أثار خبر أزمة مجلة "أدب ونقد" التي ستتحول لإصدار فصلي أو ستتوقف عن الصدور، بعد أن كانت مجلة شهرية منتظمة تصدر منذ 27 عاما عن حزب التجمع، قلق كثير من المثقفين الذين ناشدوا وزارة الثقافة للتدخل لتمويلها. وقال الشاعر حلمي سالم رئيس تحرير المجلة ل"بوابة الأهرام" عن الأزمة إنها حدثت لأن حزب التجمع الفترة الأخيرة متعسر ماليا، لذا طلبوا مني منذ أكثر من خمسة أشهر، أن أتوقف عن إصدار مجلة أدب ونقد أو أن تحول إلي مجلة فصلية تصدر كل 3 أشهر ، وحاولت تأجيل الموضوع طوال هذه الفترة علي أمل تحسن الأوضاع، وفي تلك الفترة عملت عدة إشتراكات للمجلة لكنها لم تكن كافية لحل الأزمة. ووافقت أن تصدر المجلة بشكل فصلي ، لكني لن أتوقف عن إطلاق حملة لمساعدة المجلة عن طريق الدعم الكلي أو الجزئي ، لم تصدر المجلة في هذا الشهر، ومن ضمن المحاولات التي قمت بها هو الإتفاق مع هيئة قصور الثقافة لشراء نسخ من المجلة، ومخاطبة صندوق التنمية للاشتراك أيضا ، كما أني أناشد المؤسسات الثقافية الداعمة للثقافة في مصر والخارج ورجال الأعمال ، ليساعدونا من خلال دعم أو إشتراكات سنوية أو بالإعلان عن نشاطاتهم، فأشكال المعاونة كثيرة. وأوضح سالم لابد من سرعة وجود حل للتمويل حتي لا تتوقف المجلة عن الصدور وهي أقدم مجلة ثقافية مستمرة منذ 1984 أي 27 عاما ، حتي المجلات الحكومية لم تستمر مثل هذه المدة ، كما أنها المجلة الثقافية الوحيدة التي يصدرها حزب تقدم ثقافة جادة، إذ قدمت للوسط ثلاثة أجيال من الأدباء والنقاد ، ويمكن أن نقول أن معظم الأدباء الموجودين شاركوا في المجلة بكتاباتهم وساهمت هي في انتشارهم، ولن أيأس من المحاولة لإنقاذ المجلة لأن هذا من وجهة نظري مجهود حربي. وقال المترجم طلعت الشايب لا أعتقد أن المثقفين يستطيعون أن ينقذوا مجلة "أدب ونقد" لأنهم لم يستطيعوا إنقاذ أي شيء من قبل، والمجلة ذات توزيع رديء لا تدفع مكافآت للكتاب الذين يكتبون مجانا، لكنها أقدم مجلة ثقافية، ولا أحد يشتريها الآن حتي أعضاء حزب التجمع التي تصدر عنه، لكن يجب علي وزارة الثقافة أن تدعمها ، رغم أن الأزمة المالية عامة حتي علي وزارة الثقافة، والمجتمع أيضا لأن هذا جزء من معانات الأحزاب المصرية . ولفت الشايب إلى أن المثقفين غير جادين في الإبقاء علي أي إيجابيات موجودة، ولا أعتقد أن قرار المثقفين لحل الأزمة سيكون أمرا صعبا لأن المجلة لا تدع مكافآت فما تحتاجه هو مجموعة من الاشتراكات لشراء النسخ وهي لا تطبع كثيرا ما بين 1500 إلي 2000 نسخة، فهل لا يوجد لدينا من المثقفين والمؤسسات الثقافية التي تغطي تكلفة هذه النسخ بالاشتراكات، للأسف المثقفون لا يعرفون غير لطم الخدود ولعن الظلام دون أن يضيئوا شمعة. وقال الشاعر فريد أبو سعدة إن "أدب ونقد" مجلة حزبية كونها صادرة عن حزب التجمع هذا يشكل عقبة في تمويلها، لكن يمكن أن نطلب من وزارة الثقافة دعم المجلة مثلما دعمت اتحاد الكتاب ، وعن نفسي سوف أتحدث مع الوزير في هذا الأمر، لأن مجلة أدبية عمرها 27 عاما شيء ليس بقليل، قدمت خلال هذه السنوات أجيالا من الكتاب أصبحوا نجوما، لذا لابد من إعانة مجلة ناجحة مثل أدب ونقد، التي أشرف أني عضو هيئة تحريرها. ومن جانبه، قال الشاعر شعبان يوسف المجلة لها تاريخ عريق وكان أول رئيس تحرير لها هو الطاهر مكي، ومن بعده فريدة النقاش ، لذا بدأت المجلة بداية قوية جدا وقدمت نماذج من الأدباء والمعارك الثقافية والنقد كثيرة، ولكنها قد ضعفت الآن وهذه مأساة الكتابات أو الإصدارات الحزبية في مصر بشكل عام. وكان حزب التجمع محاصر لفترة طويلة ولا يصله تمويل، وأزمة قيادة الحزب انعكست هي الأخرى علي وضعه المالي، وإغلاقها أو إصدارها بشكل فصلي هو قرار مؤسف ، وهذا إنذار لمرحلة أخري تظهر بها أشكال أخري من المجلات، وأري أنه يمكن طرح استكتاب من المثقفين للمجلة، ولو هذا لم يحدث أظن أن هناك الكثيرين سوف يهرعون لإنقاذ المجلة ولن يحدث أن المثقفين سيتركون المجلة لهذا المصير. وقال الكاتب الشاب باسم شرف إن الأزمة هي مشكلة بلد بأكملها لا يهتم بالثقافة، فكل شيء يتعرض لأزمة يتم إلغاؤه كاملا رغم أنه من الممكن الاحتفاظ به ببعض العمل المنظم، فمثلا مجلة أدب ونقد لديها مشكلة في التسويق، فما يقدم هو في النهاية منتج ولكنه ثقافي يحتاج للتسويق ليصل لقراءه حتي لو عددهم محدود أو هم شريحة معينة، ومن الضروري البحث عن حلول بديلة بدلا من إغلاقها وهو مجلة لها تاريخها وساهمت في الكيان الثقافي المصري، وترجع أهميتها لأنها المجلة الوحيدة تقريبا صاحبة التاريخ الموجودة فكيف تكون بلد في حجم مصر ليس لديها عدد من المجلات التي تعبر عن ثقافتها وفنونها ، كما يجب علي وزارة الثقافة مثل أي بلد في الخارج أن تساعد مثل تلك المشروعات الثقافية علي التواجد وتمولها لاعتبارها جزءا من كيان الدولة.