كيف أصبح على سالم، مخرجًا تسجيليًا, رغم أنه لم يحصل إلا على دبلوم فنى صنايع، ولم يلتحق بأكاديمية الفنون، ولا بأى معهد عام أو خاص لدراسة السينما؟ الإجابة بسيطة .. ف "علي" الذى يمتلك معرضًا للموبيليا، لم يفعل أكثر من الدخول على موقع "المدرسة العربية للسينما والتليفزيون"؛ ليتعلم فنون السينما والتليفزيون عن بعد، فى تجربة مثيرة، تجعل الوقوف خلف الكاميرا حلمًا متاحًا للجميع. تقول الدكتورة منى الصبان رئيسة المدرسة: كان صندوق التنمية الثقافية التابع لوزارة الثقافة، وراء إنشاء المدرسة فى القلعة، لإيمانه بأهمية الفن السينمائى والتلفزيونى كوسيلتى اتصال سمعى وبصرى ومعرفى وتعبير جمالى وإقناع, وقد أسهم المشروع فعلا، فى تنمية الثقافة السينمائية والتليفزيونية لكل متذوق وهاو ومحترف من الناطقين باللغة العربية فى جميع أنحاء العالم. تضيف : تقوم المدرسة فى مكانها بالقلعة أو من خلال موقعها على الإنترنت، بتدريس فنون السيناريو والإخراج والإنتاج والديكور والتصوير والمونتاج والصوت والرسوم المتحركة باستعمال الوسائط المتعددة multimedia أى بالصور الثابتة والصور المتحركة والصوت والنص المكتوب ورسومات الكمبيوتر حتى نضمن توصيل معلومة مبسطة للدارس. وهناك اختبارات للدارسين، يليها الالتحاق بورش تطبيقية، فالدراسة "نظرى وعملي", وقد بلغ عدد الدارسين حتى الآن 50 ألف من الناطقين بالعربية فى جميع أنحاء العالم منهم 69 ألفًا من مصر وحدها. وتحرص المدرسة كل عام على نشر شروط الالتحاق بمعهد السينما ومواعيد امتحانات القبول خدمةً للطلبة. وتضيف:المدرسة لها موقع على الإنترنت هو arabfilmschool.edu.eg، وتستهدف الراغبين فى الدراسة من الذين لم يلتحقوا بمعهد السينما, وكذلك من العاملين فى السينما والتليفزيون ولم يدرسوا أكاديميا وهم شريحه كبيرة وأيضا الهواه من محبى دراسة فن السنما والتليفزيون. ومشكلتنا الوحيده أن تهتم الجهات المعنيه بالتعليم عن بعد ومن ثم اعتماد الشهادة التى تمنحها المدرسة، فنحن نؤهل الطالب للامتحان، وبالفعل هناك من يمتحن فى جهات أخرى ونهيب بوزارتى الثقافة والتعليم العالى والمجلس الأعلى للجامعات اعتماد شهادة المدرسة فهى خطوة مهمة ننتظرها0 وتعترف بفرح: ما يسعدنى حقا أن أجد اهتماما من الدارسين بالمدرسة, فمنذ أيام تلقيت مكالمة هاتفية من دارس عراقى يدرس بقسم السينما والتليفزيون هناك، وقد قال لى: لقد عانيت على مدى 5 سنوات وأخيرا وافقت جامعة بغداد على اعتماد مناهج المدرسة فى السينما والتليفزيون وتدريسها للطلبة. ويروى مهند دياب أحد الدارسين الذين تخرجوا فى المدرسة ويعمل مخرجا ومذيعا فى قناة (الايه أر تى) تجربته مع المدرسة قائلا : درست فى كلية الآداب جامعة بنها وتخرجت وكنت الأول على دفعتى عام 2006. خلال تلك الفترة قمت بعمل أفلام قصيره شاهدت الدكتورة منى أحد هذه الأفلام ونصحتنى أن أدرس لكى أكتسب المهارات التى تنقصنى، وبالفعل التحقت بالمدرسة ودرست الإخراج والمونتاج على الإنترنت وكنت أحضر معها فى قصر ثقافة مصر الجديدة للدرس العملى فى مادة التتابع, وبالطبع استفدت فى تحسين الصورة السينمائية وأصبحت أفلامى التى أشارك بها فى المهرجانات تحصل على ترتيب أفضل. درست أيضا السيناريو وحاليا أدرس التصوير وقد أفادتنى الدراسة فى عملى بالقناة، فأصبح لى فكر مميز وكادراتى أفضل عن ذى قبل ومستمر فى عمل الأفلام التسجيلية. أما المفاجاة ففى "على سالم" فهو حاصل على دبلوم فنى صناعى ولديه معرض أثاث، ومع ذلك أصبح مخرجا تسجيليا، من خلال المدرسة وكما يقول: "هوايتى الفنية دفعتنى للمشاركة فى الندوات وفى ندوة بساقية الصاوى، سمعت عن المدرسة ودخلت على موقعها وأصبح لى كلمة سر أتاحت لى الدخول والدراسة فدرست السيناريو والتصوير والإخراج والمونتاج وبعدها كتبت أول سيناريو وحتى الآن قدمت ثلاثة أفلام تسجيلية شاركت فى واحد منها بمهرجان ليالى القاهرة التابع لوزارة الثقافة العام الماضى, كما أخرجت فيلما تسجيليا عن بيت السحيمى، سجلته قناة النيل الثقافية. ويضيف على "أنفق من عملى بمعرض الموبيليا على هوايتى, وأتمنى أن أعمل فى أى جهة تَمتُ بصلة لفن السينما والتليفزيون، خاصة أننى أشارك فى ندوات ودرست بالمدرسة وقرأت كثيرا، لكن للأسف يعوق ذلك عدم وجود شهادة تخصص، فلو تم اعتماد شهادة المدرسة؛ لتحققت أمانى الكثير من الدارسين بالمدرسة.