أعلن ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلى السابق أن الربيع العربى غير الشرق الاوسط وأن من مصلحة اسرائيل تعزيز اتفاقيات السلام القائمة مع جارتيها مصر والأردن . وأضاف أولمرت فى مقال كتبه في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية وأوردته فى موقعها الإلكترونى على شبكة الانترنت اليوم الخميس ان المستجدات غير المتوقعة فى المنطقة مثل الهجوم الأخير على السفارة الاسرائيلية فى القاهرة يمكن بسهولة ان ينفجر إلى فوضى واسعة النطاق ومن ثم فان من مصلحة اسرائيل الاستراتيجية تعزيز اتفاقيات السلام القائمة مع جارتيها مصر والاردن . وتابع أن اشتباكا دبلوماسيا غير ضرورى يتبلور حاليا بين اسرائيل والفلسطينين فى نيويورك وسوف يلحق الضرر باسرائيل وبمستقبل منطقة الشرق الاوسط برمتها . وقال "اعتقد إن حل الدولتين هو الطريق الوحيد لضمان شرق اوسط اكثر استقرارا ومنح اسرائيل الامن والرفاهية المرجوة، مضيفا بقوله انه فى الوقت الذى يتزايد فيه التوتر ليس بوسعى سوى الشعور بأننا فى المنطقة على حافة ضياع الفرصة ولايتعين تفويتها . وأضاف بقوله أن الرئيس الفلسطينى محمود عباس محق فى اعتزامه القيام بمسعى احادى الجانب للاعتراف بدولة فلسطينية بالامم المتحدة غدا الجمعة وان الاغلبية الشاسعة من الدول فى الجمعية العامة تؤيد خطوته الا انها ليس الخطوة الاكثر حكمة التى بوسع عباس اتخاذها. وقال إن رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتنياهو اعلن بشكل علنى انه يؤمن بحل دولتين الا انه يستنفذ كل مساعيه السياسية لعرقلة مسعى عباس اقامة دولة من خلال حشد دعم داخلى ومناشدة دول اخرى وأن تلك الخطوة ليس بالاكثر حكمة التى يمكن ان يتخذها نتنياهو. ولفت إلى انه فى اسوأ سيناريو يمكن ان تسود الفوضى وتندلع اعمال عنف الامر الذى يجعل امكانية التوصل الى اتفاق بعيد المنال اكثر ان لم يكن مستحيلا وفى حال حدوث ذلك لن يكون احلال السلام بالتأكيد هو النتيجة المتمخضة . وأضاف أن خطوط اتفاق سلام معروفة جيدا وتم طرحها بالفعل على الطاولة وعرضتها على عباس فى سبتمبر عام 2008. وقال ايهود اولمرت "وفقا للعرض الذى تقدمت به سيتعين حل نزاع الاراضى من خلال اقامة دولة فلسطينية عليها مساوية فى المساحة للضفة الغربية وقطاع غزة قبل 1967 مع تبادل اراضى متفق عليه والاخذ فى الاعتبار للوقائع الجديدة على الارض". وتابع "يتم تقاسم مدينة القدس وتكون المناطق اليهودية عاصمة لاسرائيل والمجاورات العربية سوف تصحب العاصمة الفلسطينية ولن يعلن اى من الطرفين السيادة على المناطق المقدسة بالمدينة وتتم ادارتها بالمشاركة مع مساعدة الاردن والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة". وقال إن مشكلة اللاجئين الفلسطينيين سيتم تناولها داخل نطاق اطار عمل مبادرة السلام العربية 2002 وسوف تصبح دولة فلسطينالجديدة موطن جميع اللاجئين الفلسطينين كما هو الحال بالنسبة لاسرائيل لموطن للشعب اليهودى وسوف يتم اعداد اسرائيل لاستيعاب عدد صغير من اللاجئين على اساس انسانى . واضاف اولمرت بقوله نظرا لان امن اسرائيل حيوى بالنسبة لتنفيذ اى اتفاق سيتم نزع سلاح الدولة الفلسطينية ولن تشكل تحالفات عسكرية مع دول اخرى وسوف يتعاون البلدان لمكافحة الارهاب والعنف . وقال إن تلك الخطوط الثابتة لم يرفضها عباس رسميا ويتعين طرحها على الطاولة مرة اخرى اليوم ويتعين على عباس ونتنياهو على حد سواء اتخاذ قرارات صعبة وجريئة . وفيما يتعلق بتركيا قال اولمرت يتعين على اسرائيل بذل كل جهد لنزع فتيل التوتر مع تركيا فى اسرع وقت ممكن وقال "تركيا ليست عدوا لاسرائيل ..وعملت عن كثب مع رئيس وزرائها رجب طيب اردوجان ورغم تصريحاته واعماله الاخيرة اعتقد انه يتفهم اهمية العلاقات مع اسرائيل وانه ونتنياهو يجب ان يعملان لانهاء تلك الازمة بصورة فورية لمصلحة البلدين واستقرار المنطقة". وأضاف أننا فى اسرائيل نعتذر عن فقدان مواطنين اتراك فى مايو 2010 عند مواجهة قافلة المساعدات المتجهة الى غزة، مشيرا إلى أن الطريق الصحيح للاعراب عن تلك المشاعر للحكومة التركية والشعب التركي يمكن ايجاده. واختتم اولمرت مقاله بالقول إن الوقت قد حان وليس هناك وقت افضل من ذلك واننى اعقد الامل فى ان يواجه نتنياهو وعباس التحدى