شهد وزير الثقافة الدكتور عماد أبو غازي، ونقيب المهن التمثيلية الفنان أشرف عبد الغفور، ونخبة من فناني المسرح والمثقفين، احتفالية شهداء ما يسمى إعلاميا ب "محرقة بني سويف"، والتي راح ضحيتها 32 فنانا وناقدا من الأسماء اللامعة في المسرح المصري والعربي عام 2005 جراء احتراق مسرح بني سويف. وقال الفنان أشرف عبد الغفور، خلال الاحتفالية التي أقيمت مساء أمس الإثنين على مسرح قاعة منف التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة، إننا عانينا طوال السنوات السابقة من عدم احترام للإنسان والزمن بفعل النظم التي كانت تقودنا. وأضاف أنه لا فرق بين شهداء محرقة بني سويف وشهداء ثورة 25 يناير لأنه في الحالتين كان يخوض هؤلاء معركة رأي وفكر وحرية، مشيرًا إلى أن أي تعويضات من خلال النقابة أو من خلال الجهود الشعبية أو من خارج الوطن لن تعوضنا عما فقدناه من مفكرينا وشبابنا. وأكد عبد الغفور ضرورة أن يسعى الفنانون لإحياء القضايا التي دافع عنها هؤلاء الشهداء. ووجه نقيب الممثلين، رسالة إلى وزير الثقافة، نبه خلالها إلى أن المسرح المصري يعاني الانهيار حاليا، وهو يواجه ما وصفه ب"طاغوت التكنولوجيا"، وقال: كاد مسرحنا أن ينقرض وفقدنا دور العرض والبعثات الثقافية التي كانت تأتينا بكل جديد من الخارج، كما فقدنا كل التقنيات الحديثة، ونحن نسير بسرعة إلى الهاوية. ودعا وزير الثقافة أن يفتح ملف المسرح المصري الآن مؤكدًا أن المناخ الآن ملائم من أجل إحياء هذا الفن وحتى لا يضيع في "طاغوت التكنولوجيا". من جانبه، أكد سعد عبد الرحمن، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، أن وقع هذه المأساة مازال شديدًا لرحيل هؤلاء الشهداء، وأن ذكراهم ستظل في وعينا ووجداننا. وأضاف أن هؤلاء أحياء لما قدموه على مسرح الثقافة الجماهيرية والمسرح المصري عموما، فقد كانوا يقودون حركة تنويرية من خلال نشاطهم. وذكر أن الهيئة العامة لقصور الثقافة لن تنسى هؤلاء الشهداء وعندما نبني هذا المكان (في إشارة إلى مسرح منف) ستكون هناك قاعات بأسمائهم، كما سنحرص على أن نخلد هؤلاء من خلال إطلاق أسمائهم على المواقع الثقافية الجديدة المزمع افتتاحها. من جانبه، استعرض الناقد أحمد عبد الرازق أبو العلا مدير إدارة المسرح بالهيئة فاجعة رحيل هؤلاء المبدعين، ومدى الإهمال الذي عرض حياتهم للخطر، والإجراءات التي تلت ذلك من تعويضات أو إغلاق التحقيق في هذا الأمر. وأكد الشاعر زين العابدين فؤاد، أهمية هذا التكريم من جانب وزارة الثقافة لأسر الشهداء، مشددًا على أن أهالي الشهداء لم ينكسروا وظلوا يراهنون على القصاص العادل حتى اندلعت ثورة 25 يناير. وقدمت فرقة فناء وصلة من أجمل أغانيها والتي دارت حول تخليد الشهداء وعطائهم الذي لا ينسى، كما قدم الفنان أحمد إسماعيل فقرة من أغانيه التي تفاعل معها الجمهور بشدة. وقعت ما سمي إعلاميا ب"محرقة بني سويف" في 5 سبتمبر لعام 2005، بعد أن اندلعت النيران في مسرح قصر ثقافة بني سويف قبيل انطلاق مهرجان المسرح التجريبي، وغيبت 32 من الأسماء لامعة في فن المسرح المصري والعربي، بينهم كتاب ونقاد ومخرجون بارزون، وحوكم الدكتور مصطفى علوي عضو لجنة السياسات بالحزب الوطني المنحل، والذي كان يشغل منصب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة وقتها، لكن تمت تبرئته. ويطالب عدد من الفنانين والمبدعين بإعادة التحقيق في القضية، التي استقال على أثرها وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني، لكن استقالته لم تقبل.