أكد الدكتور محمود عيسي، وزير الصناعة والتجارة الخارجية، أن المرحلة المقبلة ستشهد تعاوناً كبيراً بين مصر وإيطاليا، في مختلف المجالات وفتح آفاق جديدة وإقامة استثمارات بين الجانبين، خاصة أن إيطاليا تعد الشريك التجاري الأول لمصر في أوروبا، وثاني أكبر شريك بعد الولاياتالمتحدة. جاء ذلك خلال مباحثاته مع أعضاء جمعية الصداقة المصرية الإيطالية والتي تزور مصر حاليًا وتضم وفدًا من كبريات الشركات الإيطالية برئاسة أنطونيو باديني نائب رئيس الجمعية. وقال عيسى إن الإصلاحات السياسية التي تتخذها الحكومة حاليا تؤسس لمرحلة تسودها الديمقراطية وسيادة القانون والشفافية بما يسهم وبشكل أساسي في خلق بيئة جاذبة للاستثمار ومناخ جاذب للعمل يساعد علي زيادة معدلات النمو الاقتصاد المصري وإتاحة مزيد من فرص العمل مؤكدا التزام الحكومة المصرية بسياسة الاقتصاد الحر واقتصاد يقوده القطاع الخاص، مؤكدا أن العديد من الدول والشركات العالمية أعلنت عن خطط للاستثمار في مصر في مجالات متعددة، مؤكدين ثقتهم في الفرص الاستثمارية الهائلة في السوق المصري علي المدي المتوسط والطويل. واشار الوزير إلي أن هناك تحديات تواجهنا خلال هذه المرحلة، لافتًا إلي أن السياسات التي تبنتها الحكومة وحرص المصريين علي المضي قدماً نحو اقتصاد أكثر تقدماً، جعلت مصر علي الطريق الصحيح للتغلب علي هذه التحديات، فالانخفاض الحاد في الاحتياطي النقدي بدأ يتباطأ وسوف يتوقف قريباً ويعاود الارتفاع والصادرات المصرية في طريقها للتعافي ومن المتوقع أن تعود للنمو والزيادة بنهاية هذا العام وعائدات السياحة ايضا تنمو تدريجيا مقارنة بالشهور الماضية ومن المتوقع أن تعود لمعدلاتها الطبيعية في المستقبل القريب. وأضاف عيسي، أن الاستثمارات الإيطالية في مصر حققت زيادة ملموسة خلال السنوات القليلة الماضية، حيث بلغت نهاية يونيو 2011 نحو مليار و481 مليون دولار في 789 مشروعاً تغطي مجالات متعددة منها الصناعة والسياحة والمقاولات والزراعة وتكنولوجيا المعلومات والبترول والبنوك والتمويل. ودعا الوزير مجلس الأعمال المشترك وجمعية الصداقة والكيانات الأخري للعمل علي زيادة هذه الاستثمارات والوصول بها إلي معدلات مرتفعة جديدة خلال المرحلة المقبلة والاستفادة من سلسلة الاتفاقيات التجارية الموقعة بين مصر وشركائها التجاريين. وأشاد الوزير بدور جمعية الصداقة المصرية الإيطالية علي مدي السنوات الماضية في تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية بين مصر وإيطاليا ومساهمتها في تعزيز وزيادة الصادات وتيسير إقامة الشراكات بين الشركات المصرية ونظيراتها الإيطالية للتعريف بفرص التعاون بين البلدين. ومن جانبه، أكد كلاوديو باسفيكو سفير إيطاليا بالقاهرة أن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر وإيطاليا قد شهدت تطوراً كبيراً خلال المرحلة الماضية، مشيرا إلي أنه رغم الظروف الحالية التي تعيشها مصر إلا أننا علي ثقة كاملة في عودة الاقتصاد المصري لدوره المؤثر إقليمياً ودولياً. واضاف، أن الحكومة الإيطالية حريصة علي تشجيع وطمأنة السياح الإيطاليين إلي المجئ إلي مصر، حيث بلغ عدد السياح الإيطاليين في مصر العام الماضي حوالي 1.5 مليون سائح لتحتل إيطاليا المرتبة الأولي في عدد السياح الأجانب في مصر، لافتا إلى أنه من المتوقع أن تشهد حركة السياحة الإيطالية لمصر نشاطا ملحوظا خلال المرحلة المقبلة. كما أوضح أنطونيو باديني، نائب رئيس جمعية الصداقة المصرية الإيطالية، وسفير إيطاليا السابق بالقاهرة أن الجمعية لها دور كبير في تعميق وتعزيز التعاون المشترك بين رجال الأعمال في البلدين في العديد من المجالات وكذا تقليل الفجوة في الميزان التجاري، مشيرا إلي أن هناك ثلاث محاور رئيسية يجب العمل في إطارها وهي الصناعة والسياحة والبنية التحتية. وأشار إلي ضرورة إقامة المزيد من الشراكات بين رجال القطاع الخاص في البلدين باعتباره أحد المحاور الأساسية لتنمية وزيادة العلاقات الاقتصادية، لافتًا إلي أنه سيتم توقيع اتفاق تعاون بين اتحاد صناعات لاتسيو الإيطالي وجمعية رجال الأعمال الإيطاليين للمساهمة في تكوين المزيد من هذه الشراكات.