أكد الأمين العام المساعد لشئون فلسطين والأراضي العربية المحتلة في الجامعة العربية السفير محمد صبيح ضرورة تضافر الجهود العربية والدولية للتصدي لمحاولات إسرائيل لتزوير التاريخ والتراث في الأراضي العربية المحتلة. وقال صبيح - في كلمته اليوم الأحد في افتتاح اجتماع لجنة البرامج التعليمية الموجهة إلي الطلبة العرب في الأراضي العربية المحتلة في دورتها آل 84 - إن دخول فلسطين كدولة كاملة العضوية في منظمة اليونسكو، يعد إنجازا سياسيا ودبلوماسيا مهما سيدعم المساعي المبذولة للدفاع عن التراث العربي والإسلامي في الأراضي المحتلة. وأدان منع إسرائيل للمناهج الفلسطينية من التدريس في مدارس مدينة القدس، مشددا علي أن هذا الإجراء يأتي في سياق الحرب الشاملة بحق الشعب الفلسطيني. وطالب باهتمام خاص بالأطفال والنشء، في مواجهة السياسات الإسرائيلية العنصرية، مؤكدا أن هذا الأمر يتطلب برامج عمل ودعما من مختلف الدول العربية. وأكد ضرورة الحفاظ علي البرامج الموجهة للنشء وبخاصة أطفال الأسري والشهداء، والجامعة العربية تؤكد أهمية إيلاء هذا الموضوع أولوية خاصة، والعقل مفتوحا لأي اقتراحات بناءة تدفع بعمل هذه اللجنة إلي الأمام. وأشاد بإصرار الرئيس محمود عباس بالتوجه للأمم المتحدة، لأنه بذلك حرك "المياه الراكدة" بعد التعثر المتواصل لعملية السلام، مضيفا: لقد وضع الرئيس 'أبو مازن' العالم أمام مسئولياته في خطابه المهم بالأممالمتحدة نهاية سبتمبر الماضي، من خلال توضيح الحقوق الفلسطينية وإبراز معاناة هذا الشعب الممتدة لعقود طويلة. وأضاف صبيح أن إستراتيجية العمل العربية تقوم علي المبادرة التي تبنتها قمة الرياض، وهذه المبادرة لم تكن اختراعا عربيا بل تطبيق للقانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة. وقال الأمين العام المساعد لشئون فلسطين والأراضي العربية المحتلة في الجامعة العربية السفير محمد صبيح إن المفاوضات لم تعد مجدية، وأصبحت تسير في دائرة مفرغة، بسبب التعنت الإسرائيلي، ونجدد التأكيد علي أن المفاوضات في ظل الاستيطان مرفوضة لأنها تعطي إسرائيل الفرصة لتهويد الأرض. وأوضح أنه بعد تسلم الرئيس الأمريكي باراك أوباما زمام الأمور كانت التصريحات والمواقف الأمريكية مشجعة في حينه، مذكرا بإعلان أوباما عن مواقف مهمة في جامعة القاهرة واجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة لعام 2010. وأشار صبيح إلي أن المواقف الأمريكية التي تتناسب ودور واشنطن كراع لعملية السلام لم تستمر طويلا، وبخاصة بعد التوجه إلي مجلس الأمن لإدانة الاستيطان، وقيام أمريكا باستخدام حق النقض الفيتو في وجه 14 دولة دعمت مشروع القرار.وانتقد بشدة الضغط الأمريكي علي الدول لمنعها من دعم التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة، وموقف واشنطن "العدائي" بعد الاعتراف بفلسطين عضوا كامل العضوية في منظمة اليونسكو. وأضاف "لقد نجح الضمير الإنساني في إعطاء العضوية الكاملة لفلسطين في اليونسكو، لأن أحرار العالم دعموا الموضوع، والمعركة لم تكن سهلة، وبخاصة أن الولاياتالمتحدة كانت تتصل مع الدول للضغط علي عدم التصويت مع الطلب الفلسطيني، هذا يتنافي مع الديمقراطية، وعندما تأخذ اليونسكو قرارا يجب احترامه، لا أن يتم وقف تحويل المستحقات المالية لليونسكو، وتوجيه التهديدات للقيادة الفلسطينية. وأضاف أنه في الوقت الذي يوجه فيه وزير خارجية إسرائيل أفيجدور ليبرمان تهديدات بالقتل، يوجه رئيس الولاياتالمتحدة رسائل لدول عديدة منها البوسنة والهرسك لمنعها من دعم الطلب الفلسطيني بالحصول علي العضوية الكاملة في الأممالمتحدة. وتساءل صبيح "لماذا يطبق القانون الدولي في جميع أركان العالم ما عدا إسرائيل والأراضي التي تحتلها، وهل هذه الديمقراطية والحريات التي يتغني بها الكثيرون؟!. وقال الأمين العام المساعد لشئون فلسطين والأراضي العربية المحتلة في الجامعة العربية السفير محمد صبيح إن مشكلتنا نحن العرب هي أننا نتعامل بردة الفعل، ولا نعمل الفعل، فإن كانت أمريكا تدفع 60 مليون دولار، وأوقفت هذا التمويل مطلوب من الدول العربية العمل لتسديد هذا العجز، لتنفيذ البرامج في الدول الإفريقية التي تضررت كثيرا من وقف التمويل الأمريكي، ومن هنا مطلوب من رجال الأعمال والمؤسسات والجهات الرسمية بأن تقدم الدعم لهذه المنظمة". وشدد علي أن تسديد العجز الناجم عن وقف تحويل المخصصات الأمريكية المالية لمنظمة اليونسكو يؤدي إلي وضع حد "لاستخدام المال في الطغيان السياسي". وأضاف صبيح أن المعركة في اليونسكو تهمنا نحن العرب والمسلمين، لأن الأمر مرتبط بصد حملات التزوير الإسرائيلية بحق الثقافة والتراث والتاريخ في الأراضي العربية والفلسطينيةالمحتلة. وقال "لو دفع كل مواطن عربي تبرعا لا يتعدي خمسة دولارات لأخرجنا اليونسكو من هذه الضائقة، وتأكدوا بأن فعالية هذه المنظمة لصالح معركة الدفاع عن المقدسات والتراث في فلسطين، والأراضي المحتلة. وذكر أن نهب الآثار والتراث من قبل الاحتلال لم يقتصر علي جزء دون غيره من الأراضي المحتلة، وأن ما يجري في القدس والضفة الغربية سبقه قيام إسرائيل بسرقة التراث في غزة وسيناء وأجزاء من الأردن ولبنان، والجولان السورية المحتلة. وأضاف "رسالتنا للعالم بأنه مطلوب الحفاظ علي الآثار الفلسطينية التي هي ملك للإنسانية، كما أنه مطلوب منكم وقفة جادة ضد إسرائيل التي تصعد من عدوانها واستيطانها في الضفة، وتواصل جرائمها وحصارها الخانق علي غزة.وقد ألقي مدير عام المناهج في وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية جميل أبو سعدة رئيس الاجتماع كلمة افتتاحية ترحيبية، أوضح فيها جدول أعمال الاجتماع المتواصل لمدة خمسة أيام، وشكر الدول علي دعمها المتواصل للقضية الفلسطينية.