تنطلق غدا الرحلة الأولى لقطار المشاعر المقدسة بين منى ومزدلفة وعرفات مرورا بجسر الجمرات والذي يعد من أضخم مشاريع النقل في السعودية. ويضم هذا المشروع 204 عربات قطار خفيف بتكلفة تجاوزت ستة مليارات وستمائة مليون ريال، وقد سُلِّمت 132 عربة منها ومن المتوقع أن يُسلَّم الباقي بنهاية ديسمبر العام الحالي. ويدخل القطار منظومة نقل الحجاج بشكل سريع ومتطور ضمن خطة تفويج دقيقة وبطاقة استيعابية كبيرة ما بين عرفات ومزدلفة ومنى، معززا بذلك آليات التفويج والحركة بين المشاعر. وبهذه الرحلة تدخل خدمات الحجاج مرحلة جديدة متطورة في ربط المشاعر المقدسة من خلال حركة ترددية آلية بدون سائق وقدرة استيعابية عالية تصل إلى 100 ألف حاج خلال ساعة، اعتبرت بأنها الأعلى في العالم حال اكتمال مشروع القطار العام المقبل، حيث إنه يعمل هذا العام بطاقة 35 بالمائة مستهدفا بذلك 175 حاجّا، وذلك لمواجهة الطلب على النقل بين المشاعر. ويمر القطار عبر الأودية والجبال في طبيعة توصف بأنها صعبة جغرافيا حيث يسير على سكة طولها 20 كيلومترا تنقسم إلى مسارين مرتفعين على الأرض لتسد الحاجة عن 35 ألف مركبة، وحافلة مما يسهم في تخفيض الضغط على حركة المرور. ويقف القطار في تسع محطات تتيح للحجاج الركوب والانتقال للمشعر التالي حيث يوجد في كل مشعر ثلاث محطات اختيارية طول كل منها 300 متر، تم اختيارها بدقة لضمان تغطيتها لأماكن الحجاج، ويتم بلوغها من خلال طرق للدخول وأخرى للخروج منفصلة وسلالم متحركة ومصاعد كهربائية، فضلا عن توفر ساحات للانتظار في المحطات بقدرة تصل 3 آلاف حاج. وزود القطار بكل وسائل السلامة والنقل وطبقا للمواصفات والمقاييس الأوروبية في عدد الركاب، إذ إن العربة الواحدة تتسع ل250 راكبا وتبلغ سرعته من80 إلى 120 كيلو مترا في الساعة. كما صمم بطريقة تكفل معالجة التزاحم حيث يتكون القطار من عشرين قاطرة كل منها تسحب 12 عربة بطول 300 متر وكل عربة تحتوي على خمسة أبواب وهي ميزة قلّ مثيلها في العالم.