اعتبر السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لشئون فلسطين والأراضي العربية المحتلة أن موقف واشنطن الرافض للتوجه إلى الجمعية العامة بالأممالمتحدة لإعلان الدولة الفلسطينية في الشهر الحالي يتنافى مع حقوق الإنسان. وأكد صبيح في تصريحات للصحفيين أن الاجتماع المقبل للجنة مبادرة السلام العربية (لجنة المتابعة) والمقرر يوم الاثنين المقبل في القاهرة يكتسب أهمية خاصة. وأوضح أن اللجنة ستستمع لشرح مستفيض من الوفد الفلسطيني برئاسة الرئيس محمود عباس "أبو مازن" الذي سيشارك في الاجتماع لعرض ما تم إنجازه من خطوات، وماهو مطلوب عمله خلال المرحلة المقبلة لإنجاح التحرك الفلسطيني والعربي في الأممالمتحدة. وأضاف صبيح أنه لم يكن أمام العرب والفلسطينيين في ظل تعثر المفاوضات وعدم قيام الولاياتالمتحدة بإلزام إسرائيل بوقف الاستيطان إلا التوجه للأمم المتحدة للمطالبة بفلسطين دولة كاملة العضوية في المنظمة الدولية. وأكد أن الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نيتانياهو هي من تتحمل مسئولية وضع عملية المفاوضات والسلام بهذا المأزق الخطير، مذكرا بأن عدم التزام إسرائيل بوقف الاستيطان تزامن مع تهديد دولة الاحتلال بشن حرب ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وغزة، ومع عمل دؤوب لمنع قيام الدولة الفلسطينية، وعمل متواصل لتهويد القدس. وشدد الأمين العام المساعد للجامعة على أهمية اجتماع لجنة المتابعة العربية برئاسة رئيس وزراء ووزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم في هذه الظروف ، لمناقشة الخطوات التنفيذية التي قام بها كل جانب عربي على صعد مختلفة لتأمين أوسع تأييد لقبول الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس في المنظمة الدولية. وأوضح أن نتائج اجتماع لجنة المتابعة ستعرض على اجتماع مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري يومي 13 و14 من الشهر الجاري، والمقرر برئاسة فلسطين. وأشار إلى أن المشاركين في هذين الاجتماعين سيستمعون إلى تقارير مقدمة من فلسطين، والأمين العام للجامعة العربية، ومن الدول العربية المختلفة، لاتخاذ القرارات والإجراءات التي من شأنها أن تنجح التحرك العربي والفلسطيني في الأممالمتحدة، قائلا "نحن ندرك أننا في معركة دبلوماسية شديدة القسوة في هذه المرحلة وندعو الله بالتوفيق". وشدد على أن التوجه للأمم المتحدة مستمر حتى في ظل إعلان الولاياتالمتحدة صراحة عن نيتها استخدام حق النقض الفيتو وتابع قوله، إن موقف واشنطن بخصوص التوجه للأمم المتحدة غريب وهو يضاف إلى موقفها السلبي في مجلس الأمن عندما طرح موضوع الاستيطان الإسرائيلي. وقال إن مساعي الولاياتالمتحدة لمنع قبول فلسطين دولة كاملة العضوية في الأممالمتحدة يتناقض مع أبسط حقوق الإنسان، ومبادئ الديمقراطية، ومع المنطق، كما يتناقض مع القرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية. وتابع صبيح قوله إن واشنطن بموقفها هذا تتجاهل عدد كبير من قرارات الشرعية الدولية التي تطالب بإقامة دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل. وأشار إلى أن الجامعة العربية تقدر عاليا موقف القيادة الفلسطينية والرئيس محمود عباس الثابت والمتماسك بشأن التوجه للأمم المتحدة، مذكرا بأن القيادة الفلسطينية، أوضحت بأن هذا التوجه ليس موجها ضد أحد، وليس عزلا لإسرائيل كما يدعي اليمين الإسرائيلي، وإنما هو من أجل الحفاظ على الحقوق الفلسطينية.