدولي وعمل تنمية في الدول النامية. "السائح لا بد أن يعامل معاملة الملوك حتي يحدث تنشيط سياحي ويأتي لنا مرة أخرى ويرى جمال بلدنا، ومن غير المنطقي أن نظهر مواطن الضعف في بلدنا أمام الغريب". أما مجدي عبدالسلام، الخبير السياحي ومدير إحدى شركات السياحة، فيؤكد أنه من واقع خبرة 30 عاما في السياحة لا وجود للسياحة التطوعية في بلدنا، وأنها ليس لها أي عائد مادي أو ربح يدخل للبلاد، فالسائح المتطوع لن يحجز غرفة في فندق أو يستقل أتوبيسا سياحيا أو يأخذ خدمة فاخرة في المطار، ورأيي أن مبادرة السياحة التطوعية مع وزارة السياحة مفادها التوغل في شئون بلدنا أكثر وأكثر، لأن فعليا لا يوجد أي ربح سيعود علي البلد، مؤكدا أنه منذ عامين تقريبا جاءت قافلة طبية –وهي شكل قريب من أشكال السياحة التطوعية - ونزلت في منطقة القناطر لمدة أسبوع لتجري مسحا طبيا ولم يكن هناك عائد مادي من وراء وجودها، ولم تكن هناك استفادة من خلالها لتنشيط السياحة، كما كانت هناك مجهودات كبيرة لتأمينها. وقدرت كريستين لاموروكس، مديرة جامعة جورج واشنطن، العائد من السياحة التطوعية فى العالم بنحو 89 مليار دولار. مشيرة خلال لقاء بالسفارة الأمريكية إثر إطلاق مبادرة السياحة التطوعية، أن البحوث التى أجريت فى السنوات الماضية أظهرت أن السياحة التطوعية فى ازدياد، حيث أظهرت إحدى الدراسات أن 55% من السائحين الأمريكيين يرغبون القيام بالسياحة التطوعية، مؤكدة وجود مجال كبير للسياحة التطوعية في مصر. وقد أشاد وزير السياحة زهير جرانة بالتأثير الإيجابي للسياحة التطوعية على المستوى الإنساني، مشيرا للنجاح الذى حققه الاحتفال بيوم النظافة العالمي، والذى شملت فعالياته تنظيف عدد من الجزر فى البحر الأحمر وجنوب سيناء، وشارك في التنظيف عدد كبير من السائحين المتطوعين.