"أصبح الناس أكثر لطفاً وأقل عنفاً من أي وقت في التاريخ" هذه هي النتيحة التي توصل إليها عالم النفس "ستيفين بينكر" في كتابه الجديد "الأوجه الأفضل لطبيعتنا الإنسانية: لماذا يصبح العنف منبوذاً" معتمداً علي إحصائيات مفصلة للسوكيات الإنسانية من وقتنا الحاضر إلي البدايات الأولي للمسيحية. يقوم كتاب بينكر الجديد بحسب مجلة "الإيكونوميست" الأسبوعية البريطانية علي فرضيتين الأولي هي أن الماضي لم يكن جيداً بالنسبة للبشرية بأكثر مما نتصور بينما الحاضر هو أكثر سلاماً علي عكس ما نعتقد. وستيفين بينكر هو أستاذ علم نفس تطوري يدرس بجامعة هارفارد بالولايات المتحدةالأمريكية وهو دافع عتيد عن فكرة التطور عبر التاريخ، ويجادل بينكر بأن كل خطوة كبري في تاريخ البشرية أزالت معها طبقة من العنف وتتمثل الخطوة الأولي الكبري لدي بينكر في ميل القبائل البدائية إلي الاستقرار في مكان واحد وسعيها إلي الحصول علي الأمان أو التحضر من خلال إقامة الدولة التي تحتكر كل مظاهر التسلح والحربدوناً عن مواطنيها وهو ما قلل من معدلات القتل بشكل كبير بين الناس بداية من القرن الثالث عشر. يري بينكر أن الحروب التي حصلت علي نصيب الأسد من ضحايا العنف عبر التاريخ البشري تطورت في ثلاثة أشكال الحروب الأهلية والحروب العرقية والسياسية والإرهاب وقد بدأت الحروب في أن تكون منبوذة في العقدين الأخيرين ويسمي بينكر التطور ب"السلام الجديد" فقتلي صراعات الدول في الحروب شهدت تصاعداً غير مسبوق مع الحرب العالمية الثانية ولكن عدد قتلي الحروب شهد انخفاضاً كبيراً منذ ذلك الحين. يستشهد بينكر بحربي العراق وأفغانستان اللتان كانت كلفة الضحايا فيها منخفضة للغاية مقارنة بالحروب السابقة فبلغت نسبة القتلي فيها 0.5% من كل 100 ألف محارب والسبب في هذا هو نبذ فكرة الحروب التي تدخل فيها دول كثيرة ضد بعضها. وينهي بينكر أطروحته الضخمة التي تبلغ 802 صفحة بدراسة في علم المخ، ويقول فيها بينكر أن قدرة العقل البشري علي الإستجابة للتجارب المختلفة تعني أن الناس أصبحوا أقل قابلية للجوء للعنف في حياتهم اليومية من أسلافهم.