أثارت الأنباء التى أوردتها بعض الصحف الاسرائيلية اليوم، بشأن القاء مسئولية تنفيذ عملية "إيلات" على عاتق مواطنين مصريين، حالة من الاستياء العام داخل الأوساط السياسية، خاصة أن المزاعم شملت قيام هؤلاء بالتدريب فى غزة. وقد توجهت "بوابة الأهرام" لعدد من الخبراء لتحليل الاستنتاجات الاسرائيلية وحدود الخطأ والصواب فيها. اللواء عبد المنعم كاطو الخبير الاستراتيجى، قال: نحن لا ننتظر من اسرائيل فى مثل هذه الأجواء، إلا إن تعفى نفسها من أى جريمة إرتكبتها. وهى قادرة على أن تتهم مصريين، لأنها تتصور هذا هذه النوعية من الاتهامات ستجعل صوت القيادة المصرية خافتا عند المطالبة بالتحقيق فى أية جرائم اسرائيلية إرتكبت فى حقهم أو يمكن أن ترتكب فى المستقبل. وقال الخبير المعروف بمتابعته الدقيقة للشئون الاسرائيلية، أن محاولة اسرائيل شن هجوم سياسى مضاد على مصر، هدفه "الشوشرة" على آثار الجريمة التى إرتكبتها فى حق المصريين وإضاعة حقهم، وهى تنفذ ذلك عن طريق السعى إلى تصعيد أحداث سفارتها فى القاهرة، وزيادة البلبلة حول التحقيق فى الجريمة التى ارتكبتها فى 18 أغسطس الماضى بقتل جنود مصريين داخل الحدود المصرية فى سيناء. من جانبه وصف العميد الركن صفوت الزيات الخبير العسكرى والاستراتيجي، التصريحات الاسرائيلية بأنها "لا تتمتع بالمصداقية"، وأنه كان يجب أن يتم التحقيق فى حادث الإعتداء على الجنود المصريين، من خلال لجنة تحقيق دولية أو لجنة تحقيق مشتركة، لكن من قام بالتحقيق جهة واحدة اسرائيلية. وهنا يعود كاطو، ويؤكد أن ما طالبت به مصر فى أعقاب حادث قتل الجنود المصريين، ثلاثة أشياء تمثلت فى الآتى: إجراء تحقيق مشترك، تقديم إعتذار رسمى عن الحادث، تعويض أهالى الشهداء المصريين. لكن حتى الآن لم تستجب اسرائيل لأى من هذه الطلبات، وإرتكبت ظلما جديدا بمحاولتها التشويش على الحقائق. وشدد على أنه لابد أن تصر مصر على إجراء تحقيق مشترك، أو أن يكون هناك تدخل دولى فى التحقيق من الولاياتالمتحدةالأمريكية، أو الأممالمتحدة. وشدد على أن "حقوق المصريين لن تضيع". بينما يرى العميد الزيات أن اسرائيل تحاول البحث عن أية ذريعة بصورة أو بأخرى، مضيفا "هذه القضية تبعدنا عن القضية الأساسية، وهى إختراق السيادة الوطنية المصرية بقتل جنود مصريين على الأراضى المصرية، وهذا هو الحدث الرئيسى الذى يجب أن نركز عليه، وهذا التحقيق "مشبوه" لأنه من طرف واحد". كما حدز كاطو من أن اسرائيل تحاول إنتهاز الفرصة والضغط علينا، مستغلة ما يبدو كأنه إنفلات أمنى فى مصر. إلى جانب سعيها للاستفادة من إنشغال القيادة السياسية بالوضع الداخلى أكثر من القضايا الخارجية. كما أنه فى ظل المحاولات التى تجرى حاليا لإعلان الدولة الفلسطينية فى الأممالمتحدة، فإن هذا الأمر يسبب أزمة كبرى لاسرائيل. من هنا تتعمد اثارة قضايا مثيرة. من ناحية أخرى، أشار الدكتور محمد مجاهد الزيات نائب رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط، إلى ضرورة الانتباه الى سعى اسرائيل لتوريط مصر مع كل من حركة حماس وكتائب القسام فى عمليات ضد اسرائيل، واصفا ذلك بالإدعاءات كاذبة. وأكد الدكتور محمد مجاهد أن اسرائيل تحاول رد القضية لمصر، بعد إتهامها بقتل مصريين فى سيناء. وكان من المفترض أن تشارك مصر فى التحقيق من أجل وجود نوع من الشفافية، واسرائيل لا تريد الإعتذار الرسمى، وتبحث عن طرق لتجنب هذا الإعتذار، موضحا أن الرد المصرى سيكون مرتبط بخلاصة ما سيصل من اسرائيل. وقد توجهت " بوابة الأهرام " لسؤال اللواء محود خلف الخبير الاستراتيجى للتعليق على ما رددته بعض الصحف الاسرائيلية. وقال: الوقت غير مناسب للتعليق. وفضل الانتظار حتى يصدر بيانا رسميا من اسرائيل يفيد بنتائج التحقيقات. وأشار إلى أن ما تم نشره مجرد كلام فى الصحف. وفى النهاية وجه الخبير الاستراتيجى اللواء عبد المنعم كاطو، نصيحة لكل المصريين بأن يتقوا الله فى بلدهم وينظروا لما يدور فى الخارج من حولنا، وأن يكون التركيز على عملية تأمين الحدود المصرية، دون فتح ملفات يمكن أن تكون لها تداعيات سياسية خطيرة.