أعلن كمال الجندوبي رئيس "الهيئة العليا المستقلة للانتخابات" (غير حكومية) أن النسبة الأولية لمشاركة التونسيين المقيمين خارج تونس في انتخابات "المجلس الوطني التأسيسي" فاقت 30 بالمائة، واصفا هذه النسبة بأنها "مشرفة". وقال الجندوبي مساء السبت في تصريح للتليفزيون الرسمي التونسي: إن هذه النسبة "مشرّفة باعتبار أن نسب المشاركة الانتخابية لمواطني الدول المتقدمة المقيمين خارج بلدانهم لا تتعدى 10 بالمائة". وينتخب التونسيون المقيمون في الخارج أيام 20 و21 و22 تشرين أول أكتوبر فيما ينتخب المواطنون داخل البلاد غدا الأحد. ويقيم نحو مليون تونسي (حوالي عشر سكان البلاد) خارج تونس ويتركز أغلبهم في أوروبا ودول الخليج العربي. ويحق الاقتراع لأكثر من نصف هؤلاء باعتبار أنهم تجاوزوا السن القانونية للانتخابات (18 سنة). وأعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أن حوالي 339 ألف تونسي يقيمون في الخارج قاموا بقيد أسمائهم في السجلات الانتخابية واختاروا المكاتب التي سيقترعون فيها. وينتخب هؤلاء في 479 مكتب اقتراع موزعة على نحو 80 دولة. ونقل التليفزيون الرسمي عن نبيل بفون "المكلف بالناخبين التونسيين بالخارج" في الهيئة العليا المستقلة للانتخابات قوله: إنه تم يوم السبت تسجيل "إقبال شديد على مكاتب الاقتراع في الخارج". واستبعد المتحدث أن تغلق هذه المكاتب أبوابها في الوقت المحدد (السابعة مساء بتوقيت الدولة المضيفة للمهاجرين) بسبب " كثافة الإقبال التي فاقت كل التوقعات" متوقعا أن يتواصل التصويت إلى منتصف الليل. وتبدأ الانتخابات داخل تونس غدا الأحد وسط إجراءات أمنية مشددة. وأعلنت هيئة الانتخابات أن أكثر من 4 ملايين و100 ألف مواطن يعيشون داخل تونس قاموا بقيد أسمائهم في الكشوف الانتخابية أي ما يعادل نسبة 58 بالمئة من إجمالي المواطنين الذين يحق لهم الاقتراع في الداخل (أكثر من 7 ملايين و200 ألف). ويتوقع مراقبون أن يشارك الناخبون الذين لم يقوموا بقيد أسمائهم في السجلات الانتخابية، في عمليات الاقتراع غدا بفضل الحملة الإعلانية واسعة النطاق التي تنظمها هيئة الانتخابات وتحث فيها المواطنين على المشاركة في الانتخابات. ويأمل كمال الجندوبي ألا تقل النسبة الإجمالية للمشاركة في الانتخابات عن 60 بالمئة "حتى يمكن القول إن الانتخابات كانت ناجحة". ونبه الجندوبي إلى أن كل ما يقع تداوله من إحصائيات على شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك حول نسب المشاركة في الانتخابات خارج تونس "غير صحيح" متهما "بعض الأطراف" التي لم يسمها ب"محاولة التشويش على العملية الانتخابية". وقال: إن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التي تشرف على كامل مراحل العملية الانتخابية هي "المصدر الوحيد لأي إحصائيات تتعلق بالانتخابات".