في منتصف شارع ناصر أطول وأهم شوارع سمالوط، تفتح واحدة من آبار الصرف الصحي التي أصبحت منتشرة في كل أحياء المدينة تقريبا- فوهتها فى انتظار ضحية تمر بجوارها لتلتهمها, خاصة أن البئر التي يزيد عمقه على 10أمتار، ويبلغ قطرها نحو 3أمتار، قد امتلأت بالماء حتى فوهتها لأكثر من أسبوع حتى الآن. الكارثة أن مسئولي الشركة المنفذة لمشروع الصرف الصحى تقاعسوا عن إحاطة البئر بحاجز يمنع وصول المارة، وتحديدا الأطفال إليها، خاصة أن موقع البئر قريب للغاية من عدد من المدارس كمدرسة سمالوط الإعدادية للبنات، ومدرسة الثانوية بنات القديمة. بالإضافة إلى أنه ممر حيوي يكتظ بالمارة في ساعات الذروة وعلى مدار اليوم. ويبدو أن المسئولين التنفيذيين في سمالوط وفي محافظة المنيا بانتظار أن تلتهم البئر ضحية بشرية أو أكثر كما حدث بالفعل في ملوي من عدة أسابيع، حين ابتلعت بئر للصرف الطفلة حسناء على بعد خطوات من حفل زفاف جماعي كان يحضره الدكتور أحمد ضياء الدين، محافظ المنيا. وبوابة الأهرام تلفت النظر وتدق ناقوس الخطر لسرعة تغطية البئر أو إحاطتها بما يمنع وصول المارة إليها قبل أن يحدث ما لا تحمد عقباه. يذكر أن أعمال الصرف الصحي بمدينة سمالوط بدأت منذ عدة أعوام، إلا أنها تشهد حاليا محاولات دؤوبا لسرعة الانتهاء منها، وهو ما دفع المواطنين للصبر أملا في انتهائها سريعا إلا أن ذلك لا ينبغي أن يأتي على حساب أرواح المواطنين كما يرى الكثيرون من أبناء سمالوط. وقال المهندس أحمد جمال، رئيس المجلس المحلي الشعبي لمركز سمالوط، أنه تم إخطار الشركة المنفذة أكثر من مرة بضرورة وضع حواجز حول الآبار المكشوفة، ولم يتحرك أحد وسيتم مناقشة الموضوع بالتفصيل في الاجتماع القادم للجنة الإسكان لاتخاذ القرارات تجاه الشركة المنفذة. وكان عدد من الأهالي قد حرروا عدة محاضر في الشرطة ضد المقاولين المنفذين للمشروع، ولم يتحرك أحد، رغم تشديد المحافظ أكثر من مرة على ضرورة عدم ترك أي آبار للصرف مكشوفة. وقد توجهت "بوابة الأهرام" لرئيس مجلس مدينة سمالوط، لسؤاله بصفته ممثل السلطة التنفيذية إلا أنه طلب منا الانتظار وبعد ساعة اعتذر قائلا أن موضوع الصرف ليس ضمن سلطاته.