لقد غير الربيع العربى الشرق الاوسط، ومن مصلحة اسرائيل تعزيز اتفاقيات السلام القائمة مع جارتيها مصر والأردن. فالمستجدات غير المتوقعة بالمنطقة، مثل الهجوم الاخير على السفارة الاسرائيلية بالقاهرة، يمكن بسهولة أن تنفجر إلى فوضى واسعة. إن اشتباكا دبلوماسيا غير ضرورى يتبلور حاليا بين اسرائيل والفلسطينيين فى نيويورك وسوف يلحق الضرر بإسرائيل وبمستقبل منطقة الشرق الأوسط برمتها. أعتقد أن حل الدولتين هو الطريق الوحيد لضمان شرق اوسط اكثر استقرارا ومنح اسرائيل الامن والرفاهية المرجوة. فى الوقت الذى يتزايد فيه التوتر ليس بوسعى سوى الشعور بأننا فى المنطقة على حافة ضياع الفرصة ولا يتعين تفويتها.
إن عباس محق فى اعتزامه القيام بمسعى أحادى الجانب للاعتراف بدولة فلسطينية بالامم المتحدة الجمعة وان الاغلبية الشاسعة من الدول فى الجمعية العامة تؤيد خطوته، إلا أنها ليست الخطوة الاكثر حكمة التى بوسع عباس اتخاذها. وقد أعلن نتنياهو انه يؤمن بحل دولتين الا انه يستنفد كل مساعيه السياسية لعرقلة مسعى عباس اقامة دولة من خلال حشد دعم داخلى ومناشدة دول اخرى. وهذه الخطوة ايضا ليست بالأكثر حكمة التى يمكن أن يتخذها نتنياهو.
فى أسوأ سيناريو، يمكن أن تسود الفوضى وتندلع اعمال عنف، الامر الذى يجعل امكانية التوصل الى اتفاق بعيد المنال اكثر إن لم يكن مستحيلا وفى حال حدوث ذلك لن يكون إحلال السلام بالتأكيد هو النتيجة المتمخضة.
إن خطوط اتفاق سلام معروفة جيدا تم طرحها بالفعل على الطاولة وعرضتها على عباس فى سبتمبر عام 2008. وفقا لهذا العرض سيتعين حل نزاع الاراضى من خلال إقامة دولة فلسطينية عليها مساوية فى المساحة للضفة الغربية وقطاع غزة قبل 1967 مع تبادل اراضٍ متفق عليه والاخذ فى الاعتبار للوقائع الجديدة على الارض».
ويتم تقاسم مدينة القدس وتكون المناطق اليهودية عاصمة لإسرائيل والمجاورات العربية سوف تصبح العاصمة الفلسطينية ولن يعلن أى من الطرفين السيادة على المناطق المقدسة بالمدينة وتتم ادارتها بالمشاركة مع مساعدة الأردن والسعودية والولايات المتحدة.
أما مشكلة اللاجئين الفلسطينيين فسيتم تناولها فى إطار عمل مبادرة السلام العربية 2002 وسوف تصبح دولة فلسطينالجديدة موطن جميع اللاجئين الفلسطينين كما هو الحال بالنسبة لاسرائيل كموطن للشعب اليهودى وسوف يتم اعداد اسرائيل لاستيعاب عدد صغير من اللاجئين على أساس إنسانى.
ونظرا لأن أمن إسرائيل حيوى بالنسبة لتنفيذ أى اتفاق، فسيتم نزع سلاح الدولة الفلسطينية، ولن تشكل تحالفات عسكرية مع دول اخرى وسوف يتعاون البلدان لمكافحة الارهاب والعنف.
إن عباس لم يرفض هذه الخطوط العريضة رسميا، ويتعين طرحها على الطاولة مرة اخرى اليوم ويتعين على عباس ونتنياهو على حد سواء اتخاذ قرارات صعبة وجريئة. وفيما يتعلق بتركيا إنه يتعين على إسرائيل بذل كل جهد لنزع فتيل التوتر مع أنقرة فى أسرع وقت ممكن، فتركيا ليست عدوا لإسرائيل.
وقد عملت عن كثب مع رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان ورغم تصريحاته واعماله الاخيرة أعتقد انه يتفهم أهمية العلاقات مع إسرائيل وانه ونتنياهو يجب أن يعملان لإنهاء هذه الازمة بصورة فورية لمصلحة البلدين واستقرار المنطقة.
إننا فى إسرائيل نعتذر عن فقدان مواطنين أتراك فى مايو 2010 عند مواجهة قافلة المساعدات المتجهة الى غزة. ويمكن إيجاد الطريق الصحيح للإعراب عن هذه المشاعر للحكومة التركية والشعب التركى. لقد حان الوقت، وليس هناك وقت افضل من الآن، وآمل أن يواجه نتنياهو وعباس التحدى.