يعتزم الرئيس الأمريكي باراك أوباما إجراء محادثات مع زعماء إسرائيليين وأتراك وبذل جهود جديدة لاستئناف محادثات السلام بالشرق الأوسط في مسعى دبلوماسي الأسبوع المقبل لتخفيف حدة التوترات الإقليمية المتصاعدة وذلك في ظل مواجهة بالأممالمتحدة بشأن الدولة الفلسطينية. وقال البيت الأبيض اليوم الجمعة إن أوباما سيجتمع مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو كل على حدة على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وسيدعو الرئيس الأمريكي الجانبين إلى معالجة الخلاف الدبلوماسي الناجم عن مقتل ناشطين أتراك عام 2010 أثناء توجههم ضمن قافلة سفن مساعدات إلى غزة وهي الأزمة التي عمقت عزلة إسرائيل المتزايدة في المنطقة. وقال بن رودس المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض للصحفيين "شجعنا إسرائيل وتركيا وهما صديقان مقربان للولايات المتحدة على العمل على حل خلافاتهما وستتاح لنا فرصة مناقشة تلك الأمور." وسيأتي ذلك على خلفية مسعى فلسطيني للحصول على اعتراف بدولة فلسطينية في الأممالمتحدة الأسبوع المقبل رغم معارضة إسرائيل القوية وتهديد الولاياتالمتحدة باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد اي محاولة من هذا القبيل في مجلس الأمن. وقال بن رودس إن الاجتماع مع نيتانياهو الذي توترت علاقاته مع أوباما سيركز في الأساس على كيفية إعادة محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية إلى مسارها الصحيح. ومن المتوقع إجراء اللقاء يوم الثلاثاء أو الأربعاء. وستكون هذه الفرصة الأولى لهما لرأب الصدع وجها لوجه منذ مايو آ"يار" عندما دار بينهما خلاف خلال اجتماع بالمكتب البيضاوي بسبب إصرار أوباما على ضرورة استئناف المفاوضات بشان الدولة الفلسطينية على أساس حدود 1967. وتعهد عباس في مدينة رام الله بالضفة الغربية بالذهاب إلى الأممالمتحدة "للمطالبة بحق مشروع لنا" والسعي للحصول على العضوية الكاملة في المنظمة الدولية في خطوة يشعر المسئولون الأمريكيون بأنها قد تزيد من زعزعة الاستقرار في منطقة تعاني بالفعل اضطرابات سياسية. ولم تسفر جهود دبلوماسية يقودها مبعوثون من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي حتى الآن لتجنب حدوث مواجهة في الأممالمتحدة، وهو ما قد يكون توبيخا دبلوماسيا لواشنطن. وتعكس الخطوة الفلسطينية خيبة أمل إزاء إخفاق أوباما في دفع عملية السلام بعد أن أعلن أنها على رأس أولوياته عندما تولى السلطة عام 2008. وتوسط أوباما لاستئناف محادثات السلام المباشرة في سبتمبر "أيلول" الماضي لكن سرعان ما انهارت المفاوضات بسبب خلاف حول البناء في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربيةالمحتلة. وقال بن رودس إن أوباما سيحث الجانبين على إيجاد السبل للعودة إلى مائدة التفاوض عندما يخاطب زعماء العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الأربعاء. وأضاف بن رودس أن أوباما سيستغل كلمته لحث إسرائيل وحليفين آخرين للولايات المتحدة في المنطقة وهما تركيا ومصر على "المضي قدما في إصلاح علاقاتهم"بعد توتر العلاقات بين مصر وإسرائيل منذ الإطاحة بالرئيس حسني مبارك في فبراير شباط. ودخلت العلاقات في أزمة يوم السبت الماضي عندما اقتحم متظاهرون في القاهرة السفارة الإسرائيلية مما أجبر الدبلوماسيين الإسرائيليين على مغادر مصر. ومن المقرر أن يجتمع أوباما مع أردوغان يوم الثلاثاء. وزادت بواعث قلق واشنطن بعد أن ردت تركيا بغضب هذا الشهر على رفض نيتانياهو الاعتذار عن غارة إسرائيلية على قافلة سفن مساعدات كانت متوجهة إلى غزة وهو ما أسفر عن مقتل تسعة مواطنين أتراك في مايو "آيار" 2010. وطردت حكومة أردوغان السفير الإسرائيلي وجمدت التعاون العسكري وحذرت من أن البحرية التركية قد ترافق أي سفن مساعدات في المستقبل مما يثير احتمال حدوث مواجهة بين تركيا العضو بحلف شمال الأطلسي وإسرائيل. وتعاون البلدان في السابق عن كثب في المجال العسكري والمخابرات عندما سعى الجانبان للحصول على شريك جدير بالثقة في منطقة ملتهبة. وستكون عملية السلام في الشرق الأوسط على جدول الأعمال أيضا عندما يعقد أوباما محادثات ثنائية مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يوم الأربعاء.