بدت شعوب الدول الأفريقية وكأنها ترحب بالربيع العربى رغم أن بعض المراقبين استبعدوا وصوله إلى هذه القارة السمراء التى تعانى الاحتكار السياسى والظلم والفساد بحجة أن شعوبها غير قادرة على ممارسة الديمقراطية حسب قول صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية أمس الأول. وقالت الصحيفة إن الثورات العربية لعبت دورا كبيرا ومفيدا فى أفريقيا، فعدوى هذه الثورات انتقلت إلى الأفارقة، وبدأوا حراكا سياسيا لم يشهد من قبل من خلال الاعتصامات والتظاهرات والإضرابات التى يعبرون من خلالها عن حقوقهم ومطالبهم مما يؤكد قدرتهم على ممارسة الديمقراطية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه «رغم أن الربيع العربى لم ينتشر بشكل كبير جنوب الصحراء فى أفريقيا، إلا أنه لم يعد لدى الأفارقة رغبة فى المساندة أو القبول بالانتخابات المزيفة، والانتهاكات الجسيمة للسلطة والتفاخر بعد المساواة».
وأوضحت أن العديد من المراقبين قد أعربوا عن اعتقادهم أن الاحتجاجات الشعبية والثوارت فى الربيع العربى لم تتجه لتنتشر فى جنوب الصحراء الأفريقية.
غير أن الصحيفة ألمحت إلى أن بعض الاستنتاجات يمكن أن تكون خاطئة حيث شهد العام الماضى تقدما ديمقراطيا ملحوظا فى دول استبدادية مثل غينيا وكوت ديفوار والنيجر، وأن تلك المكاسب تعززت بخطوات حاسمة نحو الأمام فى نيجيريا وزامبيا.
وأوضحت الصحيفة «أن تلك التطورات لم تنبثق فى عزلة بل هى جزء من عملية كبيرة من بناء المؤسسات الديمقراطية، التى كانت جارية فى أفريقيا، حيث شهدت القارة السمراء على مدى العقد الماضى ثورة فى المعلومات مع امتلاك ما يقرب من 50% من البالغين فى القارة للهاتف المحمول.