ذكرت صحيفة "ذي كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية في تقرير لها اليوم الاثنين أن الربيع العربي لعب دورا كبيرا ومفيدا في إفريقيا، حيث أسر شعوب الدول الإفريقية في جميع نواحي الحياة من خلال الاحتجاجات ضد الاحتكار السياسي والظلم والفساد والإفلات من العقاب على الجرائم، مثل ما كان يحدث سابقا في تونس ومصر وأماكن أخرى في العالم العربي. وأشارت الصحيفة على موقعها الإلكتروني إلى أنه رغم أن الربيع العربي لم ينتشر بشكل كبير جنوب الصحراء في إفريقيا، إلا أنه لم يعد لدى الأفارقة رغبة في المساندة أو القبول بالانتخابات المزيفة، والانتهاكات الجسيمة للسلطة والتفاخر بعد المساواة. وأوضحت أن العديد من المراقبين قد أعربوا عن اعتقادهم أن الاحتجاجات الشعبية والثوارت في الربيع العربي لم تتجه لتنتشر في جنوب الصحراء الإفريقية، وأن الاستنتاج الذي تولد لدى المراقبين أن أفريقيا ليست مستعدة للانطلاق قدما نحو ديمقراطيتها الخاصة بها، وأن الأفارقة فقراء ومشتتون وضعفاء جدا من الناحية المؤسسية لشن حملات الإصلاح اللازمة لإحراز أي تقدم في الوقت الراهن، موضحة أن شعبا جائعا ليس لديه الوقت للقلق بشأن الديمقراطية. غير أن الصحيفة ألمحت إلى أن بعض الاستنتاجات يمكن أن تكون خاطئة حيث شهد العام الماضي تقدما ديمقراطيا ملحوظا في دول استبدادية مثل غينيا وكوت ديفوار والنيجر، وأن تلك المكاسب تعززت بخطوات حاسمة نحو الأمام في نيجيريا وزامبيا. وألمحت صحيفة "ذي كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية إلى أن تلك التطورات لم تنبثق في عزلة بل هي جزء من عملية كبيرة من بناء المؤسسات الديمقراطية، التي كانت جارية في إفريقيا، حيث شهدت القارة السمراء على مدى العقد الماضي ثورة في المعلومات مع امتلاك ما يقرب من 50 % من البالغين في القارة للهاتف المحمول. وأضافت الصحيفة أن المجتمع المدني سيلعب دورا حاسما في النهاية، معتبرة أن الإصلاح يتطلب مصلحين، وقالت "إن مجموعات من المواطنين هي من تقود التغيير في بلادها وأن للمجتمع المدني دورا أساسيا في تحقيق المكاسب الأخيرة للديمقراطية في إفريقيا، وفي نهاية المطاف سيكون مفتاح النجاح هو أن يكون لدى الدول الإفريقية نفس القدرة على استيعاب أقل الدروس تأثيرا، الناشئة عن الربيع العربي، حيث إن التغيير لا يأتي من الاحتجاجات الجماهيرية لمرة واحدة، بل من المشاركة المدنية الفعالة والمتواصلة والمترابطة".